باسل الخطيب: الحرب التي طالت سورية بحاجة لمئات القصص لتوثّق للأجيال القادمة
} دمشق – آمنة ملحم
يستمرّ المخرج باسل الخطيب برحلته السينمائيّة باحثاً عن حكايا تلامس الواقع، وتلامس الإنسان بآن واحدة، ويقول إن هذا خط اتخذته خلال سنوات الحرب التي طالت سورية.
«لآخر العمر» الفيلم الجديد للخطيب الذي يصوره حالياً في منطقة «جوبر» كتبه سامر محمد إسماعيل، وعن اختيار العنوان، يؤكد الخطيب لـ»البناء» أنه مرتبط بموقف أو بوعد أو عهد ستشهده أحداث الفيلم، وتأخذه بطلته «الإعلامية لارا» على نفسها تجاه شبان أنقذوا حياتها، منوهاً بأن استمرار تصويب خياراته السينمائية بهذا الإطار يعود لكونه يرى فيه جزءاً من المسؤولية والواجب تجاه الوطن والناس والجيش السوري وكل شخص ضحّى بحياته من أجل الوطن، وأن العلاقة بين الثقافة والفن والإعلام متكاملة ومتناغمة مع الجيش السوري لا سيما في عمر الحرب.
وبيّن الخطيب أنه لا يفضل قولبة نفسه بنوع دراميّ محدد، ولكن هناك أولويات، كما أنه ينجذب لطرح حكايا وقصص لم يسمع بها الناس.
ورداً على الآراء التي تدعو للاكتفاء من الأعمال التي ترصد الحرب، يرى الخطيب أن الحرب التي عشناها خلال هذه الفترة بحاجة إلى عشرات بل مئات القصص لنحفظها للأجيال القادمة، لأن تداعياتها ستمتد لسنوات ومن الممكن أن تصل لعقود طويلة، لذا من الواجب حفظها بوثيقة فنية ودرامية يعود إليها الناس في المستقبل.
ويشير الخطيب إلى أن الحكايا الإنسانية هي الأساس في الفيلم وأن أي عمل مهما كانت رسالته كبيرة ومهمة لن تصل للناس إن لم ترتكز على دعائم إنسانية تؤثر في الجمهور وتجعله يتفاعل معها.
الفيلم الذي من المتوقع أن يكون جاهزاً منتصف شهر كانون الأول تلعب بطولته مجموعة من الفنانين «رنا شميس، وائل رمضان، عارف الطويل، زيناتي قدسية، ترف التقي ….» الذين اختارهم الخطيب وفق معايير يضعها لنفسه على الدوام وتتجسّد بانتقاء الممثل الملائم للدور والقادر على التقاط حياة الشخصية والتعبير عنها جيداً، وكذلك من يتحلى بالشغف والإخلاص للتجربة لتقديم الأفضل.
وحول زيارة وزير الإعلام عماد سارة مؤخراً لكواليس تصوير الفيلم الذي يتناول تضحيات الإعلام السوري جنباً إلى جنب مع الجيش، توجّه الخطيب بشكره لهذه المبادرة والدعم الذي قدمه سارة حتى في عمله الدرامي الأخير «حارس القدس» والذي كان له دور حاسم بإبصاره النور.
ونوّه الخطيب بأن انتاج هذا الفيلم من قبل مديرية الإنتاج التلفزيوني في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون تعتبر بادرة جميلة جداً، متمنياً أن تستمر وأن تستعيد المديرية موقعها برفد الدراما والسينما السورية بأعمال مهمة ولائقة ومخدومة بشكل جيد، مثنياً على الظرف الإنتاجي للفيلم عموماً.
المشروع السينمائي المقبل للخطيب سيكون مع الفنان دريد لحام بعد نجاح «دمشق – حلب»، وهذا قرار اتخذه برفقة لحام بإعادة التجربة بفكرة جديدة .
أما عن النجاح الكبير الذي حققه مسلسل حارس القدس والجوائز التي نالها أعرب الخطيب عن سعادته بهذا النجاح، وأنه معه نسي للحظات كل التعب الذي رافق العمل على مدار سنتين من التحضير.