إرادةُ وعَزْمُ المقاومة سَبَبُ عِزَّةِ لبنان…
} السيد سامي خضرا
فَلنَتصوَّر لبنان اليوم بِلا مقاومة، إذاً كيف سوف يكون واقعنا في الساحتين الإقليمية والدولية وبِالأخص مع كيان العدو؟!
فالمقاومة شاء مَن شاء وأبى من أبى هي التي استطاعت أن تفرض توازُناً طالما افتقده لبنان لعقود خَلَت.
فمنذ الإرهاصات الأولى لتأسيس الكيان اليهودي ومن ثم الإعلان عنه لم تسلَم الأراضي اللبنانية كما لم يسلَم الشعب اللبناني من شتَّى أنواع الاعتداءات.
ولا يقتصر الحديث عن أواسط القرن الماضي بل الفترة التي عاشها جيلُنا في الثمانينات وقبله وبعده بقليل حيثُ كنا نرى كما كلّ الجنوبيين وكلّ اللبنانيين كُلّ يوم الاعتداءات «الإسرائيلية» المادية من قتلٍ وجرحٍ وخطف وقصف… والاعتداءات المعنوية في الخروقات البحرية والجوية المُستمرة.
ورأينا وعايَشْنا آلاف الاعتداءات «الإسرائيلية» دون أن يكون هناك رادع أو مُدافع.
ونحن أهل الجنوب اللبناني كما كلّ اللبنانيين المُحقِّين والمُنصفين لم يَتَلمَّسوا أمناً وأماناً واطمئناناً في يومياتهم ومعاشهم واقتصادهم وتنقلاتهم إلا عندما اطمأنوا لمقاومةٍ تحمل الإرادة والعزم قبل السلاح أثبتت نفسها ليس فقط على العدو المجاور بل على من يقف وراءه ويدعمه وكان سبباً لوجوده واستمراره.
مع المقاومة فقط شعرنا بأننا نستطيع حماية بيوتنا وحقولنا ومزارعنا وأصبحنا مطمئنّين أننا نستنِد إلى ركنٍ وثيق لم يزل يحمي ويُراقب ويُدافع ويُحاسب إلى يومنا هذا.
ونتشاطر جميعاً هذا الكلام إلا مَن انتمى لعصبية عمياء أو حقدٍ قديم.
فوجود المقاومة هو الذي فرض اليوم سياسةً ومعطيات ومواقف على كلّ الأصعدة لما فيه مصلحة لبنان واللبنانيين والأمة.
ووجودها هو سبب عزِّنا وفخرنا وسؤدُدِنا، لذا هي بالنسبة لنا أهمّ من الطعام والشراب واللباس.
والمُفارقة المهمة أنّ العدو الذي يريد تشويه سُمعة المقاومة وتحميلها بكلّ تَكَلُّف تَردِّي الأوضاع خاصة الاقتصادية في لبنان لا يَتَورَّع عن الاستعانة بأدوات إعلامية محليَّة فضلاً عن الإقليمية والدولية والتي هي تحصيل حاصل.
فلبنان معروفٌ عنه ومنذ تأسيس الكيان قبل مئة عام أنّ هناك مناخاً وليس تصرّفاً فردياً فقط يُبرِّر التعامل مع العدو الإسرائيلي!
ففي لبنان أدوات محلية من أشخاص وجهات ومؤسسات وأحزاب تلعب دور الصدى لسياسة العدو التوهينية.
وهذا لا يحتاج إلى كثير شرح بل هو واضحٌ تماماً في بعض تصريحات السياسيين والفضائيات ومقدمة نشرة الأخبار الرئيسية لـ «أم تي في» والتي ما انفكّت يوماً عن الإشارة وبالحرف الواحد وبنفس الصياغة «الإسرائيلية» لسياسة توهين وتشويه سُمعة حزب الله.
ويدلّ هذا على إرباك وضعفٍ كبيرين في جانب العدو والمسحورين به بعد فشل كلّ خياراتهم ورهانهم للتخلص من حزب الله.
ففي لبنان لا يجد البعض حرجاً أن يخوض معركةً إلى جانب العدو لخنق المقاومة وإبعادها عن بحرها وبيئتها وتحميلها كلّ مسؤوليات الوضع المُزري الذي ما وصلنا إليه إلا برعاية دولية وإقليمية!
ويسقط هؤلاء عندما يستفيدون من الفوضى التي يعيشها لبنان على أكثر من صعيد.
فَبَدَلَ أن نكون مُوحَّدين بعد الكوارث كالذي حصل في ميناء بيروت أو الأحداث الكبرى كبدء ترسيم الحدود مع العدو ترانا نرى الشماتة والافتراء يُضخّ على مدار الساعة.
اليوم يقوم العدو وأنصاره في الداخل بتشويه صورة المقاومة وتحميلها مسؤولية الكوارث مع أنها هي التي حَمَت أمن لبنان بما يعود بالنفع على الجميع.
ويعمل هؤلاء لإقناع الناس أنّ المقاومة هي المتَّهم الأساسي في منع وصول الدعم الخارجي إلى لبنان والانتقال إلى الرفاهية المزعومة.
لكن كلّ أساليب العدو التقليدية العسكرية والأمنية باءت بالفشل
لذا فإنَّ الهَجمة الجديدة سوف تبوءُ أيضاً بالفشل كما سابقاتها إنْ شاء الله
وقطار المقاومة يمضي مُؤيَّداً بشعبه ومنتصراً به وله.