نصر الله لـ «الإسرائيليين»: يدنا على الزناد لردّ سريع على أيّ عدوان أميركا رأس الإرهاب والفساد في الكرة الأرضية
أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن ترسيم الحدود البرية والبحرية ليس من عمل المقاومة بل هي مسؤولية الدولة وضمن آلياتها الدستورية. مشدّداً على أن أميركا هي رأس الإرهاب والفساد في الكرة الأرضية. ولفت إلى أن الملف الحكومي يحتاج إلى المزيد من التشاور بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري، متمنياً التسريع فيه.
جاء ذلك في كلمة للسيد نصر الله في ذكرى «يوم الشهيد» تطرق في مستهلها، إلى خصوصية اختيار هذا اليوم ليكون يوماً لكل شهداء حزب الله «باعتبار العملية العظيمة التي حصلت عندما قام أمير الاستشهاديين باقتحام مقرّ الحاكم العسكري الإسرائيلي في صور والتي ما زالت العملية الأكبر والأضخم في تاريخ الصراع العربي «الإسرائيلي».
وشدّد السيد نصر الله على أن الأمة التي تعرف قيمة شهدائها هي الأقدر على أن تكون وفية لهم، متوجهاً بالتحية إلى عوائل الشهداء.
ضوابط ترسيم الحدود
وأشار السيد نصر الله إلى خطابه في في أيار 2000 عندما قال «إن المقاومة لا تدخل في ترسيم حدود لا برية ولا بحرية وليس عملها أن تحدّد الحدود، بل إن هذه مسؤولية الدولة وهي ضمن آلياتها الدستورية هي التي تقرّر أين هي حدود لبنان»، مضيفاً أنه «منذ عام 2000 تلتزم المقاومة بما تحدّده الدولة وتعتبر أن من واجبها إلى جانب الجيش والشعب، أن تدافع عن هذه الحدود وأن تساعد في تحرير ما تبقى من أرض أو مياه تحت الاحتلال»، مشيراً إلى أن الدولة اللبنانية هي من قالت أن مزارع شبعا لبنانية وتلال كفرشوبا قرى لبنانية.
وأوضح السيد نصر الله أن «الشركات التي تريد أن تستثمر في الغاز في المياه اللبنانية تريد ضمانات، وهذا ما دفع الدولة اللبنانية إلى الاهتمام، إذ أن سابقاً لم يكن هناك موضوع حيوي اسمه ترسيم الحدود البحرية مع فلسطين المحتلة».
وأعلن تأييد المقاومة لتحديد الحدود، لافتاً إلى أن «هناك مجموعة ضوابط متفق عليها وهي مفاوضات غير مباشرة تقنية بحتة ولا تبحث سوى بترسيم الحدود».
وتابع «في هذا السياق كان الرئيس نبيه برّي يفاوض منذ عشر سنوات إلى حين الاهتمام الأميركي الخاص بالملف في الآونة الأخيرة، وحينها حضّر ما سُمي لاحقاً إطار التفاوض وانتقلت المسؤولية إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وعملياً بدأت المفاوضات».
ثقة كاملة بعون
وأشار إلى الاتهامات التي طالت الثنائي حزب الله وحركة أمل بالتمهيد لمفاوضات سياسية لاحقاً وبداية تطبيع أو اتفاقات سلام، مؤكداً «أن هذا الكلام فارغ ينبع من غرفة سوداء وهدفه رمي قنابل دخانية للتعمية على الخانعين والمستسلمين والمطبّعين».
وأضاف «هناك من هم أدوات للخارج لا يتصورون أن هناك قوى سياسية وطنية هي من تتخذ القرار المناسب وفقاً للمصلحة الوطنية»، مشدّداً على «أن الموقف من «إسرائيل» واضح وعقائدي، فهذا الكيان غير شرعي، سرطاني وشيطاني، وهم مجموعة من العصابات المغتصبة لأرض فلسطين وهذا لا يتغيّر مع مرور الزمن».
وأكد «الثقة الكاملة بإدارة الرئيس عون للملف وهو الذي عُرف بصلابته وحرصه على تحصيل حقوق لبنان».
وكشف السيد نصر الله عن الاختلاف الذي وقع على تشكيل الوفد «حيث كان رأي حزب الله وحركة أمل أن تكون الوفود عسكرية، وهو أمر من باب الحرص على ألاّ يصطاد أحد في الماء العكر، ثم تجاوب الرئيس عون مع فكرة ألاّ يكون في الوفد سياسيون لكن بقيت فكرة المدنيين».
وشدّد على «أن لبنان يجب أن يعرف أنه بموقع قوة وليس بموقع ضعف ومن يريد أن يمنعنا من الاستفادة الوطنية من النفط والغاز يعرف جيداً أننا نستطيع أن نمنعه، والوفد اللبناني ليس بموقع تسوّل المساحات».
أزمة عسكرية «إسرائيلية»
وتطرق السيد نصرالله إلى المناورة «الإسرائيلية» الأخيرة، فلفت «إلى أن أحد أهدافها هو افتراض دخول قوات للمقاومة الإسلامية إلى مواقع «إسرائيلية» في الجليل وهي تهدف إلى استعادتهم للمستعمرات والمواقع القيام برد فعل آخر في المنطقة الحدودية».
ورأى أنه «عندما ينفّذ «الإسرائيلي» مناورة طابعها دفاعي فهذا دليل على أن المقاومة في لبنان للمرّة الأولى تنقله من موقع الهجوم إلى موقع الدفاع».
وأوضح أن إصرار العدو على المناورة يؤكد حقيقة لطالما تحدث عنها جنرالات «إسرائيليون»، هي أن القوات البريّة «الاسرائيلية» تعاني من أزمة حقيقية وعميقة، وأن هناك أزمة جهوزية وأزمة ضبّاط ومقاتلين، على المستوى النفسي والروحي.
وأعلن السيد نصر الله أن المقاومة «كانت قبل المناورة إلى ما بعدها في حالة استنفار، وعلم «الإسرائيلي» من خلال ذلك أن يدنا على الزناد وإذا فكّر بأي حماقة أو عدوان سيكون ردنا جاهزاً وسريعاً».
السياسة الأميركية لن تتغيّر
وعن مجريات الانتخابات الرئاسية الأميركية، رأى السيد نصرالله أن «خطابات المرشحين قدمت صورة عن مجموعة من الحقائق والوقائع على مستوى القوى السياسية وعلى مستوى الناس».
وأوضح أن الانتخابات الأميركية أظهرت أرقاماً مذهلة بإصابات كورونا والإدمان على المخدرات والقتل والسرقة وحجم الفساد في إدارات الدولة الأميركية والعنصرية الشديدة التي كشفتها أحداث الأشهر القليلة الماضية.
أما في ما يتعلق بالإدارة الجديدة، فأكد السيد نصرالله «أن السياسة الأميركية في المنطقة هي سياسة «إسرائيلية» وهمّها أمن وتفوق «إسرائيل»، سواء كانت ديمقراطية أو جمهورية، وبالتالي فإنّ هذه السياسة لن تتغيّر».
وذكر أنّ «إدارة دونالد ترامب كانت الأشدّ وقاحة وقبحاً وعنجهية واستعلاءً على أصدقائهم، وقدمت الوجه الحقيقي لأميركا، وأنّ الأخير سيغادر وهو يحمل حسرة أنه لا يوجد مسؤول إيراني حمل الهاتف وتحدث معه».
وأشار إلى أنه «في ظلّ حكومة أميركية عدوانية على هذا المستوى العالي من امكانيات الذهاب إلى الحرب، صمد محور المقاومة واستطاع أن يُفشل ويمنع من تحقيق هذا المشروع»، داعياً إلى الحذر والانتباه خلال الشهرين المقبلين، والاستعداد لرد الصاع صاعين إذا ذهبت الحماقة الاميركية أو «الإسرائيلية» إلى هذا الاتجاه».
وأكد السيد نصر الله أن مشكلة أميركا هي أن المقاومة عنصر القوة للبنان، مشيراً إلى «أن أميركا بدأت منذ أعوام التركيز على تأليب الرأي العام اللبناني خصوصاً البيئة الشيعية على المقاومة، وذلك بعد أن فشلوا في حرب تموز وحرب سورية وكل محاولات الحرب والفتنة الداخلية والتحريض الداخلي».
ولفت إلى «مسار آخر بتحميل حزب الله مسؤولية الفساد في البلاد، الأمر الذي لم ينجحوا فيه لا في البيئة الخاصة ولا العامة، وذلك تبيّن عندما صدرت الدعوات من أجل تطبيق القرار 1559 ولم يتمّ التجاوب معها».
ورأى أنّ المسار المتبقي لدى الأميركيين هو مسار العقوبات على حلفاء حزب الله، موضحاً أنّ هدف العقوبات هو الضغط النفسي والتحريض والبحث عن العملاء.
أمّا بالنسبة للعقوبات التي فُرضت على حزب الله، فاعتبر أنها لا تقدّم ولا تؤخر لأن حزب الله لا يملك أموالأً في الخارج، لافتاً «إلى موقف حركة أمل وتيار المردة رداً على العقوبات الذي أفهم الأميركيين أنهم لن يصلوا الى مكان».
وكشف السيد نصر الله أنّ رئيس التيار الوطني الحرّ النائب جبران باسيل أبلغه بأنّ الأميركيين طالبوه بإنهاء العلاقة مع حزب الله ضمن مهلة وهدّدوه بالعقوبات، وأكد له أنه لن يسير في هذه الخطوة لأنّ ذلك يمسّ باستقلال ومصلحة لبنان.
ووصف موقف باسيل بـ «الوطني والشجاع، إذ عبّر عن صدقه والتزامه بالعلاقة، وثبّت صدقه ووطنيته وقال من أول الطريق أنه حرّ ويعمل بمصلحة البلد وهو نهج سياسي سليم جداً».
كما توجه إلى الحلفاء بالقول «إنّ حزب الله يتفهم أي موقف يأخذونه وفقاً لمصلحة البلد».
وأوضح السيد نصر الله «أنّ الحكومة الأميركية تحمي وتدعم أعتى الحكومات الديكتاتورية والناهبة وتصنف العالم بين فاسد وغير فاسد»، مشدّداً على أنه لا حق لأميركا بالتصنيف لأنها رأس الإرهاب ورأس الفساد في الكرة الأرضية».
وتمنى السيد نصرالله على اللبنانيين التعاطي مع العقوبات على أنها موضوع سيادي وخارج المناكفات السياسية والشخصية.
ولفت إلى أن الملف الحكومي يحتاج إلى المزيد من التشاور بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري، وتمنّى التسريع فيه.