روسيا لن تضغط على الصين للانضمام إلى مفاوضات «ستارت» وتفكر بالانسحاب من منظمة حظر الأسلحة الكيميائيّة!
صرّح وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أمس، بأن «روسيا لن تضغط على الصين للانضمام إلى المفاوضات حول معاهدة ستارت».
وقال لافروف، خلال حديثه للصحافيين عبر الإنترنت أمس:
«أما في ما يتعلق بالمشاركين: فإننا نعلم جميعاً انشغال الولايات المتحدة بفكرة جر الصين إلى مثل هذه المفاوضات، ولسنا ضدّ توسيع نطاق المفاوضات. لكننا نحترم موقف جمهورية الصين الشعبيّة تماماً، وهي أعلنت أن قدراتها لا يمكن مقارنتها بقدرات روسيا والولايات المتحدة. ولذلك لا يمكنهم ولن يشاركوا الآن في أي من المفاوضات».
وأكد لافروف، أنه «من منطلق تفهمنا التام لموقف الصين لن نحاول إقناعها بضرورة الانضمام إلى المعاهدة».
وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد أكد استعداد بلاده لـ»مناقشة بناءة ومتكافئة مع الولايات المتحدة حول جميع المسائل، بما فيها الأمن الاستراتيجي وأمن المعلومات».
واقترح الرئيس الروسي تمديد معاهدة «ستارت-3» الحالية بدون أي شروط لمدة عام، كما أصدر تعليماته لوزير الخارجية، سيرغي لافروف، لصياغة موقف روسيا الاتحادية من معاهدة «ستارت-3»، وعرضه على الولايات المتحدة والحصول على إجابة واضحة منها في المستقبل القريب جداً.
وتظل معاهدة الحد من الأسلحة الهجومية الاستراتيجية «ستارت-3»، التي وقعها الرئيس الأميركي السابق بارك أوباما ورئيس روسيا السابق دميتري مدفيديف في 8 نيسان من العام 2010 في براغ، المعاهدة الوحيدة النافذة بين روسيا والولايات المتحدة بشأن الحد من الأسلحة.
في سياق متصل، أعلن مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، أن «روسيا قد تفكر في الانسحاب من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إذا استمرت المنظمة في إصدار قرارات ضدّ الدول غير المرغوب فيها بالنسبة إلى الحكومات الغربية».
وقال نيبينزيا: «تخيلوا لو أننا انسحبنا من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، سيقولون: (هذا المطلوب إثباته)، ولكن إذا فقدت كل مصداقيتها تماماً، وأصبحت مجرد مكان لإصدار القرارات المتعلقة بالأنظمة غير المرغوب فيها، فمن المحتمل أن نفكر في الأمر»، وأضاف: «لا نقوم بمثل هذه التحركات المفاجئة – بشأن الخروج من هناك… ولا نوصي الآخرين بفعل ذلك».
وكأوضح مثال على انحياز منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، استشهد المندوب الروسي بـ»الوضع في سورية» واتهام السلطات السورية باستخدام الأسلحة الكيميائية، وهو ما تعتبره موسكو ودمشق غير مدعوم بأدلة.
يذكر أن مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، طالب قبل أيام بـ»إعلاء الصوت ضدّ تسييس الدور التقني الحساس لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائيّة، والعمل على معالجة ما شاب عملها من تسييس وعيوب جسيمة من شأنها تقويض مكانتها ومصداقيتها».