دمشق: الدول المضيفة رفضت تزويدنا بأعداد اللاجئين لديها
المشاركون في مؤتمر اللاجئين يزورون مركز الإقامة المؤقت في الحرجلة.. والجيش السوريّ يستعيد نقطة المراقبة التركيّة في معرة النعمان
تواصلت في قصر الأمويين للمؤتمرات في دمشق أمس، ولليوم الثاني والأخير أعمال المؤتمر الدولي للاجئين السوريين، حيث عقد ممثلون عن الوزارات السورية مع ممثلين عن الجانب الروسي جلسات عدة ناقشوا خلالها العديد من المواضيع في مجالات التربية والتعليم العالي والبحث العلمي والصناعة والصحة والعدل والنظام الضريبيّ.
وناقشت مجموعة العمل لشؤون العلم والتعليم من اللجنة السورية – الروسية الدائمة للتعاون العلمي والاقتصادي التجاري قرارات اجتماعاتها الدورية السابقة ونتائج تنفيذها حضرها ممثلون عن وزارتي التربية والتعليم العالي والبحث العلمي.
هذا، وزار المشاركون في المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين مركز الإقامة المؤقت في الحرجلة في ريف دمشق واطلعوا على واقع الخدمات المقدمة للمهجرين من غذاء وتعليم وصحة وقاموا بتوزيع مساعدات إنسانية.
وشارك في الزيارة وزير الإدارة المحلية والبيئة المهندس حسين مخلوف والمبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية ألكسندر لافرنتييف ومعاون وزير الخارجية والمغتربين الدكتور أيمن سوسان ورئيس المركز الوطني لإدارة الدفاع عن روسيا الاتحادية اللواء ميخائيل ميزينتسيف ونائب وزير الصحة الروسي سالاغاي أليغوفيتش ومحافظ ريف دمشق المهندس علاء منير إبراهيم وعدد من رؤساء الوفود المشاركة والسفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية في دمشق.
وفي السياق، نفى معاون وزير الخارجية السورية، أيمن سوسان، توافر بيانات دقيقة حول أعداد اللاجئين السوريين خارج البلاد، مؤكداً أن الدول المستضيفة ترفض تزويد سورية بمثل تلك البيانات لاستثمارها في تحقيق أهداف سياسية ومنافع اقتصادية.
وقال سوسان أمس، إن «لدى الحكومة السورية بيانات تقريبية عن أعداد اللاجئين السوريين، إلا أنه لا يوجد بيانات واقعية».
وأوضح سوسان «أن عدم توافر بيانات دقيقة للاجئين يعود إلى سببين رئيسيين، الأول يتعلق بوجود بعض الأماكن التي لا زالت خارج سيطرة الحكومة السورية والتي يصعب استنباط الوقائع السكانيّة الدقيقة فيها، أما السبب الآخر فهو رفض الدول المستضيفة، تزويدنا ببيانات دقيقة عن أعداد اللاجئين السوريين على أراضيها».
وحول رفض الدول تزويد دمشق ببيانات رسمية حول أعداد اللاجئين على أراضيها، كشف معاون وزير الخارجية السورية عن أن هناك منفعتين أساسيتين تتطلع إليهما تلك الدول من وراء هذا الرفض، موضحاً أن التضخيم المعروف في أعداد اللاجئين تتطلع بعض الدول من خلاله إلى تحقيق استثمار سياسي لقضية اللاجئين، فيما تحصد دول أخرى عبره منافع اقتصادية مجزية على حساب هذه القضية الإنسانية والوطنية السورية».
ميدانياً، استعاد الجيش السوري، اليوم الخميس، نقطة المراقبة التركية في قرية «معرحطاط» جنوب معرة النعمان، في ريف إدلب الجنوبي.
وكان الجيش التركي قد بدأ بالانسحاب من نقاط مراقبة عدة، وإخلائها في ريف حلب وحماة وإدلب.
إلى ذلك، أفادت التقارير بأن القوات التركية بدأت بإنشاء نقطة مراقبة جديدة في بلدة «قوقفين» الاستراتيجية في جبل الزاوية.
هذا وبدأ الجيش التركي، أمس الأربعاء، عملية إخلاء نقطة مراقبة ثالثة في ريف حلب الشمالي.
وأفاد مراسل الميادين بأن تركيا أدخلت أكثر من 60 آلية وشاحنة للمساعدة في عملية إخلاء نقطة المراقبة، وسحب القوات إلى ريف إدلب الشمالي.
وبدأت القوات التركية في شهر تشرين الاول/أكتوبر الماضي بإخلاء عناصرها وآلياتها من نقطة المراقبة في مورك، بريف حماة الشّمالي، حيث شوهدت شاحنات ومركبات ورافعة تقوم بأعمالها، وذلك وفقاً للاتفاق الروسي – التركي.
وتأتي تحرّكات القوات التركية على صعيد الانسحاب من نقاط المراقبة، تنفيذاً لاتفاق «موسكو» بين روسيا وتركيا، فيما تضمّ أرياف حلب 4 نقاط مراقبة رئيسية تحت سيطرة الجيش السوري، «الشيخ عقيل – قبتان الجبل»، «الهضبة الخضراء – العيس»، «جبل عندان»، و»الراشدين»، إلى جانب بعض النقاط الثانوية كالنقطة الموجودة قرب بلدة «الزربة» على طريق حلب – دمشق الدولي.
إلى ذلك، شهدت منطقة أثرية، في أقصى ريف حماة الشرقي وسط سورية، اشتباكات عنيفة، بعد منتصف ليلة الأربعاء، بين وحدات الجيش السوري وخلايا تابعة لتنظيم «داعش» الارهابي بدأت تنشط أخيراً في بادية حماة الشرقية، قادمة من منطقة «التنف» التي يسيطر عليها جيش الاحتلال الأميركي شرقي سورية.
أوضح مراسل «سبوتنيك» في حماة، أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من عناصر التنظيم، مشيراً إلى أن وحدات الجيش السوري كانت تقوم بعملية تمشيط ليلية للمنطقة وتحديداً على محور سد «أبو فياض» في بادية حماة الحدودية مع باديتي حمص والرقة، حيث تمّ اكتشاف مقرات تابعة لتنظيم «داعش» في المنطقة.
بدوره، أكد مصدر ميدانيّ أنه أثناء عملية التمشيط اندلعت اشتباكات عنيفة مع خلايا تنظيم «داعش» الإرهابي، أسفرت عن مقتل وإصابة أكثر من 40 مسلح وتدمير سيارتي دفع رباعي كانت بحوزتهم، وانسحاب من تبقى منهم باتجاه عمق بادية حمص، لافتاً إلى أن 11 عنصراً من الجيش السوريّ ارتقوا خلال الاشتباكات.
وتقع منطقة «أثرية» على طريق (حماة/ الرقة)، إلى الشرق من مناطق سيطرته والميليشيات الموالية له في ريف الرقة، وإلى الشمال الغربي من منطقة الـ 55 كم التي يسيطر عليها الجيش الأميركي، والتي تشكل نصف دائرة تتحلق حول منطقة «التنف».
يذكر أن بادية حماة شهدت خلال الفترة الماضية حوادث عدة من قبل خلايا تابعة لتنظيم «داعش» هاجمت عدداً من القرى والبلدات التي عاد إليها الأهالي، وقامت بقتل أكثر من 15 مدنياً وخطفت 6 آخرين وسرقت وحرقت ممتلكات المدنيين في هذه المنطقة، الأمر الذي دفع الجيش السوري لاستقدام مزيد من التعزيزات العسكرية إلى المنطقة وتمشيطها بحثاً عن هذه الخلايا التي تعتمد على خطوط إمداد في بادية حمص وحماة تصل حتى منطقة التنف جنوبي سورية والتي يسيطر عليها الجيش الأميركي وتتصل بمساحات واسعة مع البادية السورية الممتدة حتى أرياف الرقة وحماة وحمص ودير الزور.