المقداد: أبواب سورية مفتوحة لكل اللاجئين لنبني البلاد معاً
مستعدّون لتقديم السكن والطبابة والتعليم والغذاء لهم.. وأنقرة وموسكو بحثتا الوضع في إدلب وعملية أستانا
قال نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، إن المؤتمر الدولي لعودة اللاجئين السوريين كان «ناجحاً جداً».
وخلال حديثه إلى الميادين، أكد المقداد أن «أبواب سورية مفتوحة لكل اللاجئين لنبني البلاد معاً». كما لفت إلى أن عدم مشاركة الدول الغربية، وتحديداً أميركا، في المؤتمر، «دليل على ازدواجية المعايير»، مضيفاً أن «دولاً غربية تريد الاستثمار غير الأخلاقيّ بورقة اللاجئين السوريين».
وقال المقداد: «ننظر بتقدير كبير للموقف اللبناني الذي عبّر عنه وزير الخارجية من النازحين»، مؤكداً أنهم «على استعداد لتقديم السكن والطبابة والتعليم والغذاء لكل لاجئ يرغب في العودة إلى سورية».
إلى ذلك، اعتبر أنَّ المؤتمر الدولي للاجئين ساهم في تعرية الغرب عندما أظهر رغبة سورية في عودة أبنائها. وأوضح أن «الأصدقاء الروس واجهوا الإرهاب معنا في سورية، وتعرفوا إلى الخطط الأميركية والإسرائيلية».
المقداد أكد أن الانتخابات الرئاسية استحقاق يجب أن يتم في موعده وضمن الأصول المحددة.
وشدّد البيان الختامي للمؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين السوريين في دمشق، الخميس، بمشاركة عربية ودولية، على دعم وحدة وسيادة واستقلال سورية ووحدة أراضيها.
كما شدد على مواجهة جميع المحاولات الرامية إلى تقويض سيادة سورية وسلامة أراضيها.
وأكد مواصلة الحرب على الإرهاب حتى القضاء على جميع التنظيمات الإرهابية المدرجة على قائمة مجلس الأمن الدولي.
ورأى البيان أن لا حل عسكرياً للأزمة في سورية، وأن الحل سياسي يقوده وينفذه السوريون بأنفسهم.
البيان الختامي شدّد على رفض جميع العقوبات الأحادية الجانب غير الشرعية، وخصوصاً في ظل انتشار وباء كورونا.
كذلك، شدّد على المساعدة على تيسير العودة الآمنة للاجئين السوريين، وعلى المجتمع الدولي المساهمة في هذه العملية.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكد أول أمس أن حل أزمة اللاجئين السوريين يتطلب مشاركة المجتمع الدولي، وتوقف بعض الدول عن تسييس هذا الملف، مشيراً إلى أن هذه الدول تتحمل مسؤولية معاناة ملايين السوريين الذين أجبروا على مغادرة وطنهم.
الرئيس السوري بشار الأسد كان قد أكد في كلمة له خلال افتتاح المؤتمر أن «هناك دولاً في الغرب تستغلّ اللاجئين السوريين لأهداف سياسية».
واتهم الأسد دولاً أوروبيّة والولايات المتحدة الأميركية بالسعي إلى «تهجير السوريين، من خلال دعم الإرهاب في بلدهم»، مشيراً إلى أن «هذه الدول حرّكت داعش في العام 2014 لمنع سورية من تحقيق الاستقرار».
وكان معاون وزير الخارجية السوري أيمن سوسان قال الأربعاء، في كلمة له خلال افتتاح أعمال المؤتمر، إن الولايات المتحدة تمارس ضغوطاً على مصر والإمارات لمنعهما من المشاركة في المؤتمر.
وانطلق المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم الأربعاء في دمشق، وواصل أعماله الخميس. وعقد ممثلون عن الوزارات السورية مع ممثلين عن الجانب الروسي جلسات عدة ناقشوا خلالها العديد من المواضيع في مجالات التربية والتعليم العالي والبحث العلمي والصناعة والصحة والعدل والنظام الضريبي.
وناقشت مجموعة العمل لشؤون العلم والتعليم من اللجنة السورية – الروسية الدائمة للتعاون العلمي والاقتصادي التجاري، قرارات اجتماعاتها الدورية السابقة ونتائج تنفيذها، بحضور ممثلين عن وزارتي التربية والتعليم العالي والبحث العلمي.
وفي سياق آخر، بحث الممثل الخاص للرئيس الروسي إلى سورية ألكسندر لافرنتييف ونائب وزير الخارجية التركي سادات أونال، في أنقرة الوضع في إدلب السورية وعملية أستانا بشأن التسوية السورية.
وقال ممثل الخارجية التركية «خلال الاجتماع بين نائب وزيرنا سادات أونال والممثل الخاص للرئيس الروسي لسورية ألكسندر لافرنتييف، بحث الجانبان الأوضاع الراهنة بشأن العملية السياسية في إطار عمل اللجنة الدستورية السورية وعملية أستانا والأحداث في إدلب والوضع مع اللاجئين والنازحين السوريين، بالإضافة إلى أنشطة منظمة (حزب العمال الكردستاني/ قوات الدفاع الذاتي الكردية السورية) الإرهابية»، بحسب توصيفه.
وأشار إلى أنه تم تبادل وجهات النظر حول هذه القضايا، وأن تركيا نقلت رؤيتها للوضع إلى الجانب الروسي.
وأعلنت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن السلطات السورية بدأت في التعامل مع المهام المتدرّجة للتسوية بعد الصراع على الرغم من كل العوائق.
وقالت المتحدّثة الروسيّة للصحافيين، أمس: «على الرغم من الهجمات المتفرّقة للإرهابيين الدوليين، الذين تحصّنوا في إدلب، وفضلاً عن استمرار الوجود العسكري الأجنبي، الأميركي في المقام الأول، مما يعيق استعادة وحدة أراضي البلد، إلا أن السلطات السورية بدأت في التعامل مع المهام المتدرجة للتسوية بعد الصراع».