88 عاماً… على خطى أنطون سعاده
} غازي دبور ـ أبو كفاح*
منذ ثمان وثمانين عاماً.. بزغ فجر جديد في تاريخ الحضارة القومية السورية… حضارة الأمة لأجل مستقبل زاهر لسورية الحديثة التي لا تؤمن بحدود جغرافية بين دول العرب وسورية الكبرى.
أسّس لهذا المشروع الراحل المؤسس للحزب السوري القومي الاجتماعي أنطون سعاده الذي كان يرى بأنّ في وحدة الأمة التخلص من مشروع المستعمر الاحتلالي وأيضاً التقسيمي، لذلك انطلق بمشروع تأسيس حزب القوميين… حزب الأمة.. حينما كان الاستعمار يجثم على أرض العرب ينهب خيراتها، يحكم شعبها ويضطهد أهلها..
جاء تأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي ليشكل ظاهرة فريدة من نوعها يقارع المستعمر، يذود عن الوطن، يجابه الظلم والقهر الواقع على شعوب الأمة العربية من محيطها إلى خليجها، فكان متنفساً للكثير من أبناء أمتنا العربية للتعبير عن الغضب والرفض الشعبي للاستعمار الغربي، ومقارعة له على الأرض بالوسائل المتاحة…
وفلسطين كانت في المقدّمة من منطلقات الحزب الذي سمّي عند الكثيرين أنّ الحزب السوري القومي الاجتماعي هو حزب فلسطين لأنّ فلسطين كانت من الأولويات في منطلقاته وبرامجه الى جانب الأمة، كلّ الأمة.
اليوم وبعد ثمان وثمانين عاماً على التأسيس، وهو يدخل عامه على التاسع والثمانين، ولا يزال الحزب السوري القومي الاجتماعي على منطلقاته وثوابته التي تأسّس عليها ومع مجاراة الزمن والتقدّم العلمي والتطوّر في الأحداث والسلوك حيالها.. لكنه لم يحد عن فكر المؤسّس أنطون سعاده، ولم يحد عن دعمه وتبنّيه لقضية فلسطين قولاً وفعلاً وممارسة، فكان من المقاومين الأوائل ضدّ العدوان الصهيوني وعلى جبهات متعددة في فلسطين ولبنان وسورية وقدّم الشهداء على هذا الطريق، وكيف ننسى شهداء ارتقوا للعلا كخالد علوان وسناء محيدلي والذين قدّموا أروع الأمثلة في البطولة وهم أبناء الحزب السوري القومي الاجتماعي وغيرهم من الشهداء على درب فلسطين.
ففي ذكرى التأسيس لا يسعنا إلا نبعث تحية تقدير وإجلال وإنحناء لكلّ الشهداء الذين ارتقوا للعلا من أجل فلسطين، من أجل الأمة ومنهم شهداء الحزب السوري القومي الإجتماعي…
في ذكرى التأسيس نحيي ونهنئ رفاقنا في الحزب رئيساً وعُمد وكوادر ومناصرين متمنّين لهم دوام التقدّم والنجاح على طريق تحقيق الأمنيات لأمة واحدة تصنع النصر والأمجاد لشعب يستحق…
*عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ «القيادة العامة» ومسؤولها في لبنان