التسرّب النفطي في العبدة: المحاولات الحثيثة لصيانة الخط لم تنجح بوقف الانسياب
لم تنجح ورش الطوارئ ومحاولاتها الحثيثة المستمرة لصيانة خط أنابيب النفط كركوك – طرابلس، في وقف انسياب مواد النفط الخام الممزوجة بالمياه من الخط القديم الذي يربط لبنان بالعراق المتوقف منذ 40 عاماً على التوالي.
وأعلنت المديرية العامة للنفط في وزارة الطاقة والمياه في بيان حول التسرّب النفطي في منطقة العبدة عكار؛ أنها طلبت من جميع الفرق الفنية المتوافرة في المنشآت، بما فيها الاستعانة بالمتخصصين من منشآت النفط في الزهراني لتوفير حلول تقنية عاجلة تحدّ من أي تلوث متوقع، وقامت على الفور بالاتصال بجميع الأجهزة المعنية ولا سيما الجيش اللبناني ووزارة البيئة، مع الإشارة الى أن فرق الدفاع المدني حضرت إلى الموقع وتفقدت حجم البقعة النفطية وتتابع عن كثب جميع المراحل. وأهابت المديرية بجميع المعنيين التعاون التام من موقع المسؤولية الوطنية، واعدةً بأنها ستضع الرأي العام ووسائل الإعلام تباعاً، بآلية الحلول التي تم تبنيها واعتمادها.
وكان مهندسو وعمال الصيانة في منشآت النفط في طرابلس، عاودوا أمس العمل على إصلاح الأعطال التي، بحسب ما تردّد، تسبّب بها مجهولون بثقب أنابيب النفط كركوك –طرابلس، في حضور عناصر من الدفاع المدني والجيش وقوى الأمن الداخلي، في إطار مواكبة الأعمال التي من المفترض أن تنتهي سريعاً بمعالجة الثقب الكبير في الأنابيب لمنع التسرّب النفطي، الذي أحدث أيضاً بقعة نفطية ملوثة للشاطئ في محلة العبدة يجري البحث في كيفية معالجتها.
وتمّ عزل المواد النفطية المتسرّبة من الأنبوب، بتوسيع الحفرة لتجميعها والبدء بضخّها إلى صهاريج تابعة لمنشآت نفط طرابلس، الأمر الذي أوقف عملية التسرّب إلى الشاطئ.
وزار وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال ريمون غجر منطقة ببنين – العبدة، في حضور الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير، معايناً تسرّب المواد النفطية من أنابيب البترول كركوك – طرابلس، والتي وفق التقارير الأولية غير النهائية أن مسبباتها أعطال تقنية، وليست من فعل فاعل كما تم التداول به فور حصول التسرّب.
واستمع غجر إلى شروحات فريق المهندسين والتقنيين من منشآت النفط في طرابلس والزهراني حول السبل الكفيلة لإقفال الثقوب الطارئة على الأنبوب، الذي يبلغ قطره 16 إنشاً بالسرعة الممكنة ومنع تسرّب المواد النفطية ومعالجة الكميات التي تسرّبت وتسبّبت بحصول بقعة نفطية على شاطئ ببنين – العبدة وصولاً إلى مدخل حرم مرفأ صيادي الأسماك وما تشكله هذه البقعة من أذى بيئي والحؤول دون تسبّبها بأضرار بالنسبة لمراكب الصيد.
وأعطى غجر توجيهاته بـ»ضرورة الإسراع بالمعالجات بالتعاون مع الجهات المعنية من جيش ودفاع مدني». ثم كانت جولة لغجر واللواء خير في مرفأ العبدة ومحيطه، مطلعين على حجم البقعة النفطية.
وإثر الزيارة، أوضح خير، أن «هناك جهداً يبذل لإتمام عملية سدّ الثقب بسرعة لمنع التسرّب قبيل اشتداد العاصفة الماطرة كي لا تتوسع رقعة البقعة النفطية، التي يجري العمل على معالجتها أيضاً بالتنسيق مع الجيش».
وكان خير والمديرة العامة للنفط في وزارة الطاقة أورور فغالي، زارا ليل السبت – الأحد، موقع الأنبوب في العبدة، وتم الإطلاع على حجم الضرر الكبير وخطورة الكارثة، في حضور رئيس اتحاد وسط وساحل القيطع أحمد المير، ورئيس بلدية ببنين العبدة الدكتور كفاح الكسار. وكان بحث وتأكيد سبل المعالجة السريعة ورفع التلوّث من على الشاطئ.