لبنان عزّى سورية بوفاة المعلم: قائد شجاع تمسّك بالمقاومة ودافع عن القضية الفلسطينية
المشرفية مثّل عون في تشييعه
عزّى لبنان الرسمي والشعبي سورية بوفاة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية السوري وليد المعلم مثنياً على مواقف الراحل القومية والوطنية ومسيرته السياسية في مواجهة أعداء الأمة.
وفي هذا السياق، أبرق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى الرئيس السوري بشار الأسد معزياً بوفاة المعلم، منوهاً بالدور «الذي لعبه في مسيرته داخل سورية وخارجها»، متمنياً «عودة السلام إلى سورية لينعم الشعب السوري الشقيق مجدداً بالازدهار الذي يستحقه».
ومثّل وزير الشؤون الاجتماعية والسياحة في حكومة تصريف الأعمال البروفسور رمزي المشرفية أمس، الرئيس عون في مراسم تشييع المعلم، وقدم واجب التعزية إلى ممثل الرئيس السوري وزير شؤون رئاسة الجمهورية منصور عزّام، وزير الأوقاف محمد عبد الستار ونائب وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد وعدد من المسؤولين في الخارجية السورية. وشكر عزّام باسم الرئيس الأسد، الرئيس عون على مشاركته ممثلاً بالمشرفية في مراسم التشييع.
بدوره، أبرق رئيس مجلس النواب نبيه برّي إلى الرئيس الأسد، معزياً بوفاة المعلم. ومما جاء في البرقية «في أدق المراحل التي تحتاج فيها الأمة لقاماتها الشامخة التي لا تساوم على ثوابت ولا تبدل ولا تتبدل، هو التسليم بقضاء الله الذي لا يرد، نفقد اليوم وتفقد سورية ومن خلالها الأمّة، واحداً من تلك القامات ويغيّب الموت صوتاً عربياً ما نطق إلاّ للحق، ويُوقف قلباً ما نبض إلاّ للعرب والعروبة حتى الرمق الأخير، هو الراحل دولة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية وليد المعلم. وإزاء هذا المُصاب الأليم أتقدم من سيادتكم ومن الشعب العربي السوري الشقيق ومن أسرة الراحل الكبير بأحرّ التعازي».
كما أبرق الرئيس برّي إلى رئيس مجلس الوزراء السوري حسين عرنوس، معزياً بوفاة المعلم.
وأبرق رئيس حزب «الاتحاد» النائب عبد الرحيم مراد إلى الرئيس الأسد، قائلاً «تلقينا بحزن شديد نبأ وفاة السيد وليد المعلم رئيس الديبلوماسية السورية، رجل المواقف الصلبة والثابتة، رجل العروبة والمروءة، حيث خسرنا برحيله قامة وقيمة كبيرتين، ورمزاً من رموز الثبات على المبادىء الوطنية والعربية الأصيلة، وخط دفاع أول عن المصالح العربية والسورية أرضاً وشعباً».
وتابع «لقد ترك الراحل الكبير إرثاً يستفيد منه كل من سيخلفه في منصبه، والذي تمثّل في مواقف لا تُنسى في المحطات الدقيقة التي تمرّ بها سورية والأمّة، وكان نِعمَ السند لفلسطين، على الرغم من جراح سورية التي بقي نبضها القومي حياً في الوقت الذي استسلم فيه الآخرون». وختم «باسمي وباسم قيادة حزب الاتحاد، إذ نعزّي أنفسنا ونعزّيكم ونعزّي سورية حكومةً وشعباً، نعبّر عن شعورنا بالحزن لرحيله، ونتقدم لأسرته وزملائه ولكل محبيه بأحرّ التعازي والمواساة».
وتوجه رئيس «الحركة الشعبية اللبنانية» النائب مصطفى حسين، بأحرّ التعازّي للقيادة السورية بوفاة المعلم. وإذ استذكر «مواقف المعلم العروبية والقومية»، اعتبر أن رحيله «خسارة للديبلوماسية العربية، فقد كان رجلاً متمسكاً بالحقوق والمبادئ إلى أقصى الحدود».
وأبرق الأمين العام للمؤتمر العام للأحزاب العربية قاسم صالح إلى الرئيس الأسد، معزّياً بالمعلم وقال في برقيته «تلقينا ببالغ الحزن والأسى نبأ وفاة المغفور له الأستاذ وليد المعلم نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين، الذي وافته المنية صباح اليوم (أمس) تاركاً إرثاً سياسياً ودبلوماسياً ووطنياً وقومياً معبّراً عن عمق انتمائه لوطنه سورية وللقضايا العربية العادلة وعلى رأسها قضية فلسطين».
أضاف «إن الأمانة العامة للمؤتمر العام للأحزاب العربية، إذ تنعى الراحل الكبير، فإنها تؤكد أن برحيله تخسر سورية ويخسر العالم العربي قامة شامخة في تاريخ سورية السياسي والدبلوماسي، وعلامة فارقة في التاريخ الحديث للدبلوماسية العربية والعالمية، وهو الخبير المخضرم في السياسة والمدافع الصلب عن وطنه وشعبه، وأحد أعمدة الصمود السوري، الذي عبّر خير تعبير عن سياستكم الحكيمة وتوجيهاتكم الكريمة. رحم الله عميد الدبلوماسية السورية والعزاء لسيادتكم ومن خلالكم للشعب السوري الصامد ولعائلة الفقيد ومحبيه».
وتقدّم «حزب الله» في بيان، من الرئيس الأسد ومن الشعب السوري بأحرّ التعازي والمواساة برحيل المعلم، وخص عائلته بأصدق المشاعر. واعتبر الحزب أن «سورية فقدت برحيله رجلاً كبيراً، كان مدافعاً عن وحدتها واستقرارها، وقام بخدمة القضايا العربية والإسلامية من موقعه في وزارة الخارجية طيلة سنوات تحمّله للمسؤولية، كما كان مؤيداً وناصراً وداعماً بقوة للقضية الفلسطينية والمقاومة في جنوب لبنان، ووقف إلى جانب الشعب اللبناني في مختلف الأزمات التي مرّ بها».
وأشار الأمين العام لـ»رابطة الشغيلة» زاهر الخطيب في برقية تعزية للأسد، إلى أن المعلم «صمد صمود الأبطال وظل شامخاً طوال سنين حياته، ولاسيما خلال أعوام الحرب الإرهابية الكونية على سورية، شموخ جبل قاسيون، مدافعاً عن ثوابت سورية الوطنية والقومية، لا يُهادن ولا يساوم على عروبة سورية وقضية فلسطين، يرفض الانحناء للمستعمرين، ولا ترهبه أدواتهم الإرهابية التكفيرية».
واعتبر أن سورية والأمّة فقدتا برحيل المعلم «قائداً شجاعاً وجريئاً شكّل مدرسة في تجسيد القيم والمبادىء النضالية وفي التمسك بالمقاومة سبيلاً لإسقاط مخططات المحتلين الصهاينة وقوى الاستعمار الغربي، مدرسة سينهل منها من سيخلفه في منصبه ومن تعلموا منه الصبر والثبات والقدرة والبراعة في التعبير والدفاع عن ثوابت سورية الوطنية والقومية ورفض المساومة على سيادتها واستقلالها وحقوقها».
ورأى الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب غسان غصن، أن المعلم قاد السلك الدبلوماسي في سورية في أحلك الظروف وأدقها «فكان علماً سياسياً ودبلوماسياً عريقاً. هادئ بكلمته، ثابت بمواقفه الوطنية، وفيّ لعروبته ولمبادئه القومية ومفاوض فذّ في الدفاع عن وحقوق وطنه وكرامة أمته وعزّة بلده، في المحافل العربية الدولية كافة».
وتقدّم بأحر التعازي والمواساة إلى الرئيس الأسد وإلى مجلس الوزراء وشعب وعمّال سورية وأسرته.
واعتبر رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، في برقيته إلى الرئيس الأسد، أن الأمّة فقدت برحيل المعلم «أحد أبرز الدبلوماسيين العرب المدافعين عن القضايا المحقة لأمتهم، كما فقدت سورية رجل دولة من الطراز الأول ودبلوماسياً عريقاً تفانى في مسيرته الوطنية لحفظ وحدة واستقرار سورية وشعبها وتحرير أرضها من رجس الإرهابين الصهيوني والتكفيري».
واتصل أمين الهيئة القيادية في «حركة الناصريين المستقلين – المرابطون» العميد مصطفى حمدان، بالسفير السوري في لبنان الدكتور علي عبد الكريم علي، معزياً باسم «المرابطون» وباسمه الشخصي برحيل المعلم، مؤكداً أن الأصدقاء والأعداء يحسدون سورية «على وزير خارجيتها وحنكته السياسية وعمق معرفته الواسعة بشؤون السياسة الدولية».
كما أجرى رئيس حزب «الوفاق الوطني» بلال تقي الدين اتصالاً بالسفير علي، وقدّم له التعازي بوفاة المعلم، الذي اعتبره «خسارة للدبلوماسية العربية وهو من الوطنيين المخلصين لسورية».
ووجّه رئيس تيار «صرخة وطن» جهاد ذبيان، برقية تعزية إلى السفير علي، ومن خلاله إلى الرئيس الأسد والقيادة السورية وعائلة الراحل، أعرب فيها عن «بالغ الحزن والأسى لتلقيه نبأ وفاة المغفور له». وقال «إن رحيل الوزير المعلم هو خسارة كبيرة ليس فقط لسورية الحبيبة بل لكل العالم العربي، كون الراحل الكبير كان علماً خفاّقاً في سماء الديبلوماسية العربية جمعاء، وله الكثير من المآثر والمواقف التي ستبقى راسخة ليتعلم منها كل من أراد خدمة وطنه بشجاعة وفروسية وعلم وخبرة وإرادة صلبة لا تلين، وكلنا ثقة بأن إرث الوزير الراحل سوف يبقى منارة مضيئة في الخارجية السورية الزاخرة بالكفاءات والخبرات».
وأصدرت «الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين» بيانا، نعت فيه المعلم، معتبرة أن «رحيله خسارة للشعبين السوري والفلسطيني وللدبلوماسية العربية». وتقدّمت الجبهة بخالص التعزية إلى الرئيس الأسد والشعب السوري وإلى عائلة الراحل، مؤكدةً ثقتها بثبات مواقف سورية إلى جانب شعب فلسطين وقضيته وحقوقه الوطنية في العودة وتقرير المصير والاستقلال.
وأبرقت «جبهة العمل الإسلامي»، إلى الرئيس الأسد، مشيرةً إلى أن المعلم «كان نبراساً وعنواناً للصمود والعنفوان في وجه التعسف والمؤامرات الأميركية التي تستهدف سورية وشعبها وخيراتها وممانعتها، وقد كان قلعة صخرية في وجه الإرهاب بشقيه الصهيوني والتكفيري».
وأعرب «تجمّع علماء عكار» عن بالغ الحزن بـ»فقد هكذا شخصية عظيمة في هذه الأيام الصعبة التي تمرّ بها دول محور المقاومة والممانعة». وأكد أن «الوفاء لجهوده وتضحياته، هي بحماية سورية حضن المقاومة من مشاريع الاستعمار والاستكبار العالمي».
وعزّت «حركة الأمة»، في بيان، القيادة السورية بغياب المعلم «أحد الرموز الديبلوماسية البارزة سورياً وعربياً ودولياً، والذي كان الصوت المدوّي بالدفاع عن الحقوق العربية في شتى المحافل الدولية، وواجه بحكمته وحنكته وصلابته كل أشكال التآمر على بلاده وعلى الحقوق العربية».
بدوره، قدّم المفتي الشيخ عباس زغيب واجب العزاء لسورية قيادةً وشعباً، برحيل المعلم، معتبراً أنه «كان من أصحاب الكلمة المقاومة» ورأى أن «ما يخفّف فداحة خسارته هو أن سورية ولّدت رجالات تستطيع أن تتخذ النهج نفسه الذي كان عليه الفقيد الراحل».