لقاحات كوفيد 19 فعالية إعلامية دون أيّ منشور علمي
} تحقيق ـ عبير حمدان
مرّ عام على اكتشاف فيروس كوفيد 19 الذي أرخى بثقله وخطورة انتشاره السريع على العالم بأسره، وقد نجحت الصين في احتوائه بفترة زمنية قياسية مقارنة مع باقي الدول التي لا تزال تحت وطأة تدابير الحجر ولو بشكل متقطع للحدّ من انتقال العدوى.
الدول في تسابق واضح لجهة إيجاد لقاح للحدّ من الغزو الوبائي، وكلّ دولة تعلن أنها السباقة وأنّ لقاحها هو الأكثر فاعلية بحيث يصبح الترويج الإعلامي مادة علاجية افتراضية يتمّ البناء عليها دون أيّ مستند علمي وفق تعبير أهل الاختصاص من أطباء وعلماء.
يتصدّر لقاح «فايزر» و»بيونتك» الأميركي المرتبة الأولى في التسويق الإعلامي والإعلاني حيث قالت الشركة المنتجة إنّ فعاليته تصل الى 90% ولكن إلى أيّ مدى يمكن التعويل على أخبار صحافية في ظلّ وجود 48 بروتوكول للقاح فيروس كورونا؟
وقد أكد وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور حمد حسن انّ لبنان حجز حصته من لقاح «فايزر» بناء على أسس علمية وواقعية، إلا أنّ جزءاً كبيراً من الأطباء والمختصين لا يعلقون آمالاً كبيرة على اللقاح قبل ان يتمّ اعتماده من قبل السلطات الصحية في مختلف الدول بناء على مستند علمي مثبت بعد ان تنتهي كافة مراحله التجريبية وصولاً إلى مرحلة إنتاجه حيث أنّ أيّ لقاح يتطلب سنوات لتأكيد فعاليته وإلى حين بلوغ ذلك تبقى الوقاية المعيار الأفضل.
«البناء» سألت أهل الاختصاص حول فعالية اللقاحات والضجيج الإعلامي وما قد يحمل من مغالطات إن لم يقترن بالعلم.
حمية: الوقاية هي الوسيلة الأسلم
أكد نائب رئيس لجنة علماء لبنان لمكافحة الكورونا (lscc) والمتخصّص في علوم الجزيئيّات الذرية والنانوتكنولوجيا الدكتور محمد حمية أنّ الوقاية هي الطريقة المثلى للحدّ من انتشار وباء كورونا «كوفيد 19» حيث انه حتى اليوم لا يوجد منشور علمي يثبت نجاح أيّ من اللقاحات التي يتمّ الترويج لها إعلامياً، وقال: «نسمع من وسائل الإعلام الكثير عن اللقاحات ولكن لا يزال هناك أسئلة كثيرة والأجوبة عليها مبهمة، لذلك من الضروري ان تصل المعلومة العلمية الدقيقة للناس بعيداً عن الفرضيات الإعلانية والدعائية، وعليه يجب ان يعرف الرأي العام أنه من بين 48 بروتوكول للقاح فيروس كورونا، ظهر ثمانية منهم تصدّروا المرحلة الثالثه وهم :
Oxford-Astrazeneca البريطاني – السويدي
Pfizer-Biontech الأميركي ـ الألماني
Moderna الأميركي
Johson& johnson
Sinovac الصيني ـ البرازيلي
Sputnick الروسي
Novavac بريطاني
Murdoch استرالي
وخمسة من بين الثمانية يتسابقون للوصول.
وقد أعلنت pfizer-BioNtech الآن عن نسبة 90 بالمئة لنجاح هذا اللقاح علماً انّ الأربع الباقين لم يتجاوزوا 60 بالمئه”.
أضاف: “لكي يعرف الناس واقع الحال لا بدّ من شرح مبدأ اللقاحات، عادة ما تعتمد اللقاحات على إدخال فيروسات ميتة مثل لقاحات الحصبة والحمى الصفراء او على فيروسات ثابتة لا تتطوّر مثل لقاحات شلل الأطفال والانفلونزا، او استخدام بروتينات معينه antigenes مثل لقاح الالتهاب. ولكن لقاح pfizer يعتمد تقنية جديدة مختلفة عن الثلاثة السابقين وهو إرسال ARN messager ايّ شيفرة من نواة الفيروس تدخل الى الخلية البشرية لتعدّل في عمل الخلية، حيث انّ الخلية لديها معمل وذاكرة لإنتاج المضادات الحيوية، لذلك يقوم هذا اللقاح بالقول للخلية انّ عليها إنتاج المضادّ الحيوي المطلوب لضرب الفيروس.
بعد تلقي هذا اللقاح عبر الحقن تحت الجلد او في العضل على جرعتين لمدة 21 يوماً، ننتظر من الجسم ان يبدأ عمله لتكوين المناعه بعد مرور 28 يوماً، حتى يقوم بضرب البروتين السطحي spike proteineللفيروس والذي يتصل بالخلية، فيتمّ القضاء عليه.
أهمية هذه الطريقة أنها تنتج كميات كبيرة من المضادات وبسهوله وذلك استناداً على عمل الخلايا لوحدها”.
وتابع: “إلا أنه لا بدّ من الإشارة إلى أنّ هذا اللقاح عليه ان يخزن في درجة حرارة منخفضة جداً ـ 70 درجة تحت الصفر ـ بعكس باقي اللقاحات والمتوفرة على درجة حرارة طبيعية، لذلك لن يكون متوفراً في جميع المؤسسات بل فقط في المراكز الكبرى الأساسية”.
ولفت د. حمية إلى أنّ هناك غموضاً في ما يتصل باللقاح الأميركي الذي يتمّ الترويج له الآن، وقال: “إعلان نسبة نجاحه 90 بالمئة يعني انّ تسعة من عشرة سيكونون محميّين، ولكن كثير من الباحثين ينبّهون إلى أنه حتى تاريخه كان الإعلان عن هذا اللقاح إعلامياً ولا يوجد أيّ منشور علمي واضح لعمله، كما أنّ عدم ذكر العوارض من قبل المختبرين وبعكس جميع المختبرات والتي أعلنت عن عوارض يطرح بعض الغموض عن هذا اللقاح. لذلك يبقى هذا اللقاح في موضع الوسطية مع الحذر الجزئي، فالقيمون يقولون انّ تقييمه سيكون بعد تناول الناس له، وهذا اعتراف صريح بأنّ المجتمعات أصبحت جزءاً من التجارب ليبقى مفعول اللقاح لآخر عام 2021.
وحين تطلب أميركا مئة مليون جرعة وأوروبا ثلاثمائة مليون مع لقاح sinovac وبريطانيا أربعين مليون… إذاً تنوّع طلب اللقاحات يثبت ان لا ثقة مطلقة بهذا اللقاح إلا بعد التجارب على المجتمعات عام 2021”.
وأضاف: “من منطلق علمي أودّ الإشارة إلى انه ومنذ ظهور هذا الوباء تكلمت عن اتحاد عملي بين المختبرات حتى يظهر اللقاح يوماً ما، ونجد اليوم انّ الجميع يتشاركون بلقاحات متعدّدة للثبات على لقاح يكون له أهمية نهائية وهذا هو الأمر الصحيح. وإنّ خلاصة دراستي للقاح أظهرت أنه لا يوجد منشور علمي واضح يثبت نجاحه كلياً ولا ايّ منشور علمي عن تكوينه، ولكن بما انه لا بديل يبقى الأمل المنتظر لتهدئة فوران هذا الوباء وليس القضاء عليه كون العدوى ستبقى بوتيرة مختلفة المنسوب عام 2021».
ولفت د. حمية إلى بعض المغالطات الإعلامية التي تمّ تداولها اخيراً مما يستدعي التصويب، وقال: «أولاً: لقاح johnson لم يتجاوز المرحلة الثانية لذلك لم ينجح.
ثانياً: الأسبيرين لا يعالج الفيروس بل يحدّ من التجلط لذلك نجد المنشور العلمي عنه يبقى للتطوير ولا يستدعي التهافت عليه.
ثالثاً: دائماً هنالك عوارض ناتجة من اللقاحات وليس كما روّج انه ليس من عوارض وجميع الدراسات العلمية تشير لهذا الأمر.
رابعاً: ليست كمية الفيروس في الانتقال هي معيار للعدوى حسب دراسة نشأت حديثاً كون هذا نفي في دراسات متعدّده، بل تعديل الفيروس في الجينات البشرية له منسوب على قوة الفيروس.
خامساً: هناك سبع أنواع للفيروس يطول بحث طبيعته، ولكن في لبنان السبب للانتشار هو نوع استقدم من الخارج وهذا يتطلب شرحاً مطوّلاً.
وفي الختام تبقى الوقاية هي الوسيلة الأسلم بنسبة 100 بالمئة”.
الأشقر: الأوبئة لا تُعالج بخبر صحافي
أكد الدكتور أنطوان الأشقر المختص بالأمراض الصدرية والسرطانية انّ التسابق على ايجاد لقاح لفيروس “كوفيد 19” لا يزال مستمراً وقال: “في لقاء سابق معكم ذكرت لك انّ هناك تسابقاً عالمياً على إيجاد لقاح للحدّ من مخاطر الوباء، وبالطبع هذا الأمر مكلف بشكل كبير، لذلك من البديهي انّ من يعمل على إنتاج اللقاح عليه ان يغطي مصاريفه وتحقيق الربح حيث انه لن يكون مجانياً حتى ولو الهدف منه السيطرة على الوباء.
الآن وبعد مرور ما يقارب العام على اكتشاف الفيروس فإنّ لدى الصين لقاحين، وروسيا كذلك الأمر، وقد طلبت من منظمة الصحة العالمية تسجيل أحدهما وهو “سبوتنيك”، وهناك مختبرات عديدة على مستوى العالم تعمل على الأمر في أميركا وفرنسا وجميعهم وصلوا تقريباً إلى المرحلة الثالثة حيث انّ إنتاج لقاح يمرّ بثلاث مراحل، المرحلة الأولى تكون بتجربة اللقاح على مجموعة من المتطوّعين الذين لا يعانون من أيّ مشاكل، أما المرحلة الثانية فهي باستعمال الدواء على المرضى الذين لم يعد لديهم أيّ أمل في الشفاء ليشهدوا مدى تأثيره وكيفية تجاوب الجسم معه، والمرحلة الثالثة حيث يقسّم المشاركون إلى مجموعتين، الأولى تتعاطى العقار الحقيقي، والثانية تتعاطى العقار الوهمي، ولا يتمّ إخبار المشاركين بذلك، “البلاسيبو” (Placebo) هو مادة تبدو كدواء لكنها لا تحتوي على مواد فعّالة لها تأثير على صحة متعاطيها، ويطلق عليه أيضاً اسم “الدواء الوهمي”، ويستخدم البلاسيبو في الدراسات العلمية الطبية”.
وأضاف: “تُجرى التجربة في ظروف خاضعة للرقابة ويتمّ توزيع المتطوّعين بشكل عشوائي بين مجموعات العلاج والضبط، في هذه المرحلة يتمّ تحديد مدى نجاعة العلاج بشكل عام، وبالنِّسبة للعلاجات الأخرى، يتمّ تقديم طلب الموافقة على الدواء بعد المرحلة الثالثة فقط.
كلّ بلد أعلن منذ بدء انتشار الوباء حتى اليوم انّ لقاحه ناجح مع العلم انّ اللقاحات الروسية والأميركية كان لها آثار سلبية وتمّ إيقاف العمل بها لتبيان النتائج، وبالتالي ما يتمّ تداوله الآن عن اللقاحات ما هو إلا خبر صحافي بعيد عن أيّ اثبات علمي. إذاً اللقاح يجب ان يتمّ اعتماده من قبل السلطات الصحية في كافة البلدان بمعنى أننا أمام مراحل طويلة والكثير من العلاجات واللقاحات تطلبت سنوات لتخرج الى الناس، ولكن في ظلّ ما يمرّ به العالم اليوم جراء انتشار الوباء قد يكون هناك استثناءات لجهة تجربة ما تمّ التوصل اليه في محاولة للحدّ من خطورة الوباء، وعلينا أن لا ننسى حالة المرضى الذين تمّ تجريب اللقاح عليهم حيث قد تكون العوارض خفيفة بالإضافة إلى أمر مهمّ علينا التنبّه له وهو مدى فعالية اللقاح وإلى ايّ مدى يمكن ان يحمي من خطر التعرّض للإصابة مرة ثانية”.
وتابع: “الفيروس لا يزال خطيراً والإصابات تتزايد ولكن الوفيات تقلّ بشكل ملحوظ بمعنى انه أصبح أقلّ فتكاً، ومعظم الإصابات الآن أصبحت عائلية أيّ ضمن العائلة الواحدة وذلك جراء إيقاف الحجر وبدء الاحتكاك”.
وختم الدكتور الأشقر قائلاً: “هذا الفيروس واقع علينا التعايش معه لفترة طويلة طالما انه لا توجد مضادات حيوية ضدّه وهذه حالة معظم الفيروسات، كلّ ما نقوم به اليوم هو الحدّ من تأثيره، ويجب التأكيد على أمر مهمّ وهو أنّ الأوبئة لا تعالج بخبر صحافي وتقارير متلفزة هدفها تجاري، لذلك لا يجب الاستعجال بالتفاؤل قبل ان يتمّ اعتماد اللقاح او العلاج المنتظر من السلطات الصحية بناء على مستند علمي مثبت وواضح، كوفيد 19 وبعد عام على ظهوره تمكنا من معرفة الكثير عنه وفي المقابل لا نزال نجهل أيضاً الكثير عنه”.
مراد: بارقة أمل… ولكن
من جهتها أكدت الدكتورة منار مراد (طبيبة تخدير عناية مشدّدة) أنه من المبكر الحصول على أجوبة واضحة حول اللقاح قبل منتصف العام المقبل، وقالت: “انّ النتائج المعلنة في التاسع من الشهر الحالي حسب شركة فايزر وبيونتك التي تقول انّ نسبة إيجابية لقاحهما الجديد هي 90% تعطي أمل كبير بالحصول خلال الأشهر المقبلة على لقاح ضدّ “كوفيد 19”، وحسب تصريحات منظمة الصحة العالمية في نفس التاريخ تمّ الإعلان عن 47 لقاح حول العالم وهي أرقام متطوّرة جداً بعد أن كانت 11 لقاحاً في منتصف حزيران، لكن 10 من ضمن اللقاحات جميعها تقدّموا الى الطور الثالث او انّ اللقاح تمّ اختبار فعاليته على عدة آلاف من البشر ومن هؤلاء طبعاً لقاح شركة “مودرنا” ولقاح “فايزر” وعدة لقاحات صينية ولقاح جامعة اكسفورد وأيضاً اللقاح الروسي.
أما الـ 37 الأخرى فما زالوا في الطور الأول ايّ في مرحلة تقييم أمن اللقاح أو في الطور الثاني الذي يتمّ فيه اختبار فعالية اللقاح، وبعض هذه اللقاحات هي مختلفة بطريقة الصنع، فبعضها يقوم على استخدام اللقاح الكلاسيكي بمعنى استخدام الفيروس نفسه ميتاً أو مضعفاً مثل اللقاحات الصينية، وهناك لقاحات تكون من بروتين او “انتيجان” الذي يولد الفعل المناعي دون استخدام الفيروس نفسه، وهناك لقاحات تقوم على استخدام فيروس آخر يحوّل بشكل معيّن للقضاء على “كوفيد 19”، وهذه الطريقة المستخدمة حالياً في لقاح اكسفورد واللقاح الروسي وهي استخدام “الادينوفيروس” التقليدي، وهنالك طريقة متقدّمة جداً وهي التي تمّ استخدامها اليوم في لقاح “مودرنا” ولقاح “فايزر” وهي استخدام الـ DNA او الـ RNA او ما يسمّى الجزء الجيني المعدّل المستخدم من الفيروس وهذه طريقة جديدة جداً ولأوّل مرة يتمّ استخدامها في اللقاح”.
وأضافت: “طبعاً يجب الإشارة إلى أنه ولحسن الحظ حول العالم هنالك عدة تقنيات للبحث عن اللقاح وبالتالي هذا يرجح أنه لدينا حظ أكبر للحصول على اللقاح المطلوب الذي يعطي فعالية والجيد التحمّل من قبل المرضى.
لقد أعلنت “فايزر” عن المراحل الأولية في التجارب السريرية للطور الثالث للقاحها، وهم الأوائل في تأكيد نتائج فعاليته بنسبة 90% لجهة منع العدوى من الفيروس، ولكن حتى الآن جميع المعطيات هي عبارة عن إعلان سبق صحافي وإعلامي، ولم تنشر التفاصيل بعد في دراسة علمية كاملة، في حين أنه حتى الآن كلّ الدراسات لكلّ اللقاحات تقريباً في الطور الأول والثاني تمّ نشرها في المجلات العلمية سواء للقاح الصيني والروسي واكسفورد وحتى مودرنا، وكلّ الدراسات السابقة في الطور الأول والثاني أثبتت انّ كلّ اللقاحات ليس لها أيّ تأثيرات ثانوية خطيرة وتعطي ردّ مناعي جيد بالرغم من انّ هذه اللقاحات سواء أكسفورد او اللقاح الصيني الذي تُجرى التجارب عليه في البرازيل قد أوقفت لعدة أيام وطبعاً هذا شيء مشجع لأنه يتمّ دراسة سلامتها وتبيّن أنها سبّبت أعراض ثانوية جانبية ولكن أثبتت الشركات أنها مرتبطة بالمريض وليس باللقاح”.
وختمت: ما نشهده من تسابق يعطي بارقة امل بأنّ كلّ اللقاحات تمشي بسرعة جيدة ويتمّ اختبار السلام والأمان فيها والفعالية إلا أنه تجدر الإشارة إلى أنّ أيّ لقاح يحتاج عشر سنوات بين اللحظة التي يبدأ فيها العمل عليه الى حين صدوره، وهذه المدة اختصرت بثمانية عشر شهراً كوننا في وباء عالمي شلّ حركة العالم كله من الناحيتين الاقتصادية والصحية وحتى ولو صدر واثبت انّ لقاح “فايزر” هو لقاح جاهز بالرغم انه من المبكر حدوث ذلك.
ولكي نكون على يقين يجب ان تستمرّ تجارب الطور الثالث السريرية حتى نهاية المرحلة لنحصل على النتائج النهائية الموثقة في دراسات علمية وليس الدراسات البدائية لأنه يجب علينا دوماً التأكد من أمرين وهما التحمّل الجيد والفعالية بمعنى موضوع الآثار الجانبية التي سيكشف حصولها عامل الوقت، لأنّ فترة شهر أو شهرين غير كافية، وكما تلاحظين فإنّ لقاح “فايزر” نحن الآن على بعد شهر واحد من الجرعة الأولى لذلك لا يزال الوقت غير كاف للحكم على فعاليته وتأثيراته الجانبية، كما اننا لا نعرف مدة الحصانة والمناعة التي سنحصل عليها، بمعنى انه حتى الآن ليس لدى من استخدم اللقاح فترة مناعة تتعدّى الشهر، وكما تعلمين انه تمّ إثبات الكثير من الحالات التي أصيب فيها الشخص بالفيروس مرة ثانية بعد إصابته الأولى، وأيضاً هناك تساؤل آخر متمثل بطريقة الحفظ لأنه يتطلب درجة برودة تصل إلى حدّ 70 درجة تحت الصفر بالاضافة الى كلفته العالية التي قيل إنها 60 دولاراً ومن هنا تبدو إشكالية نقله الى العالم في ظلّ طريقة حفظه وكلفته وبالتالي لا توجد إجابات واضحة على كافة هذه التساؤلات قبل منتصف العام المقبل”…