بدأت بشائر الشتاء واستلت أيدي الدفء صنانيرها حياكة الصوف البيتيّ… ميراث شعبيّ من جدّات لرزق شابات
} منال عجيب
تكاد لا تخلو ذاكرة أحدنا في الشتاء من صور جدّاتنا وهنّ يحكن تلك الملابس الصوفية الجميلة وعيون العائلة ترنو إليهن وتراقب بشغف ذلك العمل المتقن وفنون الإبداع المستخدمة لإنجازه. ومع مرور الوقت لم تبق هذه الحرفة حكراً على الجدات فقط بل إن الكثيرات من الشابات توارثنها وأتقنها، فمنهن من اتخذنها مهنة ومصدر رزق ومنهنّ من اتخذنها هواية لقضاء أوقات الفراغ.
جمانة محسن سليمان تقول ورثت تلك الحرفة عن والدتي وجدّتي حيث كنت أراقب حركة الصنارة في أيديهما تنساب بدقة وأحاول تقليدهما. في كل مرة كانت مسألة بسيطة تتطلب الانتباه والتركيز في البداية، ويمكن بحركات بسيطة إضافة الكثير من الإبداع والتميّز إلى القطع المشغولة.
وتتابع سليمان قمت بإنجاز أول قطعة صوفية عندما كنت في الرابعة عشرة من عمري. في البداية كانت مجرد هواية وعندما تزوّجت تعلمت أن أحيك السترات لأطفالي وزوجي. وقمت بعمل المعاطف والفساتين والجوارب والشــالات وقطع لتزيين أثاث المنزل وتفننت بالرسوم والموديلات وأنــواع القطب حتى أصبحت أرسم لوحات فنية باستخدام صنارات الصوف. وتلبية لرغبة الأقارب والجيران فقد أصبحت أقوم بصــنعها وبيعها حتى أصبحت مهنة ومصدر رزق لي تعيــنني في التغلب على صعوبات المعيشة.
أما يمنى جودت محمود فتشير إلى أنها تعمل بهذه الحرفة منذ 30 عاماً وأنها في عمر الخامسة عشرة احترفت حياكة الصوف فقد كانت تراقب والدتها بدقة وتعلمت منها سر المهنة.
وتذكر محمود أنها واكبت الموضة في تصاميمها ومع مرور الوقت ابتكرت وافتتحت محلاً لبيع الملابس الصوفية اليدوية.
يذكر أن حياكة الصوف تتم بشكل يدوي باستخدام صنارة أو صنارتين وتتنوّع الخيوط الصوفيّة المستخدمة بين طبيعية أو صناعية مثل دي أم سي والحرير والكريستال وغيرها وتختلف الرسمات باختلاف القطب والغرزات والخيوط المستخدمة وتبقى حياكة الصوف من الأعمال اليدوية المتوارثة قديماً وهي مصدر رزق للكثير من السيدات.