أخيرة
وليد المعلّم باقٍ في عيوننا
يكتبها الياس عشي
كلّ المآذن المزروعة في سماء دمشق، ستفتح أذرعتها، لتستقبل ابنها الراحل وزير خارجيتها وليد المعلّم،
وكلّ أجراس الكنائس، أينما كانت، هي على موعد مع فيجة الشام، ونوافير برك البيوت القديمة، ونواعير حماة، ووشوشة الموج الأزرق، ليعزفوا معاً نشيد الوداع لسيّد الديبلوماسية، وحارسها في أكثر السنوات صعوبة مرّت على سورية.
لغيرك، يا سيدي، أن يختار الموت خارج أسوار الحدائق،
لغيرك، يا سيّد الوفاء، أن يسكن القصور،
ولكن… لك أنت، فقط تحنى الرؤوس، وتدخل قلوب السوريين، وتسكن فيها إلى الأبد.
لن أقول لك وداعاً، فأنت صاحب مدرسة أرسيتها بشجاعتك، ونبلك، وشراستك في الدفاع عن بلدك، وتأسيسك لشبكة من العلاقات الدولية القائمة على الاحترام المتبادل، واستمرارك في تحمّل المسؤولية رغم الظروف المرضية التي تعرّضتَ لها،
ومن له هذه الميزات يبقى في عيوننا ولا يرحل.