تاريخ يُدرَّس في العلم الدبلوماسي…
} ليليان العنان
وليد المعلم… دبلوماسي سوري من مواليد دمشق، شغل عدة مناصب دبلوماسية آخرها منصب وزير الخارجية السورية من عام 2006 إلى عام 2020، إضافة إلى أنه كان نائباً لرئيس الوزراء منذ عام 2012 وحتى الآن، أيّ لحظة وفاته في تاريخ السادس عشر من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر من العام 2020 عن عمر يناهز 79 عاماً بعد صراع مع المرض.
وفي نظرة سريعة حول المناصب التي كان المعلّم قد تولاها خلال مسيرته العملية والسياسية نذكر منها أنه في العام1964 عمل في البعثات الدبلوماسية في كلّ من تنزانيا، السعودية، إسبانيا وإنكلترا. ومن 1975 حتى 1980 عمل كسفير لسورية لدى جمهورية رومانيا، وخلال الفترة الممتدة من 1990 حتى 1999 عمل كسفيراً لسورية لدى الولايات المتحدة.
ومنذ مطلع عام 2000 عيّن معاوناً لوزير الخارجية فاروق الشرع حتى العام 2005 حيث سُمّي نائباً لوزير الخارجية، ومن ثم تمّ تكليفه بإدارة ملف العلاقات السورية – اللبنانية في فترة كانت بالغة الصعوبة.
وإضافة أيضاً إلى غيرها من المناصب السياسية التي تولاها في فترة امتدت بين العام 1980 و 1990.
وبالعودة إلى تاريخ وصلابة وعزيمة وحكمة هذا الرجل فقد تميّز «المعلم» بأنه كان أحد الأشخاص الداعمين والمؤيدين للمقاومة منذ نشأتها وحتى اليوم، هذا عدا عن وقوفه إلى جانب الشعب اللبناني في كلّ المحن التي تعرّض لها لبنان… أكان من الاعتداءات الإسرائيلية المتكرّرة أو من العمليات الإرهابية المتعدّدة التي نفذتها الجماعات الإرهابية التي انتهكت أرض سورية ولبنان معاً.
ووفقاً لبيان النعي الذي أعلنته الحكومة السورية، فقد وصف الراحل الكبير بأنه كان معروفاً بـ «مواقفه الوطنية المشرّفة» خلال عقود من الزمن أمضاها في العمل السياسي ـ الدبلوماسي.
كما كانت له عدة مواقف مشرّفة تجاه ما جرى في سورية بعد دخول الجماعات الإرهابية المدعومة بغطاء خارجي، حيث حرص «المعلّم» دائماً على اتهام الإدارة الأميركية بدعم الإرهابيين في سورية وتأجيج الاضطرابات والأحداث الأمنية التي كانت تحصل، وكانت له الكلمة المشرّفة الشهيرة أمام وزير الخارجية الأميركية جون كيري في العام 2014 بحيث أعلن كيري حينها «أنّ الرئيس بشار الأسد لا يمكن له أن يشارك في تسمية الحكومة الانتقالية»، ما استتبع رداً قوياً من الوزير وليد المعلّم لا يزال صداه يتكرّر الى اليوم حيث جاء فيه بأن «لا أحد في العالم… لا أحد سيد كيري… له الحق بإضفاء الشرعية أو عزلها أو منحها لرئيس أو حكومة أو دستور أو قانون أو أيّ شيء في سورية إلا السوريون أنفسهم».
هذه المواقف وغيرها ومثلها التصريحات التي كان يدلي بها «المعلّم» مراراً وتكراراً تؤكد مدى صلابة وقوة ووطنية هذا الرجل في شتى المواقف والمجالس، حتى أنّ آخر تصريحاته السياسية تمثلت بمهاجمة «قانون قيصر» الأميركي والذي يضمّ مجموعة من العقوبات الأميركية ضدّ دمشق وكلّ من يتحالف معها بهدف خنق سورية أكثر اقتصادياً ومالياً وعسكرياً، إذ اعتبر «المعلم» عقب صدور هذا القانون بأنّ سورية ستحصل على دعم من حلفائها إيران وروسيا للتخفيف من وطأة هذا القرار المجحف.
وليد المعلم… خسرنا برحيله رجلاً دبلوماسياً استثنائياً من الطراز الرفيع… رحمه الله.