الخارجيّة الروسيّة: لافروف وبيدرسون يبحثان اليوم الوضع في سورية
أكاديميّون إسبان يتحدثون عن تواطؤ الغرب في العدوان.. استشهاد 3 جنود وإصابة آخر في العدوان الصهيونيّ على دمشق
أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن وزير الخارجية سيرغي لافروف سيجري اليوم محادثات في موسكو مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية غير بيدرسون حول الوضع في سورية.
وقالت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا في تصريح للصحافيين أمس، إن لافروف سيجري محادثات في التاسع عشر من تشرين الثاني مع بيدرسون حول تطورات الوضع في سورية.
وكان بيدرسون زار موسكو في أيلول الماضي وأجرى محادثات مع لافروف حول الوضع في سورية.
إلى ذلك، أكد أكاديميون وباحثون إسبان أن المؤتمر الدولي لعودة اللاجئين الذي عقد في دمشق الأسبوع الماضي كشف الصورة الحقيقية لكذب الغرب وتواطئه في الحرب على سورية.
وأشارت الدكتورة والباحثة في العلوم السياسية والنفسية في جامعة كومبلوتينسي المركزية في العاصمة مدريد انخليز دييز إلى أن الاتحاد الأوروبي بشكل عام وإسبانيا بشكل خاص ارتكبوا خطأ فادحاً وكبيراً بعدم المشاركة في هذا المؤتمر، مبينة أن عدم حضور الاتحاد الأوروبي يكشف بأنه لا يتمتع بسياسة خارجية مستقلة، وبالتالي تبعيته لأجندة الإدارة الأميركية خاصة في ما يتعلق بالشرق الأوسط.
ولفت دييز إلى أن الغياب الأوروبي يكشف تواطؤ دول أوروبا في الحرب على سورية من خلال استخدام الدعاية ووسائل الإعلام المغرضة والمأجورة إلى جانب تمويل المنظمات الإرهابية مثل ما يُسمّى بـ «الخوذ البيضاء» واستخدامها لمهاجمة وتشويه صورة الحكومة السورية الشرعية.
بدوره أكد الباحث والبروفيسور في علوم السياسة والإدارة في جامعة إقليم الباسك في الشمال الإسباني اسيير بلاس ميندوثه أن غياب الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية عن حضور المؤتمر هو دليل على عدم اهتمام الغرب بقضية اللاجئين وعودتهم إلى وطنهم الأم سورية، مشيراً إلى أنه بالرغم من أن قضية اللاجئين كانت تترأس الأجندة السياسية والاجتماعية للاتحاد الأوروبي إلا أنه ظهر انها كانت مجرد نظريات وشعارات وهمية.
وأوضح ميندوثه أن هذا المؤتمر في دمشق جاء ليكشف للعالم أن الصمت الأوروبي والتغيب الغربي عن حضوره هو دليل على كذب الغرب وعدم إرادته الجدية في مساعدة اللاجئين للعودة إلى بلادهم وكذلك إخفاق الحكومات الغربية وخسارتها الرهان على نتائج الحرب التي حقق فيها الجيش العربي السوري الانتصارات بتضحياته وصمود شعبه.
من جانبه أكد البيرتو منتنير فروتوس البروفيسور والباحث في الفلسفة وعلوم الآداب في جامعة ثرغوثا أن انعقاد المؤتمر يشكل نقطة مهمة جداً لتحفيز وتشجيع عودة اللاجئين السوريين إلى أرضهم ووطنهم، مضيفاً إن عدم مشاركة الاتحاد الأوروبي في المؤتمر الدولي إنما يأتي ضمن السياسة الأميركية في دعم التنظيمات الإرهابية المتطرفة المدعومة من الأنظمة الاقليمية لمحاربة الشعب والحكومة السورية.
ونوّه يوسف فيرناندث الصحافي والأكاديمي في قسم الدراسات العربية في جامعة أوتونوما الحكومية في مدريد بنجاح المؤتمر الأخير حول اللاجئين السوريين الذي أظهر إصرار الدولة السورية وعزمها على تسهيل عودة أبنائها إلى بلادهم وقال إن الغالبية العظمى من اللاجئين السوريين يرغبون بالعودة إلى ديارهم في سورية بسبب معاناتهم من الفقر والتمييز الشديد والأوضاع المعيشية السيئة في الدول المضيفة لهم وإن سبب التأخير في العودة إنما يعود لجهود ومحاولات بعض الدول التي روّجت ودعمت الإرهاب في سورية بسبب مخاوف هذه الدول وخشية حكوماتها من أن تعطي عودة هؤلاء اللاجئين زخماً وقوة لإعادة إعمار سورية، وبالتالي ستخسر هذه الحكومات ما تعتبره ورقة ضغط على الدولة السورية.
وأكد أن العودة التدريجيّة للاجئين هي أمر حتمي وأن الموقف الذي يجب على جميع الدول اتخاذه هو المساعدة في تسهيل هذه العودة وليست إعاقتها.
ميدانياً، أكّد مصدر عسكري سوري استشهاد 3 جنود وإصابة آخر في العدوان الصهيوني على المنطقة الجنوبية للعاصمة دمشق.
وأضاف المصدر العسكري لوكالة «سانا» الرسمية السورية أن العدوان الجوي الصهيوني جاء من جهة الجولان السوري المحتل على المنطقة الجنوبية. وقد تصدّت له الدفاعات الجوية وأسقطت عدداً من الصواريخ.
وتعليقاً على القصف الصهيوني، رأى الناطق باسم «حماس»، حازم قاسم، أنَّ العدوان الصهيوني على سورية فجر اليوم يمثل «منطق البلطجة الذي يتصرف به الكيان الصهيوني في كل المنطقة، مسنوداً بدعم أميركي».
وقال إن «العدوان الصهيوني المستمر على الأمة يتطلب تكاتف كل القوى الحية فيها لمواجهة المشروع الصهيوني في المنطقة، وصولاً إلى طرده منها».
بدورها، دانت لجان المقاومة في فلسطين الاعتداءات المتواصلة على سورية، التي قالت إنها «ما كانت تتم لولا تشجيع محور المطبعين للعدو الصهيوني».
من جهتها، قالت حركة المجاهدين الفلسطينية إن العدوان الإجرامي على سورية هو «تغوّل صهيوني يستوجب توحيد جهود المقاومة في كل الجبهات».
وفي آخر شهر آب/أغسطس الماضي، تصدّت الدفاعات الجوية السورية لأهداف صهيونية بالصواريخ من فوق منطقة جبل الشيخ باتجاه الجولان السوري المحتل. وأسفر القصف عن ارتقاء شهداء عسكريين ومدنيين في الاعتداء الصهيوني على سورية ليلاً.
وهذه ليست المرة الأولى التي تتصدى فيها الدفاعات الجوية السورية لاعتداءات خارجية، ففي وقت سابق، أفادت «سانا» بأن الدفاعات السورية تصدّت لأهداف معادية أيضاً في سماء العاصمة دمشق.
وسبق لدمشق أن تعرضت لأكثر من استهداف خلال الأشهر الماضية، جميعها من «إسرائيل»، ففي 27 من نيسان/أبريل الماضي، ذكرت «سانا» أن «العدوان الصهيوني تمّ من فوق الأراضي اللبنانية، وتم إسقاط عدد من الصواريخ قبل وصولها إلى أهدافها».