إنشاء شراكة استراتيجيّة بين الإمارات واليونان وتوجيه انتقادات لتركيا..
اتفقت الإمارات واليونان أمس، على «إنشاء شراكة استراتيجية بينهما في مختلف المجالات»، ونددتا مجدداً بـ«تصرفات تركيا في شرق المتوسط».
ووقعت الدولتان على إعلان مشترك بشأن إنشاء الشراكة الاستراتيجية ومذكرة للتعاون في مجال السياسات الخارجية والدفاعية، خلال زيارة لرئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، برفقة وزير الخارجية نيكوس دندياس، إلى الإمارات حيث استقبله ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
وتشمل الشراكة الاستراتيجية مجالات مختلفة، منها السياسة والدفاع والتجارة والاستثمار والسياحة والثقافة والطاقة والخدمات الرقمية والحكومية والغذاء والزراعة.
وينص الاتفاق المبرم خاصة على «تعزيز الحوار السياسي والمشاورات الاستراتيجية وزيادة التوافق بين أبوظبي وأثينا بشأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك»، بالإضافة إلى تأكيد الطرفين استعدادهما لـ»توسيع التعاون الدفاعي واستكشاف إمكانيات جديدة في هذا المجال، بهدف التصدي الفعال للتحديات المشتركة التي تهدد السلام والأمن والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والعالمي»، حسب وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية «وام».
وأكد الطرفان في الإعلان المشترك التزامهما الثابت بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والمبادئ المنصوص عليها فيه كأساس للسلام والأمن وعلاقات حسن الجوار والحل السلمي للنزاعات لجميع دول المنطقة.
كما أبدت الدولتان تمسكهما بـ»مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى»، مشددتين على «ضرورة العمل المنسق بين المجتمع الدولي لمواجهة التدخل الإقليمي المستمر ودعم احترام سيادة الدول».
وتطرق الإعلان المشترك إلى اتفاقية إقامة العلاقات المبرمة بين الإمارات وإسرائيل في أيلول الماضي، مشيراً إلى أنها «تشكل إنجازاً تاريخياً يسهم في إحلال السلام والاستقرار والتفاهم المتبادل بين شعوب منطقة الشرق الأوسط».
وأعرب الطرفان في الإعلان المشترك قلقهما إزاء «تصدير الإرهاب والتطرف في جميع أنحاء المنطقة واستغلال الظروف في مناطق الصراع»، مطالبة المجتمع الدولي باتخاذ موقف صارم ضد الإرهاب والتطرف بكافة أشكاله.
كما اتفقت الحكومتان على القيمة المضافة المتمثلة في زيادة توسيع تعاونهما مع الآليات الإقليمية والمتعددة الأطراف.
وتضم نسخة الإعلان المشترك باللغة اليونانية إدانة الطرفين لما تم وصفه «انتهاك سيادة قبرص واليونان وحقوقهما السيادية من قبل تركيا».
هذا وأعلن ميتسوتاكيس في تصريح نشره مكتبه أن زيارته إلى الإمارات وتوقيع الاتفاقية المذكورة تمثل «تحديثاً استراتيجياً» للعلاقات بين الدولتين، مشيراً إلى أن «أبوظبي وأثينا تشكلان الآن أساساً لتحالف استراتيجي يشمل مجالات الاقتصاد والدفاع والسياسة الخارجية».
وأكد مكتب رئيس الوزراء اليوناني أنه وولي عهد أبوظبي استعرضا خلال الاجتماع بينهما التقدم السريع الذي تم إحرازه في العلاقات الثنائية بين دولتيهما، بالإضافة إلى تطورات الأحداث في شرق المتوسط «مع التركيز على سلوك تركيا المزعزع للاستقرار».
وذكر مكتب ميتسوتاكيس أن «تطوير وتعميق العلاقات بين اليونان والإمارات يخلق أفقاً جديداً لتعزيز نماذج التعاون متعدد الأطراف بين الدول الإقليمية التي تتبع نهجاً استراتيجياً مماثلاً بهدف تعزيز أجواء الاستقرار والسلام في المنطقة.. فيما تعرّض تركيا بتصرفاتها غير القانونية الأمن الإقليمي للخطر».