نشر قوات تركيّة في قره باغ وروسيا تتهم أميركا وحلفائها بمحاولة إثارة الفتن وتأمل بعدم نشوب نزاع جديد
اتهم مدير جهاز المخابرات الخارجية الروسي سيرغي ناريشكين، الولايات المتحدة وحلفاءها في الناتو بـ»محاولة إثارة الفتنة بين شعبي أذربيجان وأرمينيا».
ونقل المكتب الصحافي لجهاز الاستخبارات الخارجية عن ناريشكين، قوله: «تحاول الدول الرئيسية في الناتو إخفاء انزعاجها من الاتفاق الذي تم التوصل إليه بمشاركة نشطة من روسيا وأذربيجان وأرمينيا بشأن وقف إطلاق النار في ناغورني قره باغ. والولايات المتحدة وحلفاؤها منزعجون من توقف الحرب بوساطة موسكو. بعد كل هذا، في الواقع، أبطل سنوات عملهم الطويلة».
وأضاف: «لا واشنطن ولا أوروبا الموحدة تريدان تحمل ميزان القوى القائم في المنطقة. ومن أجل تفكيكه، لم يفكروا في أيّ شيء أفضل من محاولة إثارة الفتن».
في الأثناء، وافق البرلمان التركي، أمس، على «نشر قوات تركية في موقع مراقبة في إقليم ناغورني قره باغ، لترافق القوات الروسية الموجودة فيه».
ويتيح التفويض للقوات التركية التمركز في المكان لمدة عام، في إطار اتفاق بين تركيا وروسيا لمراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار. وينتشر حالياً نحو ألفي جندي روسي لحفظ السلام في المنطقة.
موافقة البرلمان تأتي بعد طلب الحكومة التركية الاثنين الماضي تفويضاً من البرلمان لإرسال قوات عسكرية إلى أذربيجان، وذلك بعد أيام من توقيع باكو ويريفان، المتنازعتين على منطقة ناغورني قره باغ، اتفاقاً نهائيّاً لوقف إطلاق النار برعاية روسية.
بدوره، صرّح الرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف، بأن «روسيا وتركيا ستشاركان في عمليات توفير الأمن للمواطنين الأرمن والأذربيجانيين في قره باغ».
ونقلت الوكالة الحكوميّة «أذرتاج» عن الرئيس الأذربيجاني قوله، أمس، خلال تسلّم أوراق اعتماد السفيرة والمفوّضة الجديدة لمملكة هولندا لدى أذربيجان بولين إيزيما: «ربما تعلمون أن دول المنطقة أيدت هذا البيان (بيان قره باغ)، لقد أعرب جميع جيراننا عن دعمهم لهذا البيان. وسيشارك اثنان من جيراننا، روسيا وتركيا، في عمليات ضمان أمن الأذربيجانيين والأرمن. لذلك، أعتقد أنه سيكون من العدل أن تكونوا إلى جانبنا».
فيما صرّح نائب وزير الخارجية الروسي، أندريه رودينكو، أمس، بأن «موسكو تأمل ألا يؤدي رفض باكو مناقشة الوضع الخاص لإقليم قره باغ في نشوب موجة جديدة للصراع في المنطقة».
وقال رودينكو للصحافيين: «نأمل أن لا يؤدي هذا لموجة جديدة من الصراع في إقليم قره باغ».
وردّ الدبلوماسي الروسي بالنفي على سؤال حول ما إذا كانت هناك مواعيد نهائية تقريبية لحل مسألة وضع ناغورني قره باغ، قائلاً: «لا، لا يوجد أي مواعيد»، مضيفاً أن «مسألة الوضع الخاص لقره باغ حساسة للغاية».
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد، في مقابلة على قناة «روسيا 24»، أول أمس الثلاثاء، أنه «وفقاً للقانون الدولي فإن إقليم قره باغ كان جزءاً لا يتجزأ من أذربيجان»، مشيراً إلى أن «منظمة معاهدة الأمن الجماعي لم تستطع التدخل».
وكان قد أكد الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، أول أمس، أنه «لا يمكن أن تكون هناك أية مفاوضات في وضع قره باغ».
وقال علييف في خطاب موجه إلى المواطنين بثته القناة التلفزيونية الحكومية «AZTV»: «لقد قلت مراراً وتكراراً أن وحدة أراضي أذربيجان لا يمكن أن تكون موضوعاً للمفاوضات».
وأشار إلى أن «أذربيجان ستعيد وحدة أراضيها»، منوّهاً أنه «إذا لم يكن سلمياً فسيكون عسكرياً».
ووقّعت أذربيجان وأرمينيا اتفاقاً برعاية روسية لإنهاء العمليات القتالية في الإقليم بعد 6 أسابيع من المواجهات الدامية.
فيما قال الصليب الأحمر الدولي، أول أمس، إن «طرفي النزاع في قره باغ تبادلا جثث 200 قتيل».
وقال رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بيتر ماورير، إن «طرفي النزاع في ناغورني قره باغ تبادلا حتى الآن جثث 200 قتيل سقطوا في المعارك الأخيرة بين أذربيجان وأرمينيا».