طفل سوري يتغلب على «التّوحد» ويصنع الحلي لفناني بلده.. وعد أبو رسلان للأمهات: لتقبّل أطفالنا مهما كانت حالاتهم وتعزيز نقاط قوتهم
رغم سني عمره الغضة، حلّق زيد بعيداً عن القضبان التي زرها مرض «التوحد» حول حياته، ليتحول صاحب مشروع خاص لصناعة الإكسسوارات.
زيد ابن الـ 14 ربيعاً تمّ تشخيص حالته بعمر السنتين كمصاب بالتوحد، لتبدأ أمه (وعد أبو رسلان) رحلة مع ابنها مليئة بالإصرار والعزيمة والثقة بأن الله معها، وأن لابنها زيد إمكانيات لا بدّ أن تكتشفها وتوظفها في المكان المناسب.
الروضة الخاصة كانت بيته الثاني، لينتقل بعدها الى إحدى مدارس السويداء التي بدأ فيها زيد بالاندماج برفقة أخيه الذي يصغره بسنتين محتضنة اياه أيادٍ تربوية مسؤولة. وبدا الفرق واضحاً بعد السنة الأولى في تحسّن مزاجه وسلوكه ليصبح طفلاً طبيعياً قادراً على التأثر والتأثير، بفضل محبة رفاقه له وتقبلهم حالته التي مهّد لها الكادر التدريسيّ قبل دخول زيد للمدرسة.
وفي المنزل حكاية أخرى ترويها ملامح المكان المليئة بالإكسسوارات المتنوّعة والمنتشرة في أرجاء المنزل، هو مشروعه الواعد الذي صنعه بإرادة أمه القوية وثقتها بإمكانيات طفلها الذي كانت عينها دائماً متجهة على مستقبله لتراه ذلك الرجل المنتج القادر على تحقيق اكتفائه من دون حاجة من أحد.
وتقول والدة زيد لـ «سبوتنيك» موجّهة رسالة لكل الأمهات والعائلات الذين خصهم الله بطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة: «تقبل أطفالنا كما هم، وتوجيه طاقاتهم لما فيه خيرهم ومستقبلهم والتركيز على نقاط القوة فيهم مهما كانت حالتهم، وتشارك المسؤولية من الجميع لصناعة بيئة عائلية ومجتمعية سليمة إيجابية تنتشل الطفل من توحّده أياً كان نوعه».
وتضيف قائلةً «الخوف على مستقبل زيد كان يدفعنا للتأمين على مستقبله بشتى الطرق، ومحاولة إعادة دمجه مع المجتمع المحيط، فإلى جانب تعلمه القراءة والكتابة، عملنا على صقل مهاراته في شك الخرز وتشكيل الحلّي وتطويرها، وبالفعل لاقت منتجاته رواجاً كبيراً لدى أهالي المحافظة وإقبالاً منقطع النظير، وأصبح الناس يستطيعون تمييز بصمة زيد في القطعة التي يقوم بتشكيلها».
يذكر أن «الأوتيزم» أو التوحّد، هو نوع من الإعاقات التطورية التي تحصل بسبب عطب معين في الجهاز العصبي المركزي، وتؤدي إلى الانعزال والتأخر أو التراجع بالمهارات اللغوية والاجتماعية، وعدم المقدرة على التكيّف مع العالم المحيط، وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن طفلًا واحدًا من بين كل 160 طفلًا يصاب بأحد اضطرابات طيف التوحّد في العالم.
للمشاهدة: