صباحات
} 19-11-2020
صباح القدس لا يعترف بالمتلوّنين اللاهثين وراء السراب والمنتظرين إشارة من مهزوم ومتخاذل ومطبع للهرولة سريعاً بعيداً عن القدس وبوصلتها. فنور القدس لا يخفّ وهجه ان خفّ عدد المتلقين من المتلونين بل يزداد نــقاء النور والدفء على الثابتين الصامدين الصابرين لا تهتزّ أقدامهم مع تراجع الذين جاءوا للصف مؤقــتاً ثم لم يلبثوا أن ترحلوا لا لشيء إلا لأن نور القدس قد أبهر عيونــهم بعدما أصابــها عمى الألوان معسكر الأعداء بالثبات والصمود فبدأت بوادر تراجعات في قــادم الأيام، تراجعات لم يصنع منها المتلونون شيئاً بل استظلوا بالمقاومين حتى لاحت فهرولوا لحجز مقاعد تسوية كانت سحبت من تحتهم ويأملون اليوم بعودتها والسؤال هو هل التغييرات التي يشهدها العالم لصالح رد الاعتبار لحقائق الصراع هو بفعل تخاذل المتخاذلين والمطبّعين أم هو نتاج صمود المقاومين؟ وهل ما تشهده كيانات الاستيطان الكبير منها والصغير من أزمات تفتح باب البحث عن التهدئة هي من صنع الذين رضخوا وركعوا وتذللوا للأميركي والإسرائيلي أم هي صناعة دماء ومواقف جاد بها الثابتون المقاومون فغيّرت معادلات المنطقة وأعادت صياغة الأوزان في العالم من كل اتجاهات الجغرافيا الممتدة من شمال الشمال الروسي الى شرق الشرق الصيني وغــرب الغرب في فنزويلا وسائر أميركا اللاتينية تستعيد نهوضها، وفي القلب كان صمود إيران الأسطوري وملحمة حية غيرت العالم صنعتها سورية بجيشها وشعبها ودبلوماسيتها ورئيسها المقاوم وعلى كل جبهات القتال أبطال يحملون راية المقاومة في فلسطين ولبنان واليمن وفصائلها في العراق، ونور القدس يحتجب عن المهرولــين اليوم الذين عادوا للتنسيق مع كيان الاحتلال وأطاحوا بمناخات الوحدة وتهاونوا بدماء الشهداء وساوموا على عذابات الأسرى، لكن النور باقٍ والصبح قريب وفي يوم الحساب دفتر وحبر وذاكرة وتاريخ ومن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومَن يعمل مثقال ذرة شراً يره – أليس الصبحُ بقريب؟
} 18-11-2020
صباح القدس من الشام مشاركة في التعزية بمعلم دبلوماسيّة الشجعان
في مساء تشرينيّ دمشقيّ مفعم بمعاني تشرين عند السوريين بدأت تتشكل فيه ملامح الخريف على أوراق الشجر ورطوبة الرصيف وبعض من ماء شتاء يوم مضى على الطرقات ولسعات باردة لا تزال عند حدود الاحتمال جلست مع الجالسين في مراسم العزاء بمعلم دبلوماسيّة الشجعان وكانت الشام نهر حبّ متدفق يلقي التحية ويؤدي واجب الوداع بكلمات تحبس دمعاً يتفلت أحياناً من المآقي وأصدقاء لا يبارحون مقاعدهم رغم الزحام وعندما ينتبهون يخرجون قليلاً ليعودوا لأنهم لا يريدون تصديق ان مغادرتهم تعني التسليم بفراق لا لقاء بعده فقد رحل ابن الشام الذي حمل لواء عروبتها ليحمل الراية رفاق وأحبّة وأبناء وأصدقاء وجمع لا يعرف المشاركون فيه بعضهم بعضاً، لكنهم يعرفون موضوع اجتماعهم ويعرفون ما يكفي عن الراحل ليكونوا معاً في لقاء المساء الحزين بخلاف ما اعتادوا مع ليالي تشرين، وقد انهالت عليّ تحيات الحب والتعزية كشريك في الخسارة والفقدان. فالسوريون أهل وفاء وحبّ يقدّرون معنى الحب والوفاء وبين تلاوة لآية قرآنية وأخرى يقف بعض الجمع مغادراً لأن لا مكان يتسع لهذا الكمّ من الحب المتدفق جداول في الشوارع المحيطة والمقرئ يتوسّل من المحبين المغادرة إفساحاً في المجال لمنتظرين يريدون دخول الجمع المقدس في لقاء وداع بين الأحبة كأن السوريين والدمشقيون منهم حاضرون بقوة والضباط والجنود بمهابة حضور لباسهم العسكري يتلقون عند المرور تمييزاً في التحايا بانحناءة الرأس أمام التضحيات وكلما حاولت القيام يعاجلني من الحضور والأهل مَن يدعو للبقاء أكثر ومضى الوقت كأننا في جلسة استماع لواحدة من إطلالات الراحل وابتساماته تظلل المكان وطرائف تعليقاته الساخرة تؤدي الموقف بسحر البيان – زيارة دمشق بعد غياب فرضته ظروف كورونا هو الأطول منذ أربعين سنة كان اللقاء دافئاً رغم برودة الطقس والحرارة في اللقاء تزداد بقوة موضوع اللقاء ودمع الفراق – دمشق قلب العروبة ستبقى عرين الأسود والبوصلة التي لا تحيد عن فلسطين.
} 17-11-2020
صباح القدس للموت يُكرمُ الحياة والقدس نورٌ يستحقّه الثابتون الذين يكتبون بموتهم سيرة حياتهم في دموع الوداع ومن هؤلاء كان الراحل الكبير الوزير وليد المعلم وحق القول أنه لولا كورونا لكان تشييع وليد المعلم ثاني أكبر جنازة لرجل في الشرق بعد جنازة الرئيس الراحل حافظ الأسد فقد ترك في كل عين دمعة وفي كل بيت حسرة ولا زالت ضحكاته الغاضبة تردّد صداها في الليالي السورية بين أزقة الحارات الدمشقية وأمواج الشاطئ في طرطوس واللاذقية وستسجل معادلته «اسمع سيد كيري» في معادلات القانون الدولي لمفهوم السيادة الوطنية وفقاً لمدرسة دبلوماسيّة الشجعان وستتعلّمها الشعوب وتتناقلها الكتب في الإجابة عن سؤال كيف تقف دولة صغيرة تدافع عن استقلالها أمام دولة عظمى مدجّجة بالمال والإعلام والسلاح والإرهاب وستذكر الأجيال السورية كيف أن جيشاً من الدبلوماسيين عصم الوطن من القسمة والطرح بتماسكه علامة على الوحدة الوطنية بقيادة سيف دمشقي أصيل اسمه وليد المعلم – رحم الله معلم دبلوماسيّة الشجعان.
} 16-11-2020
صباح القدس للمعلم الذي كتب أبجدية الدبلوماسيّة المقاتلة وليد الوطنية الصافية والقوميّة النظيفة
بلا عقد النقص الموروثة عند السفراء ووزراء الخارجية العرب تجاه الغرب وصيحات موضة الاستتباع في سوق الاسترقاق الدبلوماسي والسياسي فبقي معلماً يلقي دروسه للنفوس الأبية وذهب الكثيرون تلاميذ صاغرين في مدرسة النخاسة السياسية والدبلوماسية.
صباح القدس لمن عرفناه أخاً وصديقاً ورفيق صمود وخسرناه وبكيناه كأخ وصديق ورفيق درب.
صباح القدس لابن الشام العريق وقد أخذ منها صلابة قاسيون ونقاء الياسمين والدبلوماسي العتيق الذي طوع الكلمة سيفاً دمشقياً تزينه ابتسامة الثقة بانتصار سورية كالخارج من مبارزة يلوح بسيفه بعد كل انتصار.
كانت مناظراته ومحاضراته وإطلالاته بعضاً من حرب نفسيّة يتحلق حولها السوريون في لياليهم الصعبة يستمدّون من صلابته الثقة ومن نقائه صدق القول فينهضون ليوم آخر من أيام الصمود يتبادلون طرفاً ألقاها او حججاً صاغها او مواقف أطلقها ويصير خرز صمود موائدهم لحين إطلالة ثانية.
قدّم في الدبلوماسية السورية التي قادها في أشد الظروف قساوة وفي أشرس الحروب ضراوة مثالاً لصمود سورية ودولتها ورسم خارطة طريق انتصارها فجيش الياقات البيضاء الذي يمثل النسخة المصغرة الأصعب عن نسيج المجتمع السوري بقيادة المعلم الدمشقيّ كان المرآة التي لا تتكسّر ولا تتقعر لتعكس بنقاء المعلم وضوح الصورة، أن ليس في سورية انقسام أهلي ولا طائفي ولا مذهبي، وأن المشروع الذي يحمل المليارات في يد والإرهاب في يد، لن يفتّ في وحدة سورية، وقد توهموا أنه نقطة الضعف التي تقسم ظهر سورية فكان الصخرة الصلبة التي تحمي وحدتها ومعه أسود الدبلوماسية السورية الذين بقوا مثله سيوفاً للحق والوطن يحمون ظهر رئيسهم ويظهرون بالنبل والثبات صورة وطنهم.
رفض المعلم كل نصائح الأطباء بالتقاعد وبقي يقاتل حتى لحظة الرحيل بعدما اطمئن إلى أن سورية بخير وأن بينها وبين انتصارها الناجز مقدار نبض قلب منحه لسورية وشعبها وجيشها وقائدها.
رحم الله الأخ والصديق ورفيق الدرب الوزير المثقف والدبلوماسي المقاتل وليد المعلم ولسورية وشعبها وجيشها وجيش دبلوماسييها وفي المقدمة قائدها ورئيسها الدكتور بشار الأسد خالص العزاء والحب والمشاركة بالدمع الصادق في الوداع، واليقين الثابت بنصر مقبل.
} 14-11-2020
صباح القدس للمقاومين الذين صنعوا النصر في التحرير الثاني وقد صار وثائقياً ينبض بحقائق العقول المخطّطة والأرواح المضحّية والقلوب العامرة والتكتيكات والاستراتيجيات التي تتفوّق على الجيوش الأشد تفوقاً في العالم ويكفي أن نعلم ان المقاومين في هذه المعارك قد قلصوا المدة التي تبلغها أكثر الجيوش تقدماً بين نهاية القصف التمهيدي وبدء تقدم المشاة في الهجوم من ساعة او نصف ساعة او عشر دقائق في الحد الأدنى الذي بلغته وحدات تعد بالعشرات من الافراد فقط من نخبة النخبة في المارينز الى ناقص عشرة أي أن المشاة في قوات نخبة المقاومة وهم بالمئات بدأوا هجومهم قبل نهاية القصف التمهيديّ بعشر دقائق فتقدموا تحت نيران مدفعيتهم في مناطق القتال بتقنيات تناغمية عالية الدقة بين رماة المدفعية والصواريخ ووحدات الهجوم ويكفي أن نحضر الوثائقي لنشعر بنبض الأرواح التي غادرت والدماء التي نزفت فيتحقق عبر الوثائقي بعد جديد من الحرب النفسية لصدقية إعلام حربي توثيقي لم يسبق له مثيل في الحروب حيث الشهداء القادة يشرحون لنا معاركهم ثم نراهم يُسستشهَدون فنعلم أي مقاومة هذه التي نسند ظهرنا على قوتها وتفوّقها ومقدراتها وأخلاقياتها ولأنها كذلك من المهم ان نعلم ان المناورات التي قرّرها جيش الاحتلال ونفذها قبل أيام وتحدّث عنها سيد المقاومة كان عنوانها محاكاة معارك هجومية للمقاومة في الجليل والجولان وفي المبررات أن معارك القلمون التي تناولها التحرير الثاني تحاكي جغرافياً الجولان والجليل وتشكل مناورة حيّة للمقاومة لهذا الهجوم والتتمة أن فشل المناورة جاء بفعل تأثيرات حضور الجنود والضباط لوثائقي التحرير الثاني الذي وصفه خبراء الحرب النفسية في جيش الاحتلال بالحرب الكاملة المدمّرة.
} 13-11-2020
صباح القدس صباح للحق والمتغيّرات التي أنتجتها جولات المواجهة والمقاومة والصمود وتراكم الوقائع على البارد والساخن وما يتمّ ربحه على البارد هو ناتج جولات ساخنة بردت نتائجها ولهذا يُقال الأقوياء عندما ينتقمون يفضلون وجباتهم باردة، وهذا هو الحال في المنطقة من مؤتمر النازحين في سورية كمدخل لفرض مسارات جديدة تستثمر على نتائج الارتباك الأميركي وتقرأ قلق حلفاء واشنطن من التغيير وتقدّم منصات وسيطة للتموضع وهذا ما تقوم به روسيا في القوقاز من بوابة دخول قواتها لضمان وقف النار في ناغورني قره باغ وحيث الحكومتان من حلفاء واشنطن وفي البعدين السوري والقوقازي رسم قواعد جديدة للدورين التركي والإسرائيلي والنقلة القادمة تستهدف البعد الكردي الذي حانت لحظة وضعه أمام الخيارات الحاسمة وللباحث عن أصل التغيير في الموازين وما أسس للنهوض بالدور الروسي سيجد صمود سورية وثبات إيران وتعاظم قوة المقاومة ومفاجآتها بمراكمة القوة عندما كانت الخطط والحروب تريد لها مراكمة الضعف وتدخلها حروب الاستنزاف – تشكيل جديد للجغرافيا العسكرية والسياسية في المدى الممتدّ من القوقاز الى المتوسط في العام 2021 ثمرة لعشر سنوات من القتال والصمود والتضحيات بينما الأميركي منشغل بالبيت الداخلي بنتيجة فشله الأصلي وميدانه حروب المنطقة التي لو ربحها لتغيرت كل تفاصيل نزاعاته وإرهاصات انتخاباته.