ماس يلوّح بعقوبات أوروبيّة ضدّ تركيا الشهر المقبل وبوريل يؤكد أن أفعالها تُبعدها عن الاتحاد الأوروبيّ
لم يستبعد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، أن يقوم قادة دول الاتحاد الأوروبي في قمة كانون الأول، بمناقشة فرض عقوبات ضد أنقرة بسبب تصرّفاتها في شرق البحر الأبيض المتوسط.
وقال ماس، قبل اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي عبر الفيديو، «في كل مرة، للأسف، هناك استفزازات جديدة على أيدي تركيا»، معتبراً أنه إذا «لم تظهر إشارات إيجابية من تركيا بحلول شهر كانون الأول، وإذا جرت استفزازات أخرى مثل زيارة أردوغان إلى شمال قبرص، فستكون هناك مناقشات صعبة للغاية في قمة قادة الاتحاد الأوروبي الشهر المقبل».
من جهته، أكد منسّق الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، أن «أفعال تركيا في منطقة شرق المتوسط تبعدها عن الانضمام للاتحاد الأوروبي»، وذلك على خلفية إعلان أنقرة استمرار التنقيب في تلك المنطقة.
وقال بوريل، في مؤتمر صحافي، بعد انعقاد اجتماع على مستوى وزراء خارجية الدول الأعضاء عن بُعْد، أمس: «نجدّد دعمنا لقبرص واليونان… وعلى تركيا أن تفهم أن أفعالها تبعدها عن الاتحاد الأوروبي».
وأضاف: «نتمنى أن نرى تغيّراً في أفعال تركيا»، مؤكداً: «المجلس سيحدد اتجاهه خلال الأشهر المقبلة والوقت يمضي».
في سياق متصل، أعرب رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، أول أمس الأربعاء، عن التزامه بـ»إجراء حوار مخلص وحسن نية مع تركيا في سياق المعاملة بالمثل»، لكنه وجّه تحذيراً شديداً إلى أنقرة.
وتحدث رئيس الوزراء اليوناني في الدورة السنوية 66 للجمعية البرلمانية لحلف الناتو، التي تعقد عبر الإنترنت في الفترة من 18 إلى 23 تشرين الثاني، حسبما نقلت وكالة الأنباء اليونانية «إيه إن إيه – إم بي إيه».
وأوضح ميتسوتاكيس أنه «كان ينتظر بعض الوقت لكي تظهر تركيا روح المعاملة بالمثل»، محذراً من أنه «إذا ظلت دعواتنا للحوار من دون إجابة، فسيكون من المحتم على الاتحاد الأوروبي اتخاذ خطوات لحماية مصالحه الاستراتيجية ومصالح دوله».
وأشار إلى أن «اليونان كانت في مواجهة تحديات أمنية محددة وإجراءات أحادية الجانب من جانب تركيا، والتي قوضت وحدة الناتو طوال عام 2020، بما في ذلك مواجهة في البحر الأبيض المتوسط لمدة 35 يوماً».
ووصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى مدينة فاروشا في شمال جزيرة قبرص، وتأتي هذه الزيارة تلبية لدعوة نظيره في شمال قبرص أرسين تتار.
يُذكر أن قبرص رأت أنّ زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى منتجع فاروشا في مدينة فاماغوستا «استفزاز غير مسبوق». ودانت زيارته إلى منتجع ساحلي متنازع عليه في الجزيرة، في ذكرى تأسيس جمهورية شمال قبرص التركية التي لا تعترف بها سوى أنقرة.
وفي السياق، أضاف ماس القول، إن «محاولات حل النزاع بين تركيا واليونان مع قبرص، لم تسفر حتى الآن عن النتائج التي تأمل بها أوروبا».
ورداً على سؤال حول إمكانية فرض عقوبات على أنقرة، أكد الوزير أن «الاتحاد الأوروبي أثار هذه القضية في وقت سابق».
وفيما، لم يذكر ماس دولاً محددة، لكنه ألمح إلى أن «قبرص واليونان أثارتا هذه القضية هذا العام في إطار المناقشات الأوروبية».
ومن جانب آخر، أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في وقت سابق، أنّه «ناقش مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس، الأفعال العدوانية للغاية التي تقوم بها تركيا وضرورة إقناع رئيسها رجب طيّب أردوغان بتغيير سلوكه».