دمشق: زيارة بومبيو للجولان المحتلّ انتهاك سافر للسيادة
لافروف يرى التسوية السورية ماضية قدماً رغم الوباء.. الأمم المتحدة تقول إن المسلحين في إدلب ينفّذون إعدامات قد ترقى إلى جرائم حرب
ندّدت وزارة الخارجية السورية، بالزيارة غير المسبوقة التي أجراها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، إلى هضبة الجولان المحتلة، واصفةً إياها بالـ»استفزازية».
وأكد مصدر مسؤول في الخارجية السورية، أن بلاده «تدين بأشد العبارات» زيارة بومبيو إلى «المستوطنات الصهيونية في الجولان السوري المحتل».
ووصف المصدر الزيارة بأنّها «خطوة استفزازية قبيل انتهاء ولاية إدارة ترامب وانتهاك سافر لسيادة سورية»، داعياً «الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لإدانة هذه الزيارة التي تنتهك قرار مجلس الأمن رقم 497 والإجماع الدولي الذي رفض قرار «إسرائيل» بضم الجولان المحتل».
بومبيو الذي يزور فلسطين المحتلة في جولة بدأها الأربعاء الماضي قال إنه سيصنّف حركة مقاطعة «إسرائيل» بـ»المعادية للسامية»، وأعلن أنه سيزور مرتفعات الجولان المحتل.
وفي مؤتمر صحافي مشترك عقده في مدينة القدس المحتلة مع رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، قال بومبيو: «اليوم سأحظى بفرصة لزيارة مرتفعات الجولان»، واصفاً حركة مقاطعة «إسرائيل» بـ»السرطان والمعادية للسامية».
واتخذت إدارة ترامب العام الماضي قراراً مثيراً يقضي بالاعتراف بالسيادة الصهيونيّة على الجولان السوري الذي احتلته «إسرائيل» في عام 1967.
وزار بومبيو أول أمس مستوطنة بساغوت المحاذية لمدينة رام الله وسط الضفة الغربية، ومستوطنة أخرى في مرتفعات الجولان السوري المحتل، وفق ما ذكرت وسائل الإعلام الصهيونية.
وفي سياق متصل، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف استمرار التسوية في سورية، رغم وباء فيروس كورونا.
وأضاف لافروف، في كلمته خلال لقاء مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لسورية غير بيدرسن: «نرى أنه على الرغم من الصعوبات الموضوعية، وخاصة وباء فيروس كورونا، فإن عملية التسوية السورية ماضية قدماً. نحن كذلك نرى وجود ضرورة إضافية لتكثيف الجهود للتوصل إلى تسوية سياسية، ونرى الخطوات التي تتخذونها لاستئناف أعمال اللجنة الدستورية بسرعة. ونأمل أن يتم تنفيذ الخطط التي اتفقنا عليها مع الأطراف السورية بما فيها دمشق».
وأضاف أن الوضع استقرّ في جزء كبير من الأراضي السورية، لكن بؤر الإرهاب لا تزال قائمة في بعض المناطق ولا تزال المعركة ضدّها مستمرة.
وقال: «يتركز الاهتمام الآن بشكل تدريجي على إعادة الحياة السلمية في البلاد، وتقديم المساعدات الإنسانية، وتهيئة الظروف لعودة اللاجئين التي كرس من أجلها المؤتمر الدولي في دمشق» مؤخراً.
إلى ذلك، أعربت مفوضيّة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان عن قلقها إزاء التقارير عن انتهاكات جسيمة مرتكبة في المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعات المسلحة في محافظة إدلب شمال غربي سورية.
وأشارت المتحدثة الرسمية باسم المفوضية رافينا شامداساني، أثناء موجز صحافي عقدته أمس، إلى ورود تقارير مقلقة بشأن حالات احتجاز مدنيين بينهم موظفون إنسانيون في المناطق الخاضعة لسيطرة «هيئة تحرير الشام» التي تشكل «جبهة النصرة» الإرهابيّة السابقة عمودها الفقري وغيرها من الجماعات المسلحة.
كما لفتت المتحدثة إلى تلقي المفوضيّة أنباء «مقلقة للغاية» بشأن إعدامات تنفذ بحق بعض الموقوفين بعد «محاكمات» تنظمها الجهات المسيطرة على المنطقة.
وذكرت شامداساني أن مسلحي «هيئة تحرير الشام» أكدوا احتجازهم الصحافيّة نور الشالو البالغة من العمر 28 عاماً التي اعتقلت في سبتمبر الماضي بتهمة اقتراف «جرائم أخلاقية وجنائية» عندما كانت تتعامل مع مسائل متعلقة باحتجاز أطفالها الثلاثة، محذرة من أن هذه المرأة قد تواجه عقوبة الإعدام.
وقالت المتحدثة إن المفوضية الأممية تملك أيضاً معلومات تفيد بأن «هيئة تحرير الشام» نفذت إعدامات بحق موقوفين عديدين بزعم انتمائهم إلى أطراف أخرى في النزاع، بما في ذلك الجيش السوري والوحدات الكردية، وكذلك بتهمة التكفير والزنا والسرقة والقتل.
وأشارت شامداساني إلى أن القانون الدولي الإنساني يحظر إصدار الأحكام وتنفيذ الإعدامات من دون حكم قضائي مسبق يوفر جميع الضمانات اللازمة، مشددة على أن الإعدامات المنفذة دون تلبية هذه الشروط قد ترقى إلى مستوى جرائم حرب.
واتهمت المتحدّثة المسلحين بمواصلة فرض قواعد وقوانين على المدنيين تنتهك بشكل جوهري طيفاً من حقوق الإنسان التي يحميها القانون الدولي، بما في ذلك الحق في الحياة والحرية والأمن الشخصي، بالإضافة حرية التنقل والتعبير والتجمع السلمي وتكوين الجمعيات.
ميدانياً، قتل 4 من مسلحي ميليشيا «قسد» المدعومة من قوات الاحتلال الأميركي وأصيب آخرون جراء هجمات متفرّقة على تحركاتهم ومواقعهم من قبل مجهولين بريفي الرقة ودير الزور.
وقالت مصادر محليّة إن مسلحين اثنين من ميليشيا «قسد» قتلا بهجوم شنّه مجهولون استهدف سيارة عسكريّة قرب مفرق الكرين غرب مدينة الطبقة في ريف الرقة الغربي.
ولفتت المصادر إلى أن عبوة ناسفة كان زرعها مجهولون انفجرت بسيارة عسكرية تابعة لميليشيا «قسد» على طريق المنخر شرق الرقة ما أدّى إلى وقوع إصابات في صفوف مسلحي الميليشيا، كما أصيب عدد آخر باستهداف مجهولين بالأعيرة النارية لسيارة عسكريّة تابعة لميليشيا «قسد» على الطريق الواصل بين بلدتي الجرنية وتل عثمان غرب الرقة.
وفي دير الزور قالت مصادر محليّة إن قيادياً من ميليشيا «قسد» قتل برصاص مجهولين في بلدة ذيبان شرق المدينة، كما قتل مسلح آخر من الميليشيا برصاص مجهولين في بلدة الحوايج في الريف الشرقي لدير الزور.
وشهدت المناطق التي ينتشر فيها مسلّحو ميليشيا «قسد» في الجزيرة السورية خلال الأشهر الأخيرة تصاعداً في الهجمات التي يشنّها مجهولون ضد هذه الميليشيا وأسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من مسلحيها.