اقتصاد

مؤتمر دولي عن العمليات المصرفية الإلكترونية بمشاركة لبنان: التوجّه نحو الاقتصاد الرقمي يساهم في تحسين المستوى المعيشي

نظّمت شركة ICT العالمية مؤتمراً حول التطورات في أنظمة ووسائل الدفع الإلكترونية والرقمية وأبرز الابتكارات في هذا المجال خصوصاً في ظل أزمة وباء كورونا. وشارك في المؤتمر أكثر من 300 مشارك يمثّلون عدداً من المصارف التجارية والشركات المالية ومراكز الأبحاث وممثلون عن بعض المصارف المركزية العالمية وشركات الدفع.

وتحدّث في المؤتمر مجموعة من الخبراء الماليين والاقتصاديين ومنهم ممثّل السلطة المصرفية الأوروبية (EBA) وممثلون عن البنك المركزي الألماني والبرتغالي والمصارف التجارية وبعض المؤسسات المالية في أوروبا وآسيا.

وفي اليوم الأول من المؤتمر كانت كلمة رئيسية لمدير العمليات ونظم الدفع في البنك المركزي الألماني ماتياس شمودي الذي تحدّث عن أهمية العمليات المالية الرقمية. وأشار إلى «أن البنك المركزي الأوروبي يدرس إطلاق عملة رقمية رسمية ولكن القرار النهائي يُتخذ في العام المقبل. ولفت إلى تغيّر سلوك المتسهلك نتيجة كورونا حيث لجأ الناس بشكل أكبر إلى التعاملات المالية الإلكترونية الآمنة، سواء عبر استعمال بطاقات الدفع أو المحافظ الإلكترونية والدفع عبر تطبيقات الهاتف النقّال، مشدّداً على أهمية دور السلطات الرقابية في تنظيم عمل الخدمات المالية والمصرفية الإلكترونية.

وكانت الكلمة الثانية لمسؤول السياسات المصرفية في البنك المركزي البرتغالي الذي تحدّث عن السياسات المتخذة في البرتغال لتشجيع استعمال وسائل الدفع الإلكترونية المتطوّرة والإجراءات المتخذة للتخفيف من آثار وتداعيات وباء كورونا الاقتصادية والمالية.

وكانت كلمة رئيسية للمدير التنفيذي في مصرف لبنان والأستاذ المحاضر في الجامعة الأميركية د. مكرم بو نصار، فأشار إلى تداعيات كورونا المستجدّ على الخدمات المالية والشمول المالي والحاجة لتعزيز الخدمات المالية الرقمية. وتحدّث عن أهمية الابتكار في التقنيات المالية الحديثة لأغراض تعزيز الشمول المالي والاتجاهات المتزايدة لبعض المصارف المركزية في العالم لإصدار عملات رقمية.

ورأى أن «التوجّه نحو الاقتصاد الرقمي يساهم في تحسّن المستوى المعيشي عموماً ولاسيما للفئات المهمشة والفقيرة»، مشدّداً على وجوب العمل قدر المستطاع لوصول خدمات الدفع الإلكترونية إلى مثل هذه الفئات.

وتحدث بو نصار عن التعميم الخاص بالعمليات المالية والمصرفية بالوسائل الإلكترونية الذي أصدره مصرف لبنان منذ فترة وأشار إلى «أهمية هذا التعميم وفوائده على زبائن القطاع المصرفي والاقتصاد عموماً، إذ سمح هذا التعميم لعملاء المصارف في لبنان وحاملي بطاقات الدفع مثل Visa Card وMaster Card  القيام بتحاويل مالية فورية Payment Instant  عبر استخدام أجهزة الخليوي والتطبيقات المناسبة وهذا ما لم يكن مسموحاً به سابقاً وتالياً بعد صدور هذا التعميم، أصبح بإمكان كل من لديه حساب مصرفي في لبنان أو بطاقة مصرفية إجراء تحويل فوري ضمن سقوف محدّدة إلى أي شخص آخر لديه حساب مصرفي في لبنان أو بطاقة مصرفية وبكلفة ضئيلة جداً حيث لا تتعدى سقف العمولة لهذه التحاويل الفورية نصف بالمئة (%5.0 ) من قيمة التحويل».

أضاف «ومن خلال هذا التعميم تمكّن زبائن المصارف من استعمال التطبيقات المناسبة لإجراء التحاويل الفورية في ما بينهم أو للدفع للتجّار وأصحاب المهن الحرّة»، معتبراً «أن هذا التعميم سيساهم بتخفيف استعمال الأوراق النقدية كوسيلة دفع إلكترونية آمنة وسريعة وتستوفي المعايير اللازمة».

وتناول بو نصار موضوع الإجراءات التي اتخذتها بعض المصارف المركزية العربية لتخفيف تداعيات وباء كورونا ومنها تخفيض الفوائد على القروض ودعم المؤسسات المتوسطة والصغيرة للاستمرار في العمل وخفض كلفة العمليات المالية الإلكترونية.

وشرح إجراءات مصرف لبنان لمساعدة الاقتصاد على الصمود في ظلّ الأزمات المتنوّعة التي يمرّ بها لبنان ولاسيما منها أزمة وباء كورونا وانفجار مرفأ بيروت.

وتُختتم أعمال المؤتمر اليوم ويتحدث عدّد من الخبراء الماليين والمصرفيين الدوليين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى