ثقافة وفنون
«شياطين الأرض»
} باسمة عطوي
لامستُ بعضاً من عيوبكم فوجدتني ملاكاً بلا ملامح، أغفو وأنام وأصحو بلا ذنوب. شياطين صريعة تحت عتباتكم تابت لذنوب أرواح غلفتها أطماعكم، وكنت أنا بينكم أحتار بأوصافكم، لازمني ظل كان قبلي بأجيال، اقتفيت أثره عليّ أمحو أثره، فتكاثرت علّي الأفكار من حيث لا أحتسب، تركتُ أمةَ ربي والتصقتُ بملامحي، أين لي من هروب وظلكم يفرّ معي أينما توجّهت كان كقبلة لا تغيب عن وجداني، ثمارُ غضبٍ تساقطت فوق مخيلتي حتى اعتقدت بأنني ثورةً من جليدٍ نامت على وسادتي وارتمت قبلي كي تعبر مسامي، وتختلط بدماء أحمرها أستيقظ قبل هروب انفاسي، أين أنا من آثامكم، على كثرتها لن تجدَ مَن يحتسبها ولا مَن يدركها، معصيةً تلو الأخرى ولا من يبالي، ناموا قريري أعماركم، فأنتم لنا قادة أعمتنا عن أحلامنا حتى بتنا نتصارع مع حقيقة باتت ظلاماً وطريق يأس لباقي أجيالنا.