بومبيو: نساعد في بناء عراق جديد
حتى تنصيب الرئيس الجديد بايدن.. واشنطن تمنح بغداد إعفاء جديداً من عقوباتها المفروضة على إيران
في محاولة جديدة لترتيب علاقة الرئيس الأميركي المنتخب جوزيف بايدن مع بغداد، تحدث السفير الأميركي السابق في العراق، دوغلاس سيليمان، عن سوء فهم حصل بخصوص تصريح بايدن بشأن تقسيم العراق إلى ثلاث دويلات، حينما كان نائباً للرئيس باراك أوباما.
وأكد السفير السابق، أن «الرئيس المنتخب يفهم في السياسة العراقية ولديه علاقات هناك، ويفهم الوضع الأمني العراقي، والحاجة الماسة للإصلاحات الاقتصادية وتوفير فرص العمل ومستقبل للكثيرين من الشباب في العراق».
في هذه الاثناء، أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن الشعب العراقي «أظهر رغبته في عدم التبعية لإيران»، ووجّه تهديداً جديداً إلى الفصائل العراقية المتحالفة مع طهران.
وقال بومبيو، في حوار مع قناة «العربية» السعودية الأحد إن هدف تواجد الولايات المتحدة العسكري في البلاد يهدف إلى دعم حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لـ»بناء عراق جديد»، مضيفاً أن واشنطن ستحدد لاحقا الإجراءات الواجب اتخاذها ضد ما وصفه بـ «ميليشيات إيران في العراق».
وذكر وزير الخارجية الأميركي أن الولايات المتحدة تسعى إلى إحلال السلام في المنطقة ولم تتوقف عن العمل في هذا الاتجاه، مع مراعاة «الخطر من قبل إيران التي تعتبرها الدول الإقليمية تهديداً مشتركاً».
وشدد بومبيو على أن نهج إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه إيران لا يزال ثابتاً ولم ولن يشهد أي تغيرات، حتى في الفترة الانتقالية، قائلاً إن الولايات المتحدة تلتزم بكافة التزاماتها أمام دول المنطقة وفي ما يتعلق بحماية المواطنين الأميركيين في الشرق الأوسط وأقامت تحالفاً إقليمياً ضد الجمهورية الإسلامية.
وأشار الوزير الأميركي إلى أن «الخطر الإيراني» هو ما دفع الإمارات والبحرين إلى تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، مبدياً قناعته بأن المزيد من الدول العربية ستتخذ خطوات مماثلة في المستقبل، بحسب تعبيره.
وقال: «الحقيقة هي أن دول الخليج و»إسرائيل» أدركت أنها تواجه خطراً مشتركاً من قبل إيران.. كل دولة تريد ظروفاً أفضل لمواطنيها ستبادر إلى الاعتراف بـ «إسرائيل»»، كما قال.
وفي سياق متصل، أكد مسؤول عراقي لوكالة «فرانس برس» أن واشنطن منحت العراق إعفاء جديداً من العقوبات التي تستهدف دولاً وكيانات تتعامل مع إيران.
وأشار المسؤول إلى أن مدة الإعفاء الجديد 45 يوماً فقط أي أنه ينتهي قبل أيام من تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب في البيت الأبيض في 20 يناير المقبل.
وتشكل واردات الغاز والكهرباء الإيرانية نحو ثلث استهلاك العراق الذي تراجعت بنيته التحتية منذ سنوات ولم تعد تتمتع بالقدرة أو الصيانة اللازمتين لضمان الاستقلال في مجال الطاقة لسكان البلاد البالغ عددهم 40 مليوناً نسمة.
ومنذ أن أعادت واشنطن فرض العقوبات على طهران في نهاية 2018، مددت باستمرار المهل الممنوحة لبغداد للعثور على مصادر استيراد أخرى.
وعندما تولّت حكومة مصطفى الكاظمي السلطة في مايو، منحت الولايات المتحدة التي تتنافس مع إيران على النفوذ في العراق، إعفاء لمدة أربعة أشهر.
لكن مدة التجديد لم تتكرّر، فقد كانت المهلة السابقة محددة بستين يوماً، وهذا التمديد جاء لـ45 يوماً فقط لأن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب «أرادت فرصة أخيرة لإبداء رأيها»، على حد قول المسؤول العراقي.
ويخشى كثيرون في العراق اليوم قيام الرئيس المنتهية ولايته بتحرّك كبير في اللحظة الأخيرة. والعديد من الخيارات مطروحة على الطاولة، منها ضرب إيران أو حلفائها في العراق أو إغلاق السفارة الأميركية في بغداد أو فرض مجموعة جديدة من العقوبات ضد قادة أو مؤسسات موالية لإيران في العراق.