العراق: المالكي يكشف لأول مرة «مؤامرة خطيرة» من أميركا والكيان الصهيونيّ والسعوديّة وتركيا
قال رئيس الوزراء العراقي الأسبق، نوري المالكي، إن «سيطرة داعش على العراق وحرمانه من الولاية الثالثة كانا جزءاً من المؤامرة المضادّة لحكومته من قبل واشنطن وتل أبيب والرياض وأنقرة، لمعاقبتنا على إنجاز تحقيق السيادة واستقلال القرار العراقي ورفضنا الإملاءات الأميركية المتعلقة بالملفات الإيرانية والروسية والسورية».
وقال المالكي، في مقال نشرته جريدة «الصباح» العراقية بعنوان: «سيادة الدولة العراقية ومسار الأزمة إلى الحل»، إن «نظرية نأي العراق بنفسه عن صراع المحاور، إنما هي نظرية سطحية لا ترتقي الى الفهم الاستراتيجي لدوافع الصراع، لأن مشكلة العراق مع المحور الأميركي ـــ الإسرائيلي ـــ السعودي هي مشكلة استراتيجية ترتبط بالمشروع الاستكباري الهجومي السلطوي الذي يستهدف سيادة العراق، أما مشكلة العراق مع إيران فهي مشكلة تكتيكيّة ترتبط بتمدّد رؤيتها الأمنيّة المبنية على حماية حدودها ونظامها وأمنها».
وأضاف أن قرار السيادة العراقية كان مرتهناً بالخارج غالباً وقد استمر هذا الوضع حتى عام 2006 وهي السنة التي تسلم فيها السلطة «حيث منعنا خضوع القرار السيادي العراقي للخارج، برغم كل الضغوطات الهائلة التي مورست ضد حكومتنا، ومنها رفضنا الطلبات الأميركية المتكررة والملحة منذ عام 2011، للدخول في مشروع إسقاط الدولة السورية، لأننا كنا نعلم الفشل الحتمي لهذا المشروع أولاً، وتبعاته الأمنية والسياسية الخطيرة على العراق ثانياً. وكذلك رفضنا التهديدات الأميركية من أجل قطع العلاقات مع إيران، وعدم شراء السلاح من روسيا».
وشدّد رئيس الوزراء العراقي الأسبق، على أن «العراق يشكل جزءاً أساسياً من ساحة صراعٍ دولي وإقليمي مشتعلة في الشرق الأوسط، وقوام هذا الصراع وجود الإرادات الإقليمية والدولية ومنها: المشروع الأميركي في الشرق الأوسط والمشروع الصهيوني، والأحلام التركية العثمانية في المنطقة – التي لا تكتفي باستباحة شمال العراق، إضافة إلى طموحات السعودية في تنصيب نفسها قائدة مطلقة للمنطقة، ورؤية إيران الأمنية المبنية على تحليلها بأن الولايات المتحدة الأميركية و»إسرائيل» والسعودية تعمل منذ عام 2003 على تحويل العراق إلى منطلق لمهاجمتها وإسقاط نظامها، ولذلك، تعتقد إيران بأنها تدافع عن نفسها في العراق».