الصين واليابان تتوصّلان إلى سلسلة من التوافقات حول التعاون
قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي أثناء زيارته أول أمس إلى طوكيو، إن «الصين واليابان توصلتا إلى توافق بشأن مجموعة كبيرة من القضايا، بما في ذلك مكافحة مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) وتعزيز الانتعاش الاقتصاديّ، ودعم بعضهما البعض في استضافة دورة الألعاب الأولمبية».
وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الياباني توشيميتسو موتيغي عقب اجتماعهما، قال وانغ إنه «نظراً لأن المرض لا يزال مستشرياً في كافة أنحاء العالم، يتشاطر المجتمع الإنساني السراء والضراء وترتبط مصالح وأمن جميع البلدان ارتباطًا وثيقاً».
وأضاف أن «الصين واليابان، بوصفهما دولتين هامتين في المنطقة والعالم، وشريكتين في تعاون ذي منفعة استراتيجية ومتبادلة، تتحمّلان مسؤولية تعزيز التضامن والتنسيق لمواجهة التحديات سوياً».
وقال وانغ إن «اجتماعه مع موتيغي كان أول اتصال مباشر بين وزيري الخارجية منذ تفشي المرض»، مضيفاً أنهما «أجريا مناقشات صريحة ومتعمّقة بشأن العلاقات الثنائية فضلاً عن القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وتوصلا إلى سلسلة كبيرة من التوافقات الهامة».
وأضاف وانغ أن «الجانبين اتفقا على أنه في ظل التوجيه الاستراتيجي للرئيسين واستناداً إلى الوثائق السياسية الأربع بين البلدين، يتعين على الصين واليابان تعزيز الثقة المتبادلة والانخراط في تفاعلات إيجابية، من أجل إقامة علاقات ثنائية تلبي متطلبات العصر الجديد».
وأضاف أن «الجانبين اتفقا على مواصلة مكافحة مرض فيروس كورونا الجديد على نحو مشترك، وتبادل المعلومات في الوقت المناسب، وإقامة تعاون طبي ودوائي، وحماية صحة الشعبين وتقديم إسهامات مشتركة في التعاون الإقليمي والدولي في مجال الصحة العامة».
كما قال وانغ إن «البلدين اتفقا على العمل معا للنهوض بالتعافي الاقتصادي، وعقد جولة جديدة من الحوار الاقتصادي رفيع المستوى في وقت مناسب من العام المقبل، ومواصلة تعزيز التعاون في المجالات الرئيسيّة كالابتكار العلمي والتقني والحفاظ على الطاقة وحماية البيئة والرعاية الطبية والرعاية الصحية والتجارة الإلكترونية وأسواق الطرف الثالث».
وأضاف أن «الجانبين اتفقا على بذل الجهود من أجل التطبيق المبكر لاتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة الإقليمية وتسريع المفاوضات حول منطقة التجارة الحرة بين الصين واليابان وكوريا الجنوبية والتعاون الإقليمي، ودعم وتعزيز النظام التجاريّ متعدّد الأطراف المرتكز على القواعد».
كما اتفق البلدان على «دعم بعضهما البعض في استضافة دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو ودورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين وإنجاح هذين الحدثين الرياضيين الرئيسيين».
وأضاف وانغ أنه «من ناحية أخرى، يعتزم الجانبان عقد اجتماع لآلية التشاور رفيعة المستوى حول التبادلات الشعبية في الوقت المناسب، واستئناف تبادلات الأفراد الثنائية بشكل كامل بعد انقضاء الجائحة، وزيادة التبادلات والتعاون على الصعيد الإقليمي، وتعزيز التفاهم المتبادل والصداقة بين الشعبين والنهوض ببيئة الرأي العام لصالح العلاقات الثنائية».
وذكر وانغ أن «الجانبين اتخذا قرارات عدة». أولًا، «سيتم إطلاق المسار السريع لتبادلات الأفراد اللازمة بين البلدين خلال هذا الشهر لزيادة تعزيز استئناف التعاون في العمل والإنتاج».
ثانياً، «سينشئ البلدان آلية تشاور بين الدوائر المعنية بشأن التعاون في مجال الأغذية والمنتجات الزراعية والمنتجات المائية، وتسريع التواصل والتنسيق في هذا القطاع».
ثالثاً، «سينشئ الجانبان آلية تشاور بشأن سياسات معالجة تغير المناخ، من أجل تعزيز تنسيق السياسات والتعاون العملي بشأن تغير المناخ وحماية البيئة».
رابعاً، «سيشرع البلدان في الاستعداد للاحتفال بالذكرى الخمسين لتطبيع العلاقات الدبلوماسية بين الصين واليابان في عام 2022، وسينظران في تأجيل عام تعزيز التبادل الثقافي والرياضي بين الصين واليابان إلى العام المقبل و2022».
خامساً، «سيعقد البلدان جولة جديدة من المشاورات رفيعة المستوى حول الشؤون البحرية الشهر المقبل، بهدف تعزيز التواصل والتبادلات بين وزارتي الشؤون الخارجية وهيئات إنفاذ القانون البحري في البلدين».
سادساً، «سيسعى البلدان بقوة لإطلاق الخط المباشر في إطار آلية الاتصال البحري والجوي بين وزارتي الدفاع في البلدين خلال هذا العام، من أجل تعزيز إدارة المخاطر والسيطرة عليها وتعزيز الثقة الأمنية المتبادلة».
وقال وانغ إن «الصين في ظل الظروف الجديدة مستعدة للعمل مع اليابان للاضطلاع بالمسؤوليات والنهوض بالتعاون من خلال رؤية أوسع نطاقاً وإجراءات أكثر فاعلية وفي عدد أكبر من المجالات، لتحقيق المزيد من الفوائد للشعبين وكذلك المجتمع الدولي».
جدير بالذكر أن وانغ وصل إلى طوكيو، للقيام بزيارة للبلاد.