تضارب تقريري وزارة الاقتصاد وبلدية الغبيري عن طحين المدينة الرياضية بين الفاسد والمطابق للمعايير الصحية
أعلنت وزارة الاقتصاد والتجارة، في بيان أنها «نشرت نسخة عن نتائج التحاليل التي أجراها معهد البحوث الصناعية – المختبر المركزي لبحوث الحبوب والدقيق والخبز، التي أُجريت لعيّنات من الطحين من الهبة العراقية المخزّنة في مستودعات المدينة الرياضية، وأُخذت من أماكن مختلفة حسب الأصول المعمول بها، وقد جاءت جميعها مطابقة للمعايير الصحية والغذائية خلافاً لكل ما يشاع وبالتالي إن كل تصريح خلافاً لهذه المستندات الرسمية، المستقلّة والموثوقة، هدفه خلق البلبلة ويأتي في إطار التحريض الشعبوي غير المبرّر».
وأكدت الوزارة مسؤوليتها وحرصها على السلامة الغذائية قانوناً وواقعاً، متمنيةً على وسائل الإعلام «تقصّي الحقائق من مصدرها وعدم الانجرار خلف الإفتراءات التي لا أساس لها من الصحة».
في المقابل أعلنت السفارة العراقية في بيروت، في بيان «أنها تودّ أن تبيّن أنها قامت بالتنسيق لإيصال مادة الطحين المقدّم كهبة إلى الشعب اللبناني الشقيق وتسليمها للجهات الرسمية اللبنانية من دون أن يكون للسفارة أي تدخّل في اعتماد أي آلية لتخزين أو توزيع هذه الهبة».
وكانت بلدية الغبيري وزّعت، تقريراً بعد الكشف على الطحين في المدينة الرياضية، وجاء فيه «بتاريخ 24/11/2020 قام فريق من قسم سلامة الغذاء في بلدية الغبيري بالكشف على الطحين المخزّن أسفل مدرّجات ومستودعات المدينة الرياضية. خلال الكشف تم التقاط بعض الصور وقد تبيّن ما يلي: الطابق السفلي (-1) الذي يقع في ملجأ المدرجات يحتوي على:
– كميات كبيرة من الطحين موزّعة بشكل عشوائي، مكدّسة فوق بعضها بعضاً بالقرب من مجاري المياه الآسنة التي تنبعث منها الروائح الكريهة والبعض الآخر بشكل مباشر فوق المصافي على قواعد خشبية صغيرة وقليلة الارتفاع.
– الملجأ غير مجهّز بشفّاطات لتغيير الهواء وليس هناك إضاءة وهناك رطوبة عالية مع روائح منبعثة من أرجاء المكان كافة والأرضيات تحتوي على مستنقعات من المياه الأسنة.
– هناك أثر كبير للقوارض والحشرات حيث يوجد كميات كبيرة من براز الجرادين والحشرات منتشرة بالقرب من أكياس الطحين.
– هناك أكياس متعفّنة ويوجد عليها علامات عفن وروائح عفن.
– أكياس الطحين متكدّسة بشكل مرتفع على مقربة من الأسقف وهي تلامس الأسقف التالفة من الرطبة والمتقشرة.
– أنابيب المصارف مفتوحة مباشرةً على مصافي وفتحات مصارف بشكل مباشر قرب الطحين المتكدّس.
الطابق الأول (1) والذي يقع مباشرةً تحت المدرّجات ويمتد على مساحة واسعة على مدار المدرّجات ويحتوي على:
– أطنان من الطحين جزء منها مغطى بالنايلون وجزء مكشوف للشمس والهواء الشتاء.
– بعض الأماكن المغطّاة بالنايلون تحتوي على برغش وذباب كثيف يتحرّك تحت النايلون وتنبعث منه روائح كريهة.
– يوجد أثر كبير للقوارض والحشرات منتشر بشكل واضح بين أكياس الطحين.
– هناك كميات كبيرة من الطحين المنتشر والموزع في أرجاء المكان من دون طبليات والبعض مرمي ومفتوح على الأرض.
– لا يوجد أسقف ولا جدران تحت المدرّجات، ما يجعل الطحين عرضة للقوارض والقطط حيث يوجد أثر لها.
– هناك أثر كبير لأعقاب السجائر في كلا المخزنين بالقرب من أكياس الطحين.
ولفتت البلدية إلى أنه «نتيجة لما جرى الكشف عنه، فإن هنالك آلاف الأطنان من الطحين المخزّن بطريقة لا تستوفي أي شرط من شروط التخزين السليمة الأمر الذي يعرّض الطحين للفساد. حيث أن الرطوبة العالية والحرارة، كذلك مياه الشتاء والمياه الراكدة وعدم التهوية، تسبّب بيئة غير سليمة للتخزين وتؤدي إلى تعفّن الطحين. مع الإشارة إلى أن هذا الطحين قد تعرّض أيضاً لدرجات حرارة متفاوتة بدأ من تاريخ التخزين في الوقت الذي كان الجو حاراً جداً إلى يومنا هذا، وهو الأمر الذي يؤدي إلى افساده أيضاً. بالإضافة الى أن الروائح المنبعثة من الأرضيات ومن أكياس الطحين هي مؤشّر إلى تفاعل الجراثيم المتنوّعة في المكان وبين أكياس الطحين. وبعض الروائح ناتجة عن قوارض (جرذان) ميتة بين الأكياس بسبب المعالجة الخاطئة».
أضافت «من الناحية الحسية، يمكن اعتبار أن جزءاً كبيرا من الطحين أصبح فاسداً وغير صالح للاستخدام. وللتأكيد يمكن أخذ عيّنات وفحصها جرثومياً وكيميائياً في مختبرات غذائية معتمدة لاتخاذ الإجراء المناسب».