تفاهم بايدن ماكرون
تشكّل فرنسا نقطة البداية الجديدة للسياسة الخارجية للرئيس الأميركي المنتخب، ويبدو لاختيار شخصية فرانكوفونية هي انتوني بلينكن لوزارة الخارجية صلة بالعلاقة الأميركية الفرنسية، ومن خلال فرنسا يراهن بايدن وإدارته اعادة تفعيل التحالف الأميركي مع اوروبا بعد عاصفة هوجاء قادها الرئيس دونالد ترامب ومن خلال فرنسا ورئيسها أمانويل ماكرون إعادة توحيد الناتو والتوجه نحو الأمم المتحدة كإطار للعمل الدبلوماسي الدولي. وباريس هي عنوان اتفاقية المناخ التي يجعلها بايدن عنواناً لسياسته الداخلية والخارجية، وباريس هي الشريك الذي تريده واشنطن لإعادة ترتيب التوازن مع روسيا والصين وهي الشريك الحتمي في تفعيل الاتفاق النووي.
في باريس تطلع للعلاقة مع واشنطن كسقف ومظلة للسياسة الغربية التي فقدت الكثير من رصيدها امام النهوض الصيني والروسي، وخسرت الكثير بالخروج الأميركي من التفاهم النووي مع ايران، وفقدت قيادتها لحل القضية الفلسطينية عبر خطة صفقة القرن، وفي باريس تطلع لاستثمار نتائج هذا الاتسنهاض لدور الغرب السياسي في حماية مصالح فرنسية مهدّدة سياسياً واقتصادياً، ويقع لبنان في مقدمة الاهتمامات الفرنسية ليس لما يختزن من عناوين ثبت استعصاء تقدّم المبادرة الفرنسية في مواجهة أزماته من دون إحاطة اميركية تنطلق من فهم مشترك للمعادلة الإقليمية يرغب الفرنسيون بلوغها مع جو بايدن وإدارته.
يتطلع الفرنسيون نحو لبنان كترجمة لتفاهم قادم مع بايدن ويتطلع بايدن نحو لبنان كرسالة علنية لتوجهاته المختلفة نحو المنطقة ويتطلع اللبنانيون نحو واشنطن وباريس أملاً بتذليل العقبات أمام ولادة حكومة جديدة كمؤشر على بدء مرحلة جديدة بعدما صاروا على يقين بأن الضوء الأحمر الأميركي هو ما يعطّل ولادة الحكومة.