بعد خروج علي حيدر عن النص والأصول مَن يقف خلفه… وما هي أسباب ثورته؟
} إبراهيم وزنه
تفاجأ الوسط الرياضي اللبناني بالكلام الذي قاله لاعب منتخب لبنان بكرة السلة علي حيدر عبر صفحته على «إنستغرام»، تصريح من العيار الناري للشاب البعلبكي المندفع الغيور، وفيه تناول رئيس الاتحاد اللبناني لكرة السلة، هذا ودفعته عصبيته الزائدة للإعلان ـ وبكلّ فخر ـ عن تمنّعه من اللعب ضمن صفوف منتخب لبنان لاحقاً فيما لو بقي رئيس اتحاد اللعبة أكرم الحلبي في موقعه، ليكمل خارجاً عن النص والأصول والمنطق متعرّضاً للإعلاميين بتهمة تغاضيهم عن طريقة إدارة الحلبي للاتحاد!
حيال ما سمعناه، وكي نقطع حبل الشك الذي صدر باليقين الذي حصل، تحرّينا عن الأسباب التي دفعت حيدر للتصريح في هذا الوقت غير المناسب تماماً، فبعد جملة اتصالات وجمع للمعلومات من مصادر حيادية موثوقة، ومن دون أي استصراح لحيدر أو للحلبي ولا حتى المقرّبين منهما، استنتجنا الآتي:
ـ في ضوء القحط المادي الذي يعاني منه غالبية اللاعبين نظراً لتوقّف النشاط السلّوي منذ سنة، مضافاً إليه الضغط النفسي الرابض فوق صدورهم، والمخاوف الصحية من هجمات كورونا المتلاحقة والفحوصات المفروضة في المطارات، يعني لا قبض ولا تمارين ولا لعب ولا راحة بال … تفجّر غضب «الحيدر» في وجه الاتحاد ورئيسه، والاتحاد بريء من كلّ ما ذكرناه آنفاً، وهنا لا بدّ من لفت النظر إلى أن الاتحاد عمل على إلغاء الموسم رضوخاً لرغبة غالبية مسؤولي الأندية توفيراً على صناديقها المتعبة والفارغة، مما أدّى إلى فسخ عقود لاعبيها، وحيدر انضم للرياضي مؤخراً.
ـ قام رئيس الاتحاد أكرم الحلبي بإعطاء كل لاعب شيك بقيمة 300 دولار من حسابه الخاص قبل مغادرتهم لبنان كمصروف جيب، وبما أنّ سعر الشيك الورقي أقل من قيمته الفعلية، ارتفعت نسبة الغضب من اللاعبين، وكلّ بحسب حاجته للمال. علماً أنّ هذه المعضلة هي مصرفية بحتة، ولا دخل للاتحاد في وقوعها أو حتى احتسابها!
ـ يوم السفر، ولأنه لا توجد رحلات مباشرة من بيروت إلى المنامة، اضطر اللاعبون للتواجد في المطار في تمام الساعة السادسة صباحاً! لتقلع الطائرة في تمام الثامنة، أما الوصول إلى العاصمة البحرينية المنامة فكان عند الساعة الحادية عشرة ليلاً، بعد محطة مرور على مطار دبي، حيث مكثت البعثة سبع ساعات قبل توجهها إلى البحرين، وهذه الرحلة الشاقة حصلت نتيجة غياب الدعم من شركة الميدل ايست التي تضع الأرزة على جناحها ولا تدعم منتخب الأرز! وهنا لا بدّ من الاشارة إلى أن «السفرة» المنهكة لقيت دعماً من بعض الغيارى الحريصين على إبراز صورة لبنان بأبهى حلّة في الاستحقاقات الخارجية.
التوقيت خاطئ يا علي
حيال هذا الوضع الخارج عن سيطرة رئيس البعثة غازي بستاني، وما نتج عنه من تعب وإرهاق، قام اللاعب علي حيدر بصب جام غضبه على الاتحاد ورئيسه، فأتحفنا بمقطع مصوّر نشره في خضّم الاستعداد لخوض مباراتين مصيريتين ضمن التصفيات الآسيوية. وأثنى بعض زملائه على وقفته الثورية لأنهم كانوا شركاء في المعاناة «المالية واللوجستية».
لكن، السؤال الذي يتبادر للأذهان، لماذا التصويب باتجاه مَن لم يرتكب الخطأ؟ فهل أكرم الحلبي، هو المسؤول عن عدم وجود دولارات في المصارف؟ وهل الحلبي وضع خطة مدروسة لإقلاق اللاعبين وإتعابهم قبل خوض المباراتين، وهو الذي يسعى ليتوّج نهاية ولايته بانتصارات، وهذا أمر منطقي… وأين المبادرات الفردية من المتموّلين، أكان من الدائرين في فلك الأندية، أو من اللاهثين للوصول إلى تسلم دفّة قيادة اللعبة، أولئك الساعين للتغيير من خلال زرع الفرقة والشقاق وتأليب النفوس!
ماذا بعد هدوء العاصفة؟
بعد هدوء عاصفة «حيدر» التي هبّت في البحرين، وعودة الأمور إلى طبيعتها على صعيد الاستعداد والسعي الجاد للفوز، هل ستعود المياه إلى مجاريها بعد العودة؟ وهل سيعفو الاتحاد عن خطأ ارتكبه اللاعب في لحظة غضب؟ وهذه من شيم الرئيس أكرم الحلبي الذي كتب على صفحته «المنتخب فوق كل اعتبار .. وكلن أولادي … كلن يعني كلن»، وعمد إلى نشر صور جميع اللاعبين، داعماً ومناشداً رصّ الصفوف وبذل الجهود، والأصول، تحتّم اعتذار حيدر بالطريقة نفسها. على أي حال، المطلوب تأجيل كافة أنواع التصريحات إلى ما بعد العودة، والأكيد السائد في الشارع السلّوي، أن حيدر قام بفعلته مدفوعاً من قبل بعض المتربّصين برئيس الاتحاد، العاملين ليل نهار لتشكيل لائحة بمواجهة لائحته التي بدأت بالتبلور عند الاستحقاق الانتخابي، وقد امتلأت صفحاتهم بعبارات الدعم لحيدر!
اعتزال الخطيب
اعتبر فادي الخطيب نجم كرة السلة اللبنانية ونادي الشانفيل أن منتخب لبنان قادر على تقديم نقلة نوعية على الرغم من عدم جاهزيته الكاملة بسبب التوقّف الذي استمر سنة كاملة. وقال: «أن الاستعدادات لمواجهة منتخبي الهند والعراق اليوم (الجمعة) والأحد كانت متواضعة، لكن الأمل معقود على رجال الأرز المتسلحين بالعزيمة والروح العالية».
واعتبر الخطيب أن تصريح حيدر «مردّه إلى وجع كبير نتيجة التوقف عن اللعب لأكثر من سنة، واللعبة حياته ومصدر رزقه».
وتمنّى أن تحدد الانتخابات الاتحادية المقبلة مصير السلة اللبنانية.
ومؤكّداً «سأعتزل في أولى مباريات كرة السلة اللبنانية مع نادي الشانفيل، وهذا قرار نهائيّ لا رجعة فيه».