لن أتركَ أثراً…
عندما سأكتبُ لكَ رسالتي الأُولى، سأحرصُ على ألّا أترك على الورق أيّة بصمةٍ لي
أنا فقط سأرسلُ لكَ لمساتِ أصابعي لكي تمرّ على لجينِ جبهتكَ
لن أتركَ أثراً…
عندما سنلتقي، لن أضعَ عطراً، خوفاً من أنْ يهجرني عطري إليكَ و… يفضحني
أنا فقط سأعيركَ رائحةَ أنفاسي التي تتطيّبُ بكَ
لن أتركَ أثراً…
فأنا لنْ أكلّمكَ، لأنّهم سيسترقونَ السّمعَ لأحاديثنا
أنا فقط سأكون صدىً لكلماتكَ
لن أتركَ أثراً…
عندما سأُسألُ عنكَ، سأنكركَ أمامَ الجّميعِ،
أمام الجّميعِ سأنكركَ بينما ستنزُّ مسامُ جسدي باسمكَ،
كما وعدتكَ… لن أتركَ أثراً
فالنّاسُ ستهتمّ ببصماتِ أصابعي التّافهةِ، ولنْ تعيرَ انتباهاً لِما ستُحالُ إليه هذهِ الخطوط المتعرّجة والمنحنية إنْ لامستْ جبهتكَ!
وجميعُ النّاسِ، جميعهم يا حبيبي يتشمّمونَ رائحةَ العطرِ النّسائيّ فقط إنْ فاحَ من رجلٍ!
ولا يفقهونَ شيئاً عن أنفاسِ العشّاقِ عندما تتمازج لتصبحَ رائحةً تفوقُ في طيبها أرقى خلطاتِ العطور
وكم قويّةٌ حاسّةُ السّمعِ عند العواذلِ!
لكنّهم لا يصغونَ لصدى الكلماتِ
ولأنّهم تعلّموا لغة الجّسدِ فقط
ونسوا أنّ الكلامَ الحقيقيّ هو ما تنطقُ به الرّوح
فصدّقني…
لم أعدْ بحاجةٍ إلى أنْ أنكركَ
عنكَ
سأحدّثُ الجّميعَ
سأحدّثُ الجّميعَ عنكَ يا حبيبي
ريم رباط