اغتيال الشهيد فخري زادة محطة في حرب استراتيجية طويلة
السيد سامي خضرا
وإنْ كُنا ما زلنا في الساعات الأولى لاغتيال الشهيد محسن فخري زادة والحَدَث ومهما كان مُحزناً ومؤلماً إلا أنه يدخل في سياق المعركة الإستراتيجية الكبرى بين قوى الاستكبار من أميركا وحلفائها في مواجهة حلف المقاومة والممانعة.
فهذا الحدث الكبير هو من ضمن صراع طويل الأمد ولا يُمكن حصره بحدثٍ أو اغتيال أو تفجير ولكنه معركة طويلة مستمرة تتقلَّب فيها وجوهٌ وأحوالٌ وإقدامٌ وإحجامٌ وصبرٌ ورصدٌ ومرابطةٌ ومواجهةٌ بدأت منذ عشرات السنين ولن تنتهي غداً إلا باقتلاع الكيان الإسرائيلي من المنطقة ويأس الاستكبار العالمي من تحويل الجمهورية الإسلامية عن أهدافها المُعْلَنة منذ أكثر من أربعين عاماً.
صحيحٌ أنّ الحَدَث جَلَل ويُشكِّل خسارةً معنوية يصعب وصفُها لكنَّ مَن كانت له أهداف كبيرة على مستوى التاريخ لا بُدّ له من معارك كبيرة توازيها ولا يُمكن له أن يتوقَّف أو يتحوَّل أو يُحْبَط أو ينهزم أمام أيَّة معركة ومهما كانت نتائجها.
وهذا يجري من ضمن سلسلة معارك طويلة ومستمرة والتي سِمَتُها العامة أن «تَقتُلون وتُقْتَلون».
إنَّ اغتيال هذا النابغة والخسارة الكبرى المُتَرتِّبة على ذلك لا تعني أنّ الجمهورية الإسلامية ليس عندها من العباقرة والعلماء الإستثنائيين القادرين على مواصلة المسيرة بكلّ جدارة واقتدار، إضافة إلى الأجيال التي تربَّت على يد هؤلاء والتي تأخذ أمكنتها الطبيعية في مسيرة التطوير والإبداع.
الحزنُ عميق والألمُ بالغ لكنَّ المسيرة الكبرى لا تتوقَّف عند هذا الحدث بل الذي جرى إنما يُعبِّر عن قوة حلف المقاومة في الساحات من أواسط آسيا إلى تخوم الخليج والقرن الأفريقي وإلى سواحل بلاد الشام.
وإنْ كان لنا نصرٌ اليوم على عدُوِّنا فلا يعني هذا أنه لن يُحَقِّق أهدافاً لصالحه أثناء المعركة الطويلة , وإنما العِبرة تكون في المشهد العام حيث لا يُمكن لمسيرتنا أن تستمر وتشمُخ وتنتصر إلا بِرَفْدِها بدماء وأعزَّاء لا يُقدَّرون بثمن.
المعركة مستمرة والعطاء بلا حدود وانتصارات الأمس لا يستطيع أحدٌ أن يجعل لها نظائر غداً.
اغتيال الشهيد فخري زادة محطة تُزوِّدُ القطار المقدَّس للوصول إلى هدفه النهائي.