«أوبك» تجتمع اليوم سعياً لإنعاش سوق نفطية منهارة
تجتمع منظمة الدول المصدّرة للنفط (أوبك) وشركاؤها اليوم وغداً الثلاثاء، سعياً لإنعاش سوق نفطية في تراجع على وقع تفشي وباء كوفيد – 19. وبعد عام من التدهور شهد تدني استهلاك النفط وهبوط الأسعار، قد يقرّر أعضاء الكارتل تمديد مستوى خفض الإنتاج المطبّق حالياً إلى ما بعد الأول من كانون الثاني المقبل.
ولزمت بلدان «أوبك» والدول المنتجة الأخرى الشريكة لها في إطار «أوبك بلاس» وفي طليعتها روسيا، هذه السنة خفضاً حاداً في إنتاجها النفطي، في محاولة للتكيف مع تراجع مستوى الطلب.
وينصّ الاتفاق الساري الذي أُقرّ في نيسان، على تخفيف خفض الإنتاج من 7.7 مليون برميل في اليوم حالياً، إلى 5.8 ملايين برميل في اليوم اعتباراً من كانون الثاني 2021، غير أن معظم المراقبين يتوقعون تمديد الخفض الحالي لثلاثة إلى ستة أشهر.
وعلى سبيل المثال، أبدت الإمارات العربية المتحدة في منتصف تشرين الثاني الحالي، تحفّظاً على الاستمرار في التطبيق الكامل للخفض الطوعي للإنتاج إلى ما بعد نهاية العام.
كما يتحتّم على الكارتل التعامل مع التباين في مدى التزام الدول الأعضاء بحصص الإنتاج المحدّدة لها.
وغالباً ما يوجّه زير الطاقة السعودي عبد العزيز بن سلمان الذي تُعتبر بلاده كبرى دول «أوبك»، انتقادات إلى الدول التي يتجاوز إنتاجها المستوى المحدّد لها، وفي طلعتها العراق ونيجيريا.
وإن كان الكارتل يراقب عن كثب أسعار النفط التي عادت إلى مستويات ما قبل الوباء، مع بلوغ أسعار النفطين المرجعيين في العالم برنت بحر الشمال وغرب تكساس الوسيط 45 إلى 50 دولاراً للبرميل، فهو يتابع كذلك بيانات الإنتاج من خارج رابطة دوله، ومستويات امتلاء طاقات التخزين في العالم.
ويُسجّل عرض الولايات المتحدة، المنتج الأول في العالم، تراجعاً منذ بلوغه مستوياته القياسية التاريخية في مطلع العام، ليصل حالياً إلى 11 مليون برميل في اليوم. كما أن انتخاب الديمقراطي جو بايدن الذي يحمل معه مشروعاً محدوداً إنما فعلياً لخفض إنتاج النفط الصخري في بلاده، يوحي بأن ذروة الإنتاج النفطي الأميركي باتت من الماضي.
ويتحتّم على «أوبك بلاس» أيضاً، مراقبة مستويات الإنتاج في صفوفها، ولا سيما أن ثلاثة من أعضائها غير ملزمين بحصص إنتاج. وبين هذه الدول ليبيا التي توقف إنتاجها بشكل شبه كامل في 2020 جرّاء النزاع الداخلي، غير أنه عاد بكثافة منذ تشرين الأول الماضي وبات يتخطى مليون برميل في اليوم بحسب المؤسسة الوطنية الليبية للنفط.
وفي حال اعتمدت الولايات المتحدة سياسة أكثر ليونة حيال إيران، الدولة المنتجة غير المعنية أيضاً بالحصص، فإن ذلك قد يعيد على المدى المتوسط مئات آلاف براميل النفط في اليوم إلى السوق التي ستجد صعوبة في استيعابها.