نائب روحانيّ يؤكد الردّ الحازم على اغتيال العالم فخري زادة والجيش الإيرانيّ يتخذ أول خطوات الرّد… وروسيا ترفض التسرّع
أكد إسحاق جهانغيري، نائب الرئيس الإيراني حسن روحاني، أن «طهران ستردّ بحزم وبصورة مدروسة على اغتيال العالم النووي محسن فخري زادة».
وقال في كلمته خلال اجتماع رؤساء حكومات الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون، أمس، إن «عملية اغتيال بطلنا الوطني في مكافحة الإرهاب الفريق الشهيد قاسم سليماني وعملية الاغتيال الأخيرة للشهيد الدكتور محسن فخري زادة أحد علماء ومدراء القطاع الدفاعيّ في البلاد، تعدان مثالاً بارزاً لإرهاب الدولة ضد إيران».
وأضاف: «نتوقع من المؤسسات الدولية والإقليمية والحكومات عدم التزام الصمت تجاه إرهاب الدولة… بطبيعة الحال، فإن إيران ستردّ بحزم وبصورة مدروسة في فرصة مناسبة على هذه الجريمة المعادية للإنسانيّة».
وقتل يوم الجمعة 27 تشرين الثاني رئيس مركز الأبحاث والتكنولوجيا في وزارة الدفاع الإيرانيّة، محسن فخري زادة، في عملية اغتيال وصفتها طهران بـ»الإرهابيّة».
بدوره، قال وزير الدفاع وإسناد القوات المسلحة الإيرانيّة العميد أمير حاتمي، إن «الشعب الإيراني لن يترك أي جريمة واغتيال وحماقة دون رد».
وأضاف حاتمي خلال مراسم تشييع العالم الإيراني البارز محسن فخري زادة «أننا سنتابع الجناة حتي النهاية وليعلم هؤلاء الجناة أنه ستتم محاسبتهم تنفيذاً لأمر سماحة قائد الثورة الإسلامية».
وتابع أن «الجهود العظيمة التي بذلها شهيدنا العزيز ستستمر بقوة، وبالأمس خلال اجتماع الحكومة الأول بشأن الموازنة اتخذنا الخطوة الأولى وضاعفنا ميزانية مؤسسة البحث والتطوير التابعة لوزارة الدفاع».
من جهته أعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي «الاستعداد التام لتنفيذ قرارات البرلمان رداً على اغتيال فخري زادة».
وأشار إلی قيام البرلمان الإيراني بدراسة موضوع خروج إيران من البروتوكول الإضافي رداً علی اغتيال العالم النووي، معتبراً أن «هذا الرد ناجم من سخط إيراني علی مستوی شعب بأكمله».
وتعزز اتفاقية «البروتوكول الإضافي» بشكل كبير من قدرة الوكالة الدولية للطاقة الذرية على مراقبة أداء الدول الأعضاء في ما يخص تفتيش المفاعلات النووية وحتى العسكرية.
ووفقًا للبروتوكول، يحق لمفتشي الوكالة إخطار بلد المقصد بزيارات تفتيش، قبل ساعتين من الزيارة، كما يلتزم هذا البلد – أيضًا – بتوفير ترتيبات السفر الرسمية للمفتشين – بما في ذلك إصدار التأشيرة وتجديدها – والوصول إلى الموقع الذي ينوي مفتشو الوكالة زيارته بالإضافة إلى مناطق فحص العينات، وتركيب معدات المراقبة للكشف عن الأنشطة المحتملة خارج الحدود.
كما دانت موسكو مقتل العالم الإيراني محسن فخري زادة، معربةً عن قلقها إزاء الطابع الاستفزازي لهذا «العمل الإرهابي».
وأصدرت وزارة الخارجية الروسية بياناً، قالت فيه إن «هذا العمل الإرهابي يهدف بوضوح إلى زعزعة استقرار الوضع، وتأجيج إمكانات الصراع في المنطقة».
وشدّدت على أن «كل من كان وراء القتل، وحاول استخدامه لمصالحه السياسية الخاصة، يجب أن يخضع للمساءلة».
وأشار البيان إلى أن الأولوية الثابتة لروسيا هي «الاستقرار والأمن في الشرق الأوسط والخليج». وقالت موسكو إن «جهودنا ومبادراتنا في الأمم المتحدة، وفي المحافل الدولية الأخرى، وفي العلاقات الثنائيّة مع دول المنطقة، تهدف إلى تحقيق هذه الأولوية»، داعيةً جميع الأطراف إلى «الامتناع عن اتخاذ خطوات يمكن أن تؤدي إلى تصعيد التوتر».
يأتي ذلك بعد إدانة عددٍ من الدول لعملية الاغتيال.
كما أعربت روسيا أول أمس عن قلقها من إمكانية الحد من أنشطة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في البلاد في ظل اغتيال العالم محسن فخري زاده في طهران.
وذكر مندوب روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا، ميخائيل أوليانوف، عبر حسابه في «تويتر»: «على خلفية اغتيال العالم الإيراني، دعا برلمانيو الجمهورية الإسلامية إلى وقف العمل بالبروتوكول الإضافي (الخاص بمعاهدة الحدّ من انتشار الأسلحة النووية) والحد من عمليات التفتيش التي تنفذها الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إيران. دوافع ذلك واضحة لكن العواطف لا تساعد دائماً في إيجاد حل صحيح. البروتوكول الإضافي يتجاوب مع مصالح جميع الأطراف بما فيها طهران».
وأكد مصدر مطلع لقناة «العالم» توفر أدلة تثبت تورط ما سمّاه «كيان الاحتلال الصهيوني» في عملية اغتيال العالم النووي محسن فخري.
وكشف المصدر أن «الأسلحة المستخدمة في عملية اغتيال الشهيد فخري زادة، صناعة إسرائيلية وتم التحكم بها عبر الأقمار الاصطناعية».