زمان أوّل حوّل يا نتنياهو
يكتبها الياس عشّي
تحوّلت هزيمة حزيران (1967) إلى ملهاة سوداء على حدّ تعبير أحد الظرفاء، ودخلت النكات السياسية بعدها إلى كلّ بيت، وكلّ مقهى. منها على سبيل المثال:
أحد صانعي المكانس في عمان، علّق إعلاناً خارج مصنعه جاء فيه: “منطقة عسكرية، ممنوع التصوير”. وعندما سئل لماذا فعل ذلك؟ أجاب:
ـ سمعت الملك حسين يحرّض الناس على قتال “إسرائيل” حتى بالمكانس !
هذا المشهد السوداوي الذي خيّم على العالم العربي بعد نكسة حزيران، أراح دولة الاغتصاب، وأعمى بصيرتها، وخدّرتها عقدة التفوّق، فيما كان مشهد آخر يتبلور لمرحلة أخرى، لمحور آخر هو محور المقاومة، لأسلوب جديد يعتمد المعرفة لأنّ “المجتمع معرفة، والمعرفة قوة” كما يقول سعاده.
لم يدر في خلد اليهود أنه سيأتي وقت “تقفل فيه مصانع المكانس”، وتصير فيه الأجساد قنابلَ، وأنّ القتال بالمكانس سيتحوّل إلى قتال بالصواريخ، وأنّ ثمّة علماء مبدعين في الشام… في بغداد… في طهران… قادرون على الدخول إلى أندية الدول الكبرى، فقرّرت دولة الاغتصاب إحياء أسلوب الاغتيالات، وكان الشهداء بالعشرات، وآخرهم “محسن فخري زاده”.
تُرى كم من العلماء تخرّج على أيدي هؤلاء العلماء الذين اغتالتهم “إسرائيل”؟ وهل هي قادرة على تصفيتهم جميعاً؟ ألم يسمع قادة الصهاينة بما قاله العالم الاجتماعي الأوّل ابن خلدون :
“ إن للأمم أعماراً، تولد وتنمو وتتطوّر، ثم تموت؟”
زمان أول حوّل يا نتنياهو.