هل صحيح ان لبنان ليس مهما لأميركا؟
المأخوذون بالإعجاب بالسياسات الأميركية يرغبون في استحقار بلدهم وتعظيم أميركا فتلازمهم جملة التسخيف لمكانة لبنان ويردون على مَن يقول إن السياسات الأميركية تستهدف لبنان بقولهم إن لبنان في آخر سلم الأولويات الأميركية، فهل هذا صحيح؟
يمكن التساؤل عن حجم الأهمية بالوقائع وليس بالتخمين، فنضع لبنان بمعايير الأحجام مع أي دولة أخرى في العالم، من حيث عدد السكان والمساحة والحجم الإجمالي للاقتصاد، ونقارن بالتوازي معايير الاهتمام التي تعكسها الوقائع.
كم مرة ذكر المسؤولون الأميركيّون في بيانات الرؤساء والوزراء وسائر مستويات القرار، وكم هو عدد الأشخاص اللبنانيين الذين أنزلت بهم عقوبات، وكم من مسؤول أميركي زار لبنان، وكم من موفد خاص كلفه الأميركيون بمهام تتعلق بلبنان، ولنقارن ذلك فقط في عهد الرئيس دونالد ترامب بدولة كاليابان مثلاً.
ما شهدته مفاوضات ترسيم الحدود البحريّة وحده يكفي لاختصار الموقع الذي يحتله لبنان في الحسابات الأميركية رغم أنف المتذاكين، ولماذا يهتم الأميركي بالتوسط مع لبنان حول مفاوضات الترسيم، إن لم يكن لبنان مهماً؟
الذي يريد المستنكرون إنكاره هو أن لبنان منذ صار بلداً للمقاومة يؤرق ليل الرؤساء الأميركيين كلما تعاظمت قوة هذه المقاومة وقدرتها على التسبب بإثارة القلق على مستقبل كيان الاحتلال وبعد ظهور حجم ثروات الغاز في الساحل اللبناني تجمّعت في لبنان أولويات الثنائية الأميركيّة، أمن «إسرائيل» ومصادر الطاقة.