عائشة*
} الشاعر مصطفى بدوي – المغرب
لمجاهل مأهولة بمناديل بلواي
هذا النحيب أوزّعه دمعة.. دمعة
وصلاة على ذكرها
كلما طار بي طائر الشوق
نحو شذى عائشه!
ما الذي فك أزرار حزني
بمزلاج قافية
جفّ في حلقها مطر الضوء
لما استفاق على شهقة في سماء الأمومة
تذرف آخر أعراسها في عيون النساء
ترتّل أجمل آياتها
لتعمدها فوق عرش البهاء..
خميس لفاجعة البحر في معجمي
صفحة سوف أكتبها بدموع اليتامى
خميس لنعش الشجا
وانحباس الصدى
في دروب الغناء
أسميك أمّي على مسمع اليتم والموت
لا امرأة كاللواتي أقمت لهن الوليمة
في غرفات القصائد..
مر غيابك يا عائشه
والنوى جارح
المساءات هاوية لخطى من نحيب
غيابك أقصى مدارج تيهي
وتيهي جواب على ألق ليس لي!
.. أيها الأفعوان الذي يخطف الورد والنبض
من صدرها المزدهي ببساتين من عسل
ونوارس خضراء:
كيف تسمّي البريق الذي قد سرقت
وطيّرته نحو باب السماء؟
كيف أطفأت بالمكر زر الندى
في دماء المها: عائشه؟!
* * *
مقلة رنقت للهجوع الأخير
وبحر سيسقط.. يسقط عما قليل
على ساحل العابرين إلى خيمة الله..
يابسة خطوتي
ودمي في سلى جمل يستعيد الطفولة
والذكريات التي جرفت سهو يأسي
لماذا على كاهل الموت ألقي بكأسي
لماذا يضيع الشذى فجأة
في المهب المرير؟
ونار الحشا
في الحشا: عائشه!
* * *
وتر رافل في خشوع الملائكة المتعبين
صلاة يعطرها نيزك الحزن معتمراً سيرة البحر
لا موج لي كي أبوح له
بنهايات حتفي على عتبات الجنازة
لا أرض تحتي لأكشف عن مستهل القيامة
منذ الخميس..
خميس لفاجعة العمر في ناظري
غابة لمهاوي النجوم
ومشنقة لرقاب القوافي
نشيج أخير..
وأنت هناك على صهوة الصمت
لا تسمعين عويل فتاك
يقولون لي: أيها المصطفى
يا سليل الهباء..
هي الروح تصعد للمنتهى هكذا، راجعه!
غير أني أشق عصا الحق مرتطماً بالخواء
وعائشة الواحة الأزلية رهن دمي دائماً
شريان الهواء
وسيّدة الكائن اللغوي التي أرضعتني
حليب البلاغة والخيلاء
لديني غداً كي أعود إلى دهشتي
في الخروج الطفولي
ذاك الذي كنته
وانتهى بالرحيل.. !
*قصيدة عائشة ترجمت إلى اليونانيّة!