لجنة مناقشة الدستور تواصل اجتماعات الجولة الرابعة في جنيف
مباحثات روسيّة سوريّة في موسكو لتعزيز التجارة والتعاون الاقتصاديّ، وفعاليّة إنسانيّة لمجلس أعمال الدولتين في مدينة دمشق
واصلت لجنة مناقشة الدستور اجتماعات الجولة الرابعة لليوم الرابع على التوالي في مقر الأمم المتحدة في جنيف بمشاركة الوفد الوطني والوفود الأخرى.
وكانت الجولة الرابعة لاجتماعات اللجنة بدأت في جنيف يوم الاثنين الماضي، حيث أكد الوفد الوطني في الاجتماعات ضرورة اعتماد موضوع عودة اللاجئين كمبدأ وطني جامع لما له من أهمية على مختلف الصعد وفي مقدمتها الصعيد الإنساني وأهمية توقف بعض الدول عن تسييس هذا الملف إضافة إلى التأكيد على مبدأين وطنيين أساسيين هما الملف الإنساني وموضوع رفع العقوبات غير القانونية المفروضة على الشعب السوري.
يُذكر أن الجولة الثالثة لاجتماعات اللجنة المصغرة عُقدت في مقر الأمم المتحدة في جنيف أواخر شهر آب الماضي وكانت ضمن جدول أعمال بعنوان «المبادئ الوطنية الأساسيّة» بينما عقدت الجولتان الأولى والثانية في جنيف خلال شهر تشرين الثاني من العام الماضي.
على صعيد آخر، عُقدت في موسكو مباحثات موسّعة بين ممثلين عن الحكومتين الروسية والسورية بشأن تعزيز التعاون الثنائي وتطوير التعاون الاقتصادي والمالي ورفع حجم التبادل التجاري بين البلدين.
وجرت المباحثات في مبنى رئاسة مجلس الوزراء الروسي وترأسها عن الجانب الروسي نائب رئيس الوزراء يوري بوريسوف، الذي يشغل أيضاً منصب رئيس اللجنة المشتركة السورية الروسية.
وعن الجانب السوري وزير شؤون رئاسة الجمهورية رئيس اللجنة السورية الروسية المشتركة منصور عزام.
وتناولت المباحثات سبل تعزيز التعاون الثنائي بين الجانبين ووضع الاتفاقات ومذكرات التفاهم الموقعة بين دمشق وموسكو في وقت سابق موضع التنفيذ العملي إضافة إلى التحضيرات لانعقاد اللجنة الثنائية المشتركة هذا الشهر والتي ستتوّج بتوقيع اتفاقية توسيع التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين المتوقع قبيل نهاية الشهر الجاري بدمشق.
وأكد الوزير عزام أن هذه الجولة من المباحثات والنتائج التي توصلت إليها سيكون لها أثر كبير في رفع حجم التبادل التجاري وتشجيع الاستثمار المتبادل بين الجانبين السوري والروسي.
وأجرى الوفد السوري على مدى يومين مباحثات فنية في كل من وزارتي التنمية الاقتصادية ووزارة المالية مع مسؤولين اقتصاديين وتجاريين وماليين رفيعي المستوى بهدف تطوير العمل المشترك في جميع المجالات.
وفي سياق متصل، شهدت العاصمة السورية دمشق الفعالية الإنسانية السابعة لمجلس الأعمال الروسي السوري «إلى مدينة دمشق – بكل الحب من روسيا».
وأجرى أمس، مجلس الأعمال الروسي السوري فعاليته الإنسانية الخيرية السابعة، حيث تنفذ بتوجيه من غرفة تجارة وصناعة روسيا الاتحادية ودعم من الوكالة الفيدرالية «روس سترودنيتشتفا»، وبالمشاركة مع التجمع الروسي لتنمية علاقات الصداقة والأعمال مع سورية وتحت رعاية رئاسة مجلس الوزراء السورية، بعنوان « إلى مدينة دمشق – بكل الحب من روسيا».
وتجري هذه الفعالية الخيرية في دمشق مراعاةً للظروف الصعبة التي عاشتها المحافظة ريفاً ومدينة جراء الحرب التي عصفت بسورية في السنين الماضية، حيث أحاطت بها المعارك الضارية من جميع الجهات، وطال هذه المدينة العاصمة شيء غير قليل من ويلات الحرب وتأثيراتها المختلفة، ومع ذلك كانت ملجأ لآلاف العائلات الهاربة من نيران المعارك في الريف والمناطق المجاورة لها، ما جعلها تتحمّل عبئاً كبيراً، وما تزال العائلات النازحة تعاني من الظروف الإنسانية والمعيشية الصعبة، لا سيما في ظروف الحصار والأزمة الاقتصادية التي نالت من الجميع، الأمر الذي استدعى التوجه إليها بالمساعدات الإنسانية والدعم المعنوي.
تهدف الفعالية إلى مساعدة ألف عائلة متضررة، من خلال تقديم ألف طرد من المواد الغذائية الأساسية، وبتخصيص طرد واحد يزن 55 كغ، لكل عائلة مستفيدة، ومن المتوقع أن يكفي العائلة لمدة ثلاثة أشهر كحد وسطي. وقد تمّ اختيار المستفيدين من قبل مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل في المحافظة.
وفي الجانب التنظيمي للفعالية فكان استمراراً للأسلوب المتبع ذاته في الفعاليات السابقة، حيث راعى فريق «بكل الحب من روسيا» تحديد مواعيد مسبقة للمستفيدين ضمن مجموعات لتحقيق التباعد الزماني الذي يؤدي إلى التباعد المكاني، إضافة إلى عمليات التعقيم وتوزيع الكمامات وتنسيق دخول الأشخاص بمسافات كافية، كل ذلك تطبيقاً لإجراءات السلامة العامة لمنع انتشار فيروس كورونا المستجدّ. وهناك عناصر من الفريق مهمتهم التسليم ومساعدة المستلمين في نقل الطرود إلى خارج الصالة بعربات خصصت لهذا الغرض.
وما يلفت الأنظار في هذه الفعالية هو الأسلوب الحضاري الراقي الذي حرص عليه فريق «بكل الحب من روسيا» منذ بداية الفعاليات، حيث يعمل الفريق التطوعي بكامل المحبة والرغبة في المساعدة، من خلال تلك الابتسامة التي لا تفارق وجوه أعضائه أثناء عملية التوزيع، ومن خلال الاندفاع لمساعدة المرضى والعاجزين والجرحى من المستفيدين بشتى الوسائل، ومن خلال لباقتهم في الكلام ودماثة أخلاقهم.
كما بادر الفريق بإهداء وردة لكل مستفيد عند دخول الصالة وإعطائه كيساً من السكاكر عند خروجه منها، كإشعار رمزي بالمحبة والمعاني الإنسانية السامية للفعالية الخيرية.
وجدير بالذكر أن الدكتور لؤي يوسف المدير العام لمجلس الأعمال الروسي السوري كان في صالة التوزيع ليشرف طوال الوقت على سير العمل وتوزيع المساعدات وهو يتابع كل التفاصيل بدقة لإنجاح الفعالية الكبيرة. وكان قد التقى الكثير من المستفيدين الذين عبروا له عن احترامهم وتقديرهم لروسيا ولوقفتها الإنسانية.
وقد حضر افتتاح الفعالية السيد المحافظ وأمين فرع دمشق لحزب البعث العربي الاشتراكي، وعدد من القيادات والمدراء وأعضاء مجلس الشعب عن المحافظة وشخصيات اجتماعية ودينية.
إن هذه الفعالية والفعاليات السابقة واللاحقة تحمل رسالة إنسانية عظيمة، إذ ترسخ القيم الأصيلة في التعاون والمحبة والسلام، كما تعمّق العلاقات التاريخية بين الشعبين الروسي والسوري، وتنشر ثقافة العمل الخيري ومساندة المنكوبين وبعث الأمل والفرح في النفوس.