قره باغ تعتبر نشر قاعدة عسكريّة روسية خطوة مناسبة وموسكو وباريس وواشنطن تطالب بسحب المرتزقة منها فوراً
صرّح مستشار رئيس جمهورية ناغورني قره باغ لشؤون السياسة الخارجية، ديفيد بابيان، بأن «إنشاء قاعدة عسكرية روسية في الجمهورية (غير المعترف بها) كان سيعمل على تعزيز الأمن والاستقرار على أراضيها على المدى الطويل».
وقال بابيان: «بصفتي خبيراً ومواطناً وسياسياً في هذا البلد، أعتقد أنه سيكون من الجيد جداً وجود قاعدة روسية هنا. فروسيا تمتلك إمكانات جيوسياسية قوية للغاية. لكن ماذا لو بدأت تركيا في دفع أذربيجان نحو العدوان؟ وماذا لو ترك المسلحون تبعية تركيا وقرروا فعل شيء هنا؟ في هذه الحالة، قد يحاولون عمداً توجيه ضربة إلى صورة روسيا، ناهيك عن وضعنا في موقف صعب للغاية من الناحية الأمنية».
في هذا الصدد، يرى بابيان أن «نشر قاعدة عسكرية روسية في قره باغ سيكون خطوة مناسبة»، مضيفاً أنه: «على أقل تقدير، هذا سيعزز الأمن والاستقرار بشكل كبير هنا وعلى المدى الطويل».
وأعلن الكرملين في وقت سابق، أن «الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره الأذربيجاني إلهام علييف، ورئيس وزراء أرمينيا، نيكول باشينيان، وقعوا إعلاناً مشتركاً حول وقف شامل لإطلاق النار في قره باغ».
وينص إعلان وقف إطلاق النار على توقف القوات الأرمنية والأذربيجانية عند مواقعها الحالية، وانتشار قوات حفظ السلام الروسية على امتداد خط التماس في قره باغ والممر الواصل بين أراضي أرمينيا وقره باغ.
كما يتضمن الاتفاق أيضاً رفع القيود عن حركة النقل والعبور وتبادل الأسرى بين طرفي النزاع، وعودة النازحين إلى قره باغ برعاية المفوض الأممي لشؤون اللاجئين.
فيما دعت روسيا وفرنسا والولايات المتحدة أمس، إلى سحب جميع المرتزقة فوراً من منطقة قره باغ المتنازع عليها بين أذربيجان وأرمينيا.
وجاءت هذه الدعوة في بيان مشترك صدر أمس، عن رؤساء وفود الدول الثلاث التي تترأس مجموعة مينسك الخاصة بتسوية نزاع قره باغ ضمن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
وفي البيان رحب وزيرا خارجية روسيا سيرغي لافروف وفرنسا جان إيف لودريان ونائب وزير الخارجية الأميركي ستيفن بيغان، بـ»اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين باكو ويريفان بوساطة موسكو»، داعين طرفي النزاع إلى «الالتزام الكامل بما يترتب عليهما من مسؤوليات وفقا للإعلان الثلاثي الصادر في التاسع من تشرين الثاني».
وأبرزوا أهمية الإجراءات التي تتخذها روسيا بالاتفاق مع أذربيجان وأرمينيا لضمان عدم تجدد القتال في منطقة النزاع و»دعوا إلى الانسحاب الكامل والسريع لجميع المرتزقة الأجانب من المنطقة وحثوا جميع الأطراف على تسريع مغادرتهم».
كما ذكّر البيان الثلاثي أرمينيا وأذربيجان بمسؤولياتهما بموجب القانون الإنساني الدولي، لاسيّما في ما يتعلق بتبادل الأسرى وجثث القتلى، مشدداً على «أهمية تهيئة الظروف الملائمة لعودة النازحين طوعاً إلى مناطقهم».
ودعوا الصليب الأحمر ومؤسسات الأمم المتحدة، إلى «اتخاذ خطوات فعلية في سبيل تحسين الظروف الإنسانية في قره باغ، وحثوا باكو ويريفان على الاستفادة من وقف الحرب للتفاوض على اتفاق سلام دائم تحت رعاية منظمة الأمن والتعاون في أوروبا».