صباحات
} 3-12-2020
صباح القدس لتظهير العزم والاستعداد للمواجهة وصولاً للتكشير عن الأنياب ينضج المواقف ويرسم السقوف ويُعيد ترتيب قواعد الاشتباك وقد حملت الساعات الماضية مواقف أميركيّة لا يمكن وضعها في خانة المصادفات، فالكلام الذي نقله توماس فريدمان عن الرئيس المنتخب جو بايدن في النيويورك تايمز جديد ومختلف عن لغته السابقة فهو يستبدل دمج العودة للتفاهم النووي بالتفاوض على قضايا خلافية التي جوبهت بالرفض الإيراني بالإعلان عن العودة أولاً للتفاهم ومن ضمن التفاهم السير بالتفاوض وفقاً لآليات التفاهم، وهو ما كان طالبه به الوزير محمد جواد ظريف رداً على كلامه الأول وها هي قناة سي أن أن تنقل كلاماً عسكرياً وسياسياً مضمونه دعوة لإيران لتحييد الأميركيين عن ردها المرتقب على اغتيال رمز ملفها النووي، وهذا سبب كلام الرئيس الإيراني حسن روحاني عن رفض دعوات رفع التخصيب ورفض التفتيش لأنها تفسد المسار الدبلوماسي الذي ما تحرك أصلاً لولا هذا التصعيد. وما كانت دعوة تحييد الأميركيين عن الردّ والدعوة لتحييد التزامات إيران النوويّة وفقاً للتفاهم عن الردّ أيضاً وتكرار التسريب والتقارير الأميركية عن مسؤولية «اسرائيل» عن الاغتيال وصولاً لما يعني قبولاً ضمنياً بعدم التورط في مواجهة إذا استهدف الرد الإيراني «اسرائيل» وتمّ تحييد الأميركيين، ولا كان كلام بايدن عن التموضع على خط الوضوح في قرار العودة للتفاهم ورفع العقوبات وكانت قواعد الاشتباك وقواعد التفاهم قد تم ترسيمها بقوة الحضور والعزم والثبات – نكرر ما قلناه – بايدن الجيد لا يظهر إلا بمقدار ما تظهر إيران القوية – صباحكم بنور القدس.
} 2-12-2020
صباح القدس لكم وسلام القدس عليكم وقضية صباحنا اليوم هي النمو اللامتوازن لمصادر القوة في قوى وحكومات محور المقاومة والحاجة لأخذ والدروس والعبر من تجارب الماضي وإهدار الفرص، فما نعيشه اليوم من نقاط ضعف هو ثمرة ضعف الاستثمار في أيام مضت كان الاستثمار فيها لا يكلف الا قراراً في مجالين هما الأشد حيوية اليوم في خطوط الاشتباك، الاقتصاد والإعلام. ففي التسعينيات من القرن الماضي والعقد الأول من القرن الحالي كان كل شيء متاحاً لتكون لدينا مؤسسات اقتصاديّة وإعلامية ذكيّة ومرنة ومتوسطة الأحجام قادرة على الصمود والمناورة في الأزمات فأصابنا غرور القوة وتوهمنا ان كل شيء سيكون تحت السيطرة فضاعت منا مثلاً فرص أن تكون المنظومة الإعلامية الوازنة في لبنان لحساب محور المقاومة، تشكل بيضة القبان في المعركة الإعلامية في الإقليم، وقد أنفق الكثير من النفوذ والمال على هوامش سريعة الانهيار عند التحولات وظهرنا مكشوفين وكل ما بين أيدينا إعلام ضعيف وغير وازن ومحدود التأثير وتقليدي الخطاب وعديم الجاذبية، وضاع علينا بالمثل تشبيك اقتصاديّ مؤسس على المصالح بين لبنان وسورية، وفي سورية تمّت الاستهانة بحجم التحول لحساب القطاع الريعي على حساب الإنتاج تحت ضغط قوى السوق وما سُمّي باقتصاد السوق، ولعله من اللافت أن لبنان الذي يشكل أهم قطاع مصرفي في المنطقة، كان ممكناً ان تكون فيه مصارف فاعلة تستثمر في الإنتاج وتتحسب لزمن الوقوع تحت القبضة الأميركية وتشكل شبكة أمان تحمي الكثير من حاجات الأيام الصعبة، غاب عن الأحزاب المساندة لخيار المقاومة والتي تلقت دعماً كبيراً لسنوات أي استثمار منتج فوقعت اما في الفساد او في الهدر الريعي لصرف رواتب المحازبين، والهدف من الكلام ليس تلاوة الندم رغم وجوبها، وكثيراً ما كنت أعد الاوراق واقدم المقترحات لكن الثقة البالغة والمبالغة بالذات كانت تحول دون السماع، منها خط سكك حديد عصري يربط بيروت ودمشق وصولاً لحدود العراق، ومنطقة مشتركة للمقالع في السلسلة الشرقية، ومنطقة صناعية حرة على الحدود الشمالية تتغذّى بالغاز السوري ومنطقة إعلامية حرة في القليعات قبل ان تولد المدينة الإعلامية في دبي وقمر صناعي مستقلّ لتخديمها، ما أقوله اليوم هو لأخذ العبرة بعدم الاستهانة بالفرص التي إن ضاعت لا تتكرر وان الصباح يليه ليل يحتاج الانتظار حتى يعود صباح جديد – عسى ألا نهدر فرصاً جديدة مع الصباح الجديد الآتي لا محالة – صباحكم من نور القدس زيته لا ينضب والصبح قريب.
} 1-12-2020
صباح القدس للمدققين بلغة العقل لا لغة النقل وهي حكاية قديمة مع المعرفة بين العقل والنقل قدّم مناقشات الفقهاء، لكنها اليوم بثوب مختلف حكاية المحللين والباحثين والمسوّقين للأفكار وصناعة الرأي العام والإشراقة تبقى للمدققين وفي هذه الأيام مقولات رائجة تحتاج لقراءتها بلغة العقل لا تداولها بلغة النقل، منها أن ايران إذا ردت ستمنح «اسرائيل» الفرصة لتعطيل العودة الاميركية الى التفاهم النووي، ومنها أن «اسرائيل» تريد استدراج المنطقة الى حرب تستبق تولي بايدن الرئاسة، فهل هذا صحيح، هل سيتجرأ بايدن على العودة الى التفاهم ودخول التفاوض مع إيران إذا اظهرت ضعفاً؟ وهل يعقل المتحدثون عن مصلحة اسرائيلية بالحرب مضمون حديثهم؟ فهل هناك شروط انزلاق للحرب أصلاً؟ إنها حرب اعلامية ونفسية لفرض توازن ردع إعلامي نفسي يقطع طريق الرد ليقطع طريق التسليم الأميركي بفشل رهانات ترامب ونتنياهو وبن سلمان والفشل يعني هنا العجز عن فرض الردع والمخاطرة بالذهاب الى الأسوأ، والنتيجتان تحتاجان رداً إيرانياً وليس النقل هنا للروايات المنتجة في مختبرات الحرب الإعلامية والنفسية الا ترويجاً لمفاعيل هذه الحرب، واهل العقل هم الذين يمحصون ويحققون في صدقية تسلسل الأفكار ومنطق ترابطها فيكتشفون أن أسوأ أحوال اميركا وحلفائها هو ما بلغته الأمور في عهد ترامب ونتيناهو وبن سلمان، حيث شهدت السنوات 2016-2020 انتصارات سورية المتدحرجة وظهور الصواريخ الدقيقة لدى المقاومة وتمكّن المقاومة الفلسطينية من امتلاك شروط الردع في جدار تل ابيب وما بعد تل أبيب وانضمام مكوّن عراقي هو الحشد الشعبي الى محور المقاومة وإمساك انصار الله بإمن الخليج والطاقة ودولياً سجلت سنوات 2016-2020 تدهور العلاقات الاميركية الاوروبية وتفكك الناتو وصعود روسيا ونهوض الصين.. والخلاصة ان مصلحة أميركا المعادية لإيران وروسيا والصين ان تسارع لخلع الترامبية والإقفال بداعي التصليحات والدخول في تفاهمات ربط نزاع مع الخارج للتفرّغ لترميم الداخل – تذكروا تقرير بايكر هاملتون فهو اول صناعة من نوعها بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري وليس مقترحات محور المقاومة وراقبوا العودة التدريجية لتوصياته في عهد بايدن، لكن بشرط تظهير مصادر القوة والتكشير عن الأنياب من محور المقاومة لا إظهار مسالمة الحملان ووداعة التلاميذ التي يتحدث عنها المتهالكون. فبايدن الجيد سيظهر عندما تظهر إيران القوية وبايدن السيئ سيشكل امتداداً لترامب مع ايران خائفة. وفي نخب أميركا الحاكمة المشاعر واحدة تجاه الحلفاء والأعداء والفوارق هي في السياسة وليس في العقيدة أي ليس في المنطلقات، بل في مواءمة الإمكانات مع المنطلقات – صباح القدس للعزائم.
} 30-11-2020
صباح القدس للشهداء فالعدو لا يعرف كيف أنهم وحدهم ينجحون بتغيير المعادلات وأنه من حيث لا يرغب ولا يدري يمنحنا تلك النعمة ببركة دمائهم، فسيرة مسيرة المقاومة والمؤمنين بالقدس وفلسطين تستند الى معادلة لا يفهمها العدو ولا يعرف انه يحفر بها قبره ويسرّع بها زواله. فالركود هو وحده الذي يقتل مسيرة المقاومة، وعنجهيّة الاحتلال ومن وراء الاحتلال تدفع بهم لتأكيد الهيمنة لأن تزعزع الصورة يسقط مهابة الشبكة التي تبنى عليها مصالحهم، وكلما شعروا بأنها تفقد بهاء ألوانها وتذبل بادروا للقتل. فالدماء تعيد إحياء صورة القوة، والمقاومون عقلاء وشجعان في آن، ويدركون أن المبادرة للقتال محكومة بضوابط وشروط ليست كلها مصادر القوة والمقدرات، بل حفظ الشعب من الأضرار، وترقب التوقيت، وتحديد الساحات والأولويات، وعدم الاستعجال فالخير آت، وسنة الله وسنة التاريخ تقولان بالنصر الأكيد، فليكن نصراً بأقل التضحيات. وفي هذا الركود من الصمت الرهيب يقدم العدو على عملية القتل الدموي المرعب فترتعش القلوب والأقدام والأيدي، وتحدث ثلاثة اشياء، أول الأشياء التحدي الذي يفرض الرد من موقع معادلة مكاسرة الإرادات، ورسم قواعد الاشتباك، فيستجلب للعدو مقتلة لا مفرّ منها، وثاني الأشياء مظلومية الشهادة المقتولة ظلماً وغدراً وتغلي الصدور بالدعوات للثأر للمظلوم، وتتصدّر شرعية ومشروعية الرد أحكام المعادلات الداخلية والخارجية ولومن دون اعتراف، وثالث الأشياء أن عقولاً وقلوباً وأيدي وألسنة ومقدّرات كانت مجمّدة عن الفعل تحركها الشهادة، فتتحرّر من جمودها وتصير في قلب المعركة، كل شهادة تنزف دماً هي بعض من دمنا ينزف وكل ألم يصيب قلباً مقاوماً هو ألم يحل على قلوبنا، لكن ما العمل الا توظيف هذا الغضب وهذا الألم وهذه المشاعر لتصير قوة دافعة لحركة ترسم معادلات جديدة وحقائق جديدة، أليس هذا هو قانون الصراع الذي يأخذ قضايانا نحو النصر، لذلك نحزن على فراق الشهداء والقادة منهم خصوصاً، لكننا نشكرهم لما يمنحونه للقضية بدمائهم، وكيف يحولون شهادتهم مصدر قوة وحدثاً يفرض تجاوز الحسابات لأن كثرة الحسابات في معرض الكرامة جبن مذموم وإهانة مضاعفة للشهداء، للذين لا يفهمون قانون الحركة الذي حكم المسيرة وسيحكم الغد القريب، هذه هي المعادلة، لم يكن الشهداء رقماً في حسابات خسائر حرب ولن يكونوا، لهم الصباح وهم الصباح.
} 28-11-2020
صباح القدس لماهر الأخرس وقد نطق عنا جميعاً
صرخة ماهر الأخرس في ظل التحالف المتوحش الأميركي الإسرائيلي الخليجي وهو في أقصى درجات العداء للقضية الفلسطينية وفي ظل التخاذل العربي في أعلى مستويات التآمر على فلسطين عبر التطبيع وفي ظل النفاق الداخلي الفلسطيني خصوصاً على مستوى سلطة كانت تتاجر بقضية الأخرس بما تستطيع لإثبات قدرتها وأهليتها للعودة الى التفاهمات مع كيان الاحتلال وفي ظل إحباط شعبي عربي وسيادة لغة بدنا نعيش القائمة على التنكر للقضايا الكبرى، هي أكبر من صرخة وأعلى من صوت، فهي معادلة فكرية استراتيجية رسمتها آهات وعذابات الجوع والعطش لمئة وثلاثة أيام لتقول للجميع إن القضية الفلسطينية تبقى حية ولا تموت فتحضر في كل الساحات والميادين رغم وباء كورونا وإن تحقيق التفوق الإعلامي من دون امتلاك اي وسيلة اعلام بوجه ما يملكه المطبّعون ممكن وقد أزاح الضوء والخبر الأول عنهم لتحتله فلسطين وإن تحقيق إنجاز تكتيكي بحجم تحريره من الأسر المفبرك ممكن وإن السلاح الذي استخدمه الأخرس لا يحتاج تنظيماً ولا أموالا ولا سلاحاً فكله مبني على الإرادة والاستعداد بلا سقف للسير بالتضحية حتى النهاية. والنهاية هنا هي الاستشهاد فاستلّ ماهر جسده وقاتل بوعي ووضوح وثبات فاستنهض معادلات كامنة مليئة بالدروس للذين يتحدثون وينظرون صبح ومساء عن عدم ملاءمة الظروف والانحناء أمام العاصفة – صباح القدس لمن يستحق الصباح – ماهر الأخرس رسمت لنا معادلة النصر وقوانين الحرب المقبلة.
} 27-11-2020
صباح القدس لكل الثابتين على خطوط الاشتباك معيارهم الوحيد جبهة الحق لا جبهة بدنا نعيش ولو بلا كرامة وتعبنا وكفانا وأهل الحق ليسوا ضعفاء في إقامة الحسابات بل أهل ادعاء الواقعية هم الذين يجهلون قواعد الحساب الصحيح. فجماعة بدنا نعيش يعلمون أننا جميعاً نحب الحياة وأننا جميعاً تعبنا وأننا جميعا غير راضين عن الكثير الكثير مما يتذرعون به لبث الاستسلام لكننا نعلم أنه سيزداد ان استسلمنا وسيسود المنافقون والنصابون واللصوص. فالثابتون يعلمون زيادة عن غيرهم ان وهم التخلص من التعب بالتنازل والهروب من الاشتباك هو استبدال للتعب المؤقت بتعب دائم لا نهاية له يبدأ بالتنازل عن الكرامة ثم عن الأرض ثم عن حق العيش حتى تصير الحياة زؤاماً ويتمنون الموت من درجة الذل والقهر التي جلبوها لأنفسهم وبلادهم وشعوبهم حتى المال الموعود الذي يأتي بالقطارة في بدايات التحول لشراء صمتهم يتوقف عندما يمسك العدو بالقرار والأرض وتستتب له الأمور ولسوف نشهد في دول الخليج التي تعوم على الثروات النموذج الأمثل لتجربة بدنا نعيش بعدما أوصلتهم الى التطبيع مع كيان الاحتلال وتعالوا نتخيّل شاباً واحداً غاضباً يعمل في مطعم وكل يوم يأتي قنصل الكيان الى هذا المطعم ويتصرف كصاحب البلاد والسكين على مقربة من يد هذا الشاب الغاضب، ويكفي شاب واحد ليقع الغضب في نحر هذا القنصل طعنة نجلاء وتكر المسبحة شاب آخر وشباب آخرون فماذا يبقى من نعيم الاستقرار عندما تبدأ الأسهم بالتهاوي ويهيمن الركود على سوق العقار ولا يبقى محصناً بوجه الازمات الا ما اقامه الصهاينة من شركات تمتصّ ما تجمع من ثروات ويكون الاستعداء قد بلغ مداه لكل فلسطيني ولبناني وسوري ووافد من بلد فيه مكان لخيار المقاومة أو شبهة أصالة فيجد جماعة بدنا نعيش انهم كالفواخرة صاروا بلا دنيا ولا آخرة وبكون حكم ومال وجاه اضاعوها كالأطفال بعدما هربوا من خيار حماية ما كان كالرجال ويرثون فوق الفقر والعوز الفتن التي سيزرعها المحتل بينهم وداخل بيئاتهم. وهذه هي الحسبة البسيطة التي يقيمها الثابتون فهم يعلمون أن كلفة الثبات اقل من كلفة التنازل وأن حب الحياة هو بناء اسباب استمرار التنعم بحقوقها وهي حقوق لا تحمى بالذل بل بالقوة وكلفة الدماء التي تبذل لنيل الحق اقل من الدماء التي ستسفك في حروب وفتن يصنعها الأعداء لتفتيت المجتمعات وإضعاف مناعتها – يتذكر اللبنانيون والسوريون أن بداية الفتن عندهم كانت بظهور جماعة بدنا نعيش تبرماً من كلفة التمسك بالحق والثبات – صباح القدس للثابتين واهل الحق فقط لانهم اهل الحياة وتليق بهم وحدهم الحياة.