مزرعة «حكورتنا»في الضفة الغربيّة… نموذج للمزرعة الصديقة للبيئة
في الجانب الغربيّ لمدينة طولكرم شمال الضفة الغربيّة تقع مزرعة «حاكورتنا»التي امتزج ترابها بعرَق الأجداد منذ عام 1953م.
فايز الطنيب مالك المزرعة قرّر أن يسير على خطى أجداده في المحافظة على هذه الأرض، التي كانت مهدّدة بالسيطرة عليها من قبل سلطات الاحتلال تحويلها معسكر تدريب. ففي عام 1984 عمل فايز على إحياء الأرض من جديد، وتحدّى جميع المخاطر التي واجهته وما زالت تواجهه.
مزرعة «حكورتنا»التي تحيط بها المخاطر من جهات ثلاث، الأولى الجدار الفاصل الذي لا يبعد عنها ســوى بضـــعة أمتــار، ومــن الجهتيــن الأخريين مصانــع كيمــاويّة تهــدد ســلامة وأمــن المــزروعات.
الطنيب، وفق روايته، عــمل وزوجته على تحدي هذه المخاطر، من خلال إصراره علــى البقــاء في الأرض وزراعتها وتأهيلها، ومن ناحية أخرى عمل على تحويل هذه الأرض للزراعة العضويــة لمواجهة خطر المواد الكيــماوية المنبعثة من مصانع «جيشوري»الإسرائيلية، ولتحقيق الأمن الغذائي له ولعائلته من خلال إنتاج مواد غذائية خالية من السموم.
الطنيب نجح رغم كل التحديات، فمزرعته أصبحت تضع بصمتها في السوق الفلسطيني والأهم نجحت فكرته التي تهدف الى استثمار الأرض بطريقة عضوية ولا تحتاج لأي مواد من خارجها فهي نموذج صديق للبيئة ويحافظ على سلامة الأرض وصحة الإنسان من خلال استغلال موارد الطبيعة التي تنتج الطاقة بشتى أنواعها.
هذه التجربة أصبحت مزاراً للكثيرين الذين يزورون المزرعة ويتعرفون على نجاح عائلة الطنيب، لكن في الوقت ذاته، يعبّر الطنيب عن استيائه من قلة الوعي لدى بعض الناس بأهمية الزراعة العضوية ولكونهم يفضلون المزروعات المليئة بالمواد الكيماوية، على تلك الخالية تماماً منها، رغم عدم وجود فارق في السعر.
هذه العائلة التي كرّست حياتها للعمل على إنتاج مزروعات عضوية تعيش حياة سعيدة لتحقيقها هذا الحلم، وتطمح بتطبيق تجربتها في مناطق أخرى للمحافظة على الأرض وتقديم منتج يحافظ على صحة الإنسان الفلسطيني.
للمشاهدة:
https://www.youtube.com/watch?v=jsGoBZR2SOM&list=UUvluKFkkk_zbIPA1Vw-X_7g