الوطن

موسكو: الجيش التركيّ يقلّص قواته في شمال سورية

فوضى متصاعدة في مناطق سيطرة الاحتلال الأميركيّ شرقي دير الزور.. وميليشيا «قسد»، تعتقل عدداً من المدنيين

 

قالت المتحدّثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن الجيش التركي «يقلّص وجوده في شمال سورية».

وقالت زاخاروفا في إفادة صحافية إن «تنفيذ الاتفاقات الروسية التركية بشأن استقرار الوضع في منطقة خفض التصعيد في إدلب مستمر»، مشيرةً إلى أن «الجيش التركي يقلّص وجوده في الأراضي التي أصبحت تحت سيطرة الحكومة السورية».

وتابعت: «تم وقف الأعمال العدائية في معظم سورية. في الوقت الذي لا يزال الوضع فيه متوتراً في منطقة إدلب».

واتفق الرئيسان التركي والروسي في آذار/مارس الماضي، على وقف جميع الأعمال العدائية على امتداد خط التماس في منطقة خفض التصعيد في إدلب.

وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أعلن أن تركيا «ليست باقية في الأراضي السورية إلى الأبد»، حيث «ستنهي وجودها هناك بمجرد إيجاد حل دائم للأزمة».

ومدّد البرلمان التركي، في تشرين الأول/أكتوبر، الإذن باستخدام القوات المسلحة التركية في العراق وسورية لمدة عام إضافي، أي حتى تشرين الأول/أكتوبر 2021.

ويُذكر أن القوات التركيّة بدأت بالانسحاب من حي الراشدين جنوب حلب، في 24 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، وسبق ذلك، إخلاء الجيش التركي  نقطة مراقبةٍ ثالثة واقعة بين بلدتي قبتان الجبل والشيخ عقيل في ريف حلب الشمالي.

وبدأت القوات التركية في تشرين الأول/أكتوبر، بإخلاء عناصرها وآلياتها من نقطة المراقبة في مورك، بريف حماة الشّمالي، حيث شوهدت شاحنات ومركبات ورافعة تقوم بأعمالها، وذلك وفقاً للاتفاق الروسيالتركي.

وتأتي تحركات القوات التركية على صعيد الانسحاب من نقاط المراقبة، تنفيذاً لـ»اتفاق موسكو» بين روسيا وتركيا.

إلى ذلك، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة مشروع قرار بشأن الجولان السوري المحتل، تقدّمه مصر سنوياً إلى الجمعية العامة.

ويطالب المشروع الكيان الصهيوني بإنهاء احتلاله للجولان والانسحاب لحدود الرابع من يونيو عام 1967.

وأشار مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك محمد إدريس في بيان ألقاه أمام الجمعية العامة إلى المبادئ التي تضمنها ميثاق الأمم المتحدة في ظل الاحتفال بمرور 75 عاماً على إنشاء الأمم المتحدة، خاصة مبادئ احترام سيادة الدول وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى وحق الشعوب في تقرير المصير وعدم جواز ضم الأراضي بالقوة.

ميدانياً، حلقت طائرات مروحيّة تابعة للاحتلال الأميركي بشكل مكثف في سماء مدينة الحسكة السورية، تزامناً مع دخول مدرعات تابعة له إلى السجن المركزي سابقاً، معتقل مسلحي تنظيم (داعش) الإرهابي حالياً، في حي غويران في المدينة.

وأفاد مصدر محلي في محافظة الحسكة بأن المروحيات الأميركية حلقت على علو متوسط ومنخفض في سماء مدينة الحسكة، ظهر الخميس، ولساعات عدة.

وأشار إلى أن عدداً من المدرعات الأميركية دخلت سجن غويران المركزي تزامناً مع تحليق المروحيات، وذلك في عملية لنقل عدد من المعتقلين من السجن باتجاه القواعد الأميركية غير الشرعية في مدينة الحسكة.

من جانب آخر أكدت مصادر أهلية بأن مسلحي تنظيم «قسد»، وبدعم من الجيش الأميركي، اعتقلوا عدداً من المدنيين بينهم أطفال بعد مداهمة قرية في منطقة الشدادي جنوبي الحسكة.

وقالت المصادر إن قوة عسكرية مكوّنة من 10 سيارات لتنظيم «قسد»، داهمت قرية «أم رقيبة» شمال الشدادي، واعتقلت 12 مدنياً بينهم طفلان، من دون توجيه أي تهمة تذكر، حيث تمّ اقتيادهم جميعاً إلى أحد مراكز الاعتقال في مدينة الشدادي.

وعُرف من هؤلاء المعتقلين (أحمد السيد والطفلان فيصل وعبد الغفور السيد وأحمد العليوي، ومحمد الدبلان وأحمد العبيدو، والصيدلي حميد وشقيقاه حسن وأحمد الدبلان). كما اعتقل تنظيم «قسد» بدعم من الاحتلال الأميركي 5 أشخاص من قرية شمال محافظة ديرالزور.

وبينت مصادر عشائرية أن قوة عسكرية من تنظيم «قسد» مكونة من 25 سيارة وبإسناد من طيران «التحالف الأميركي»، داهمت خلال الساعات الماضية قرية «غريبة الشرقية» واعتقلت 5 أشخاص من أبناء القرية.

وأشارت المصادر إلى أن الاعتقالات طالت كلاً من (خالد السوادي وحمود السوادي وفهد عقاب وشقيقه عزوز) المتطوّع ضمن صفوف ما يُسمّى الاستخبارات العسكرية التابعة لتنظيم «قسد»، من دون معرفة أسباب اعتقالهم، كما اعتقلوا المدني «فاضل هجان السوادي» وسرقة سيارته نوع «كيا» بالإضافة إلى 15 رأساً من الغنم، ومبلغ مالي قدره 4 آلاف دولار أميركي من منزله.

مقتل مواطن تحت التعذيب

وفي منحى آخر قتل شاب تحت التعذيب بعد يومين من الاعتقال في سجون تنظيم «قسد» بلدة عين عيسى شمال الرقة.

وقالت مصادر أهلية، إن الشاب، إسماعيل محمد الجدوع، البالغ من العمر 25 سنة، اعتقلته دورية تابعة لاستخبارات تنظيم «قسد» منذ يومين بتهمة التواصل مع الفصائل التركمانية ثم نقلته إلى مقر عسكريّ لها في بلدة عين عيسى، حيث قامت بتسليم جثة الشاب لذويه والتي ظهرت على جسده آثار التعذيب مستخدمين أكبالاً كهربائية.

وكان الشاب، خليل العساف الأحمد الميس، البالغ من العمر 25 سنة، قتل هو الآخر في بداية الشهر الماضي تحت التعذيب في سجن الرقة المركزي، بعد اعتقاله منذ سنة تقريباً من قبل تنظيم «قسد» بتهمة التواصل مع الفصائل التركمانية في منطقة تل أبيض شمالي الرقة.

 الاستيلاء على المنازل

وأبلغت دورية تابعة لما يُسمّى «لواء الشمال» التابع لتنظيم «قسد» الموالي للجيش الأميركي، أصحاب 6 منازل في مساكن جمعية مؤسسة حوض الفرات الحكومية السورية، بضرورة إخلائها لصالح «لواء الشمال» خلال مدة 7 أيام وتسليمها لهم.

وقالت مصادر أهلية إن «لواء الشمال» استولى على عدد كبير من المنازل في منطقة حوض الفرات ومربع الاستقلال في الأحياء الغربية في مدينة الرقة، ولفتت إلى أن اللواء يسلم المنازل لعوائل عناصره وغالبيتهم من مدينة منبج ومدينة إدلب إضافة إلى نازحين من عفرين.

وكان تنظيم «قسد» بتوجيهات من الجيش الأميركي استولى على عدد كبير من المنازل ضمن المساكن الحكومية السورية في مدينة الحسكة والتي تشرف على نقاطهما العسكرية وقواعدهما.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى