أنور عبد الهادي لـ «البناء»: نحن قوميون علمانيون ومشروعنا الوطني سنحققه مهما طال الزمن لا مصلحة سياسية أو اقتصادية لدول الخليج من التطبيع بل هي تنفذ الإملاءات الأميركية
مدير الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية أكد التمسّك بكلّ الحقوق الفلسطينية... وإلا لماذا تستمرّ المفاوضات
دمشق ـ إنعام خرّوبي
مرّ يوم التضامن مع أبناء شعبنا في فلسطين والذي صادف في التاسع والعشرين من الشهر الماضي، يوماً عادياً من دون أن يخلو بالطبع من مواقف فولكلورية وخطابات رنانة اعتدناها من هيئات ودول ومنظمات لطالما زعمت أنّ قلوبها مع فلسطين في وقت كانت تشهر كلّ سيوفها عليها، ما خلا قلة قليلة من الدول التي دعمت ولا تزال الحق الفلسطيني ودافعت عنه.
المضحك المبكي في الأمر أنّ هذا التاريخ الذي حدّدته الأمم المتحدة يوماً لـ «التضامن»، هو في الواقع تاريخ صدور قرار التقسيم عن جمعيتها العامة عام 1947 والذي حمل رقم (181) ليصبح الرقم المشؤوم الذي يذكّر الفلسطينيين بالمأساة بل بالجريمة التي اقترفتها الأمم المتحدة في حقهم، قبل أيّ جهة أخرى، فشرعت وعد مَن لا يملك لمَن لا يستحقّ وأباحت اغتصاب فلسطين وتشتيت أهلها، ثم خصّصت يوماً للتباكي عليها، ولا تزال تعمل وفق أهواء القوى العظمى وسياساتها على حساب الشعوب المستضعفة وحقوقهم الشرعية والتاريخية.
وما يزيد فوق المأساة مأساة هرولة دول عربية لطالما ادّعت دعمها لفلسطين في المحافل العربية والدولية نحو التطبيع مع العدو الصهيوني وكأنها تكافئه على التنكيل بالفلسطينيين والتوسّع في أراضيهم وسلبهم حقهم فيها، ولم يكتف المطبّعون بذلك بل وصلت بهم الوقاحة إلى نشر أبواقهم الإعلامية والسياسية لمساعدة الصهاينة في تسويق روايتهم المزعومة حول أحقيتهم في أرض فلسطين ونكران حق أصحابها فيها، وفق ما يقول مدير الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية السفير أنور عبد الهادي لـ «البناء»، معتبراً أنّ الدول التي سارت في ركب التطبيع «تنفذ إملاءات الولايات المتحدة الأميركية ولا تمتلك أيّ قرار في هذا المجال».
ورأى عبد الهادي أنّ الإنجاز الوحيد الذي حققته اتفاقيات التطبيع الأخيرة هو «أنها أعطت قوة للعدو الصهيوني ليتمادى في توسعه وانتهاكاته»، مشيداً «بالمواقف المشرّفة خاصة لسورية والجزائر» في الدفاع عن الحق الفلسطيني ورفض التطبيع.
ورداً على سؤال حول الانقسام السياسي الفلسطيني، أجاب عبد الهادي: «هناك فئة ضالة خطفت غزة وهي تحكمها بالحديد والنار»، معتبرا أنّ الانقسام لعبة سياسية دعمتها دولة الاحتلال «وحماس جزء من هذه اللعبة».
كما أكد أنّ منظمة التحرير الفلسطينية مستعدة لخوض الانتخابات التشريعية لكن «حماس تتهرّب منها وتضع شروطاً تعجيزية».
وفي ما يلي وقائع الحوار مع السفير عبد الهادي…
* ماذا بقي من التضامن مع الفلسطينيين، خاصة على المستوى العربي؟
ـ بقي تضامن الشعوب العربية ونحن واثقون من أنّ الغالبية العظمى من الشعوب العربية تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني. للأسف الشديد إنّ المشكلة الأساسية لدينا هي الحكومات العربية التي يتجه جزء منها نحو التطبيع مع العدو «الإسرائيلي»، لاعتقاد هذه الحكومات أنّ التطبيع يمكن أن يفيدها، لكننا واثقون من أنّ هذا التطبيع لن يفيد أحداً من العرب، بل بالعكس هو ضرب للشعب الفلسطيني، وسياسة دولة الاحتلال معروفة وهي تقيم «اتفاقيات سلام» مع العرب لتقول للفلسطينيين لم يعد هناك أحد معكم ويجب أن تقبلوا بشروطنا وتستسلموا لنا. دولة الاحتلال هي كيان محدود ذاتي بكانتونات متفرّقة، وهي تعتبر أنّ الضفة جزءاً من أرضها المزعومة وتسمّيها «يهودا والسامرة». العرب الذين طبّعوا يجب أن يسألوا أنفسهم أنفسهم سؤالاً: هل توقفت «إسرائيل» عن الاستيطان والقمع والاعتقالات واضطهاد شعبنا وتهويد القدس؟ إنّ السياسة الإجرامية التي تمارسها «إسرائيل» لا تزال مستمرة، بل هي تمعن في إجرامها واضطهادها لأبناء شعبنا، ونحن ننظر إلى ما تقوم به الدول المطبّعة بعين المتألم.
الشرعية الدولية… مَن يطبّقها؟
* تنادون دائماً بتطبيق قرارات الشرعية الدولية والالتزام بها، ماذا قدّمت هذه الشرعية لفلسطين؟
} الشعب الفلسطيني يناضل منذ أكثر من ٧٣ عاماً وقدّم التضحيات الكبيرة على كلّ المستويات، وباستمرار كان يتمّ دفعنا باتجاه الشرعية الدولية، فقبلنا الشرعية الدولية وقلنا فلتنفذ، لكن كلّ دول العالم التي دفعتنا نحو الشرعية الدولية، بما فيها الدول العربية، تقف عاجزة عن تطبيقها لأنّ «إسرائيل» تعتبر نفسها فوق الشرعية الدولية وفوق القانون. في لحظة من اللحظات نحن نشعر بأنّ دولة الاحتلال هي الأقوى في العالم، فلا أحد يستطيع إرغامها على تنفيذ قرارات الشرعية الدولية وهي تُمارس أبشع أنواع الجرائم وتخرق المواثيق الدولية وشرعة حقوق الإنسان ولا أحد يحاسبها، بينما أيّ دولة أخرى عربية أو أجنبية تتمّ إدانتها بقضية، صغيرة كانت أم كبيرة، تقوم الدنيا ولا تقعد ضدّها وتتخذ قرارات أممية وعقوبات صارمة كالحصار والمقاطعة وغير ذلك من القرارات. هذا ما يؤكد لنا أنّ العالم يقاد بقوة القوة والنظام الدولي الجديد والأمم المتحدة أثبتا فشلاً ذريعاً. الأمم المتحدة لم تحلّ أيّ مشكلة في تاريخها، بل هي مرتهنة للقوى الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية، ورغم ذلك نحن كشعب فلسطيني مستمرون في النضال بكلّ الوسائل.
* مع هذا العدو الذي لا يفهم سوى لغة القوة أليست المقاومة والمواجهة السبيل الوحيد لتحرير فلسطين؟
– يتحدث كثر عن الكفاح المسلح، ونحن نسأل: هل نستطيع وحدنا وبالبندقية تحرير فلسطين ومواجهة «إسرائيل» التي تملك أحدث الأسلحة وأكثرها تطوراً؟ قاتلنا بالبندقية منذ ٢٠٠٠ وحتى ٢٠٠٥ بقيادة الشهيد الرمز ياسر عرفات، فماذا جرى لنا؟ خسرنا خسائر فادحة وتراجع وضعنا، في حين وقفت معظم الدول العربية والإسلامية متفرّجة. تحرير فلسطين بحاجة إلى حرب شاملة تشارك فيها جيوش عربية. أما بالنسبة إلى المفاوضات فليست هناك مفاوضات حقيقية، وأكبر دليل على ذلك هو أننا صامدون ونرفض التنازل، ولو قبلنا التنازل لتوصّلنا منذ زمن إلى اتفاق. إنّ استمرار المفاوضات مدة ٢٥ عاماً أمر يسجل لنا وليس علينا. ينتقدوننا لأننا ذهبنا إلى مفاوضات ونحن نعتبر أنّ المفاوضات لن تنتهي طالما هناك عدو متربّص بِنَا.
هناك طريقان إما المفاوضات أو الكفاح المسلح. الكفاح المسلح يحتاج إلى حرب وجيوش عربية، لكن معظم العرب كذبة وهم لا يريدوننا أن نلجأ إلى الكفاح المسلح بل يتخلون عنا تباعا ليدفعونا إلى التسوية. رغم ذلك قبلنا بالمفاوضات، لكن على أساس الحدّ الأدنى وهو الشرعية الدولية، لكنهم عاجزون عن تطبيق أو فرض تطبيق قرارات الشرعية الدولية. نقولها بأسف إنّ غالبية الأنظمة العربية، ومعها العالم الإسلامي، يتعاملون مع الفلسطيني بطريقة المثل الشعبي «عليك أن تسبح من دون أن تتبلل». لقد قاومنا وناضلنا فماذا فعلوا لنا؟ قاتلنا وصمدنا ثلاثة أشهر في بيروت ماذا فعل لنا العرب ومَن تدخل لفكّ الحصار عنا؟ حين قاتل الشهيد ياسر عرفات أربع سنوات في فلسطين وحصلت مجازر وعلى رأسها مجزرة جنين كان التضامن معه صوتياً لا فعلياً، قضية فلسطين هي قضية عربية إسلامية. هي قضية الأحرار في العالم. نحن نذكر منذ ١٩٤٨ عندما أعطيت الجيوش العربية أسلحة فاسدة، وإذا عدنا أكثر الى الوراء إلى ثورة ١٩٣٦، نجد أنّ العرب كانوا يتوسطون بيننا وبين البريطانيين لوقف الثورة والمواجهة. هذا ما فعله العرب، نستثني منهم دولاً مثل سورية والجزائر التي تقف مواقف مشرّفة جداً مع أبناء شعبنا، وكان لافتاً عندما جرت مباراة كرة القدم في الجزائر بين الفريقين الفلسطيني والجزائري، كيف كان الشعب الجزائري يشجع الفريق الفلسطيني.
لا مكاسب من التطبيع
* في رأيكم ما هي المكاسب التي تسعى إليها الدول التي تهرول نحو التطبيع؟
ـ هم في الحقيقة لن يجنوا أية مكاسب. هم يدافعون عن توجههم نحو التطبيع بأنّ قرارهم سيادي، لكننا ندرك أن ليس لهؤلاء قرار سيادي في هذا الموضوع بل هم ينفذون إملاءات الولايات المتحدة الأميركية صاحبة مشروع «صفقة القرن» حيث كانت إدارة ترامب تسابق الزمن من أجل تمكين استيلاء الاحتلال على الأراضي الفلسطينية بالقوة. للأسف أصبح هؤلاء المطبّعون يسوقون لفكرة السلام مقابل السلام، وليس الأرض مقابل السلام. هم دول غنية ليست في حاجة إلى مساعدات ولا هي في حالة حرب، وهذا ما يؤكد لنا أنهم ينفذون الإملاءات الأميركية فقط. إنّ ما يحصل اليوم هو نتيجة ما يُسمّى «الربيع العربي» والجميع يعرف أنّ أحد أهمّ أهداف «الربيع العربي» هو إلهاء الدول العربية بمشاكلها الداخلية وجعلها تتخلى عن القضية الفلسطينية، وقد بدأنا بعد تلك الأحداث نسمع شعارات من قبيل العراق أولاً أو لبنان أولاً أو الإمارات أولاً إلخ… وكثير من المطبّعين والسماسرة وأصحاب الأصوات الرخيصة يقولون: لماذا نعادي «إسرائيل» وماذا فعلت لنا وما دخلنا بفلسطين؟ والأخطر من ذلك أنهم بدأوا يروجون أنّ القدس ليست للفلسطينيين والأقصى ليس موجوداً في فلسطين، وقد قاموا بزيارات للمدينة المحتلة في حراب جيش الاحتلال. هذا تطوّر خطير جداً. نحن نعتبر أنّ كلّ ما يبنى اليوم على هذا الصعيد ليس له أساس وسيتهدّم لأنّ الشعب العربي لن يقبل بذلك. هناك كبوة ولا بدّ من صحوة، وهذه الصحوة إنْ لم تحصل نكون قد تحوّلنا إلى أدوات لا روح فيها ولا مشاعر.
الانقسام لعبة سياسية
* ألم يساهم الانقسام الفلسطيني في ما وصلنا إليه اليوم؟
ـ لا يوجد انقسام فلسطيني بل هناك فئة ضالة خطفت غزة وحكمتها بالحديد والنار، والأهمّ من كلّ ذلك أنّ الشعب الفلسطيني موحد بأهدافه ومتمسك بحقوقه وفي مقدّمتها حق العودة وحق تقرير المصير وبناء دولة مستقلة عاصمتها القدس. حماس تريد السلطة فقط، أما الانقسام فهو لعبة سياسية وحماس جزء من هذه اللعبة. وهنا أريد أن أسأل: من أنشأ الانقسام؟ ألم يقل بنيامين نتنياهو إنّ دولة الاحتلال تؤمّن الأموال لحماس من قطر من أجل الحفاظ على الانقسام؟ هذا الانقسام هو انقسام سياسي ضمن صراع سلطة، نحن في منظمة التحرير الفلسطينية مشروع وطني علماني، و«إسرائيل» تحت عنوان الدين تُمارس كلّ أساليب الإجرام بحق شعبنا. «إسرائيل» تريد أن تقيم دولة يهودية وتريد دولة دينية أخرى بجانبها تبرّر وجودها، وهي تطمح لأن تقيم حماس هذه الدولة.
* تقولون إنّ حماس تصارع على السلطة، أليست منظمة التحرير أيضاً متمسكة بالسلطة ويسعى بعض كوادرها إلى تحقيق مكاسب خاصة على حساب الفلسطينيين؟
ـ الطموح إلى السلطة شيء طبيعي لكن نحن لدينا مؤسسات قائمة. لقد استطعنا ونحن تحت الاحتلال أن ننتزع اعترافاً بنا، وقد حققنا بالدبلوماسية والسياسة أكثر مما حققناه بالكفاح المسلح. بالتأكيد هناك أخطاء داخل السلطة لكن في النهاية هناك مشروع وطني تعمل من أجله وهو إقامة دولة مستقلة على خط الرابع من حزيران وعاصمتها القدس مع التأكيد على حقّ العودة. منذ الاستقلال الذي أعلنه الشهيد ياسر عرفات عام ١٩٨٨ لم نتنازل عن ثوابتنا من الشهيد ياسر عرفات وحتى الرئيس محمود عباس. الصراع الذي زرعه العدو «الإسرائيلي» داخلنا هو صراع السلطة مع حماس التي يعرف الجميع أنها فرع من تنظيم الإخوان المسلمين الذي يسعى للوصول إلى السلطة في أيّ بلد عربي، ونحن نعلم أنّ ما يُسمّى «الربيع العربي» اتفقت فيه أميركا مع التنظيم الدولي للإخوان لتساعده في السيطرة على الحكم مقابل أن تضمن مصالحها في المنطقة، وأكبر دليل على ذلك الرسالة التي بعث بها محمد مرسي فور تسلمه الحكم إلى شيمون بيريز.
قضيتنا قضية عربية بامتياز وفلسطين لا تتحرّر إلا إذا توحدت الجيوش العربية لتحريرها. الآن الجميع يتبرّأ من قضية فلسطين. حيفا كانت مركز التجارة في الشرق، حين لم تكن هناك حدود بين بلاد الشام وكنا نعتبر أننا جزء من سورية الكبرى. الحاج أمين الحسيني عندما كان يقاتل في القدس كان ختمه «قيادة جنوب سورية العسكرية». نحن قوميون علمانيون.
* رغم الإعلان منذ أشهر عن إجراء الانتخابات خلال الفترة المقبلة، يشكك كثيرون في جدية هذا الأمر لدى الطرفين في ظلّ الحسابات المتعارضة لكلّ من حركتي فتح وحماس. فهل ستجري هذه الانتخابات؟
ـ نحن جاهزون للذهاب إلى انتخابات فوراً على أن تجرى الانتخابات على مراحل خلال ستة أشهر: التشريعية أولاً ومن ثم الرئاسية وآخرها انتخابات المجلس الوطني، لكن حماس تتهرّب بفرض شروط تعجيزية وآخر لقاء في القاهرة طرحت حماس أن تجرى الانتخابات مرة واحدة وهذا الشرط لن يتحقق.
أوسلو… رداً على مدريد
* هناك من يعتبر أنّ اتفاقية «أوسلو» التي وقعتها السلطة الفلسطينية مع دولة الاحتلال أوصلت الوضع الفلسطيني إلى ما هو عليه اليوم وكانت تمهيداً لما يُسمّى اليوم «صفقة القرن»… فما رأيكم؟
ـ أوسلو كانت رداً على مؤتمر مدريد الذي شطب الشخصية الوطنية الفلسطينية، ولكن أوسلو أعادتها وقد عدنا إلى الوطن لنقاتل في بطن الحوت بعد أن أغلقت كلّ الجبهات في وجهنا. بموجب أوسلو أعدنا ٦٠٠ ألف فلسطيني إلى فلسطين وبنينا الدولة والمؤسسات. عندما دخلنا الى رام الله كانت المدينة صغيرة أما اليوم فهي مدينة ضخمة، كذلك مدينة الخليل. لو لم تكن أوسلو لبقينا في الخارج وذبنا وانتهينا.
* ماذا جلبت اتفاقيات «السلام» مع العدو على أولى الدول المطبّعة مصر والأردن، ألم تفرض عليها المزيد من التنازلات؟
– اتفاقيات مصر والأردن تختلف بظروفها ومعطياتها عما يجري الآن، مصر كانت في حالة حرب واستعادت بعد «كامب ديفيد» سيناء، والأردن أيضاً كان في حالة حرب واستعاد أراضيه، لكن رغم ذلك لم تنعكس هذه الاتفاقيات على الشعوب أو تفرض عليها. أما التطبيع الذي يحصل اليوم فهو بمثابة الانتقال من دعم القضية الفلسطينية إلى دعم الكيان الصهيوني والترويج لأحقيته المزعومة في أرضنا حتى وصلت الأمور بدول الخليج المطبّعة إلى التشكيك بالحق الفلسطيني وبوجود المقدسات. والسؤال الذي نطرحه: ما هي مصلحة دول الخليج من التطبيع؟ لماذا تسير باتجاه «إسرائيل» بسرعة البرق. هل أوقف عدونا الاستيطان، وهل تراجع عن قرار الضمّ وتهويد القدس؟ هل أوقف جرائمه بحق شعبنا؟ هي ليست بحاجة إلى المساعدات ولا إلى المال. اقتصاداتها قوية وليست في حالة حرب ولا أراضيها محتلة؟ الإنجاز الوحيد الذي حققته هذه الاتفاقيات هو أنها أعطت قوة للعدو الصهيوني ليتمادى في توسعه وانتهاكاته وكأنهم يقولون للفلسطينيين لم يعد أحد معكم. القضية الفلسطينية تشهد أخطر مراحلها، ونتطلع إلى موقف عربي صارم تجاه التهديدات والمخططات التي تسعى حكومة الاحتلال إلى فرضها أمراً واقعاً، استناداً إلى دعم وانحياز الإدارة الأميركية.