إغتيال القادة ليس شيئاً جديداً في تاريخ الثورة الإسلامية
} السيد سامي خضرا
هل هناك أعظم من أن تُقدِّم الأمة خِيرة قياديِّيها شهداء، وليس هذا إلا دليل صدقهم واستعدادهم لأقصى حالات التضحيات بما فيها أنْ لا يبقَوا لِيَروا نتائج عطاءاتهم؟!
فما نسِينا أنّ الثورة الإسلامية قدَّمت في سِنِيِّها الأولى رموزاً لا يُعَوَّضون في سلسلة طويلة من الشهداء من مُطهري وباهونار ورجائي ومُفتَّح… وسلسلة شهداء المحراب شهداء أئمة الجمعة آيات الله «صدوقي» في يزد «ودستغيب» في شيراز «ومدني» في تبريز «والشهادة الجماعية» لأكثر من سبعين مسؤولاً دفعةً واحدة وفي دقيقة واحدة لمسؤولين من الحزب الجمهوري وأعضاء في مجلس الشورى وكان في مقدّمهم الشهيد «بهشتي» أحد رموز الثورة وكان آنذاك رئيس الحزب الجمهوري الإسلامي ورئيس السلطة القضائية.
إضافة لقادة عسكريين وسياسيين يصعُب الإحاطة بهم في هذه العُجالة استُشْهِدوا داخل البلاد على أيدي المنافقين والمتآمرين والدائرين في فلك الشيطان الأكبر حيث كان الأعداء يعتمدون كثيراً على ضعاف النفوس والمنافقينَ من داخل الجمهورية الإسلامية ويستفيدون من الاختلافات الطبيعية وتساهل الثورة الوليدة مع الآراء الأخرى للوطنيين القوميين وغيرهم.
ويُضاف إلى ذلك الذين استُشْهِدوا على حدود البلاد أثناء الحرب المفروضة من الإستكبار العالمي وأدواته في المنطقة.
هؤلاء جميعاً كانوا فُقدانا عظيماً لا يُعوَّض.
وحتى نفس آية الله الخامنئي تعرّض لمحاولة اغتيال بتفجيرٍ في منبره عندما كان إماماً لجمعة طهران وخرج منه معافى.
ولو وقعتْ هذه الخسائر عند أيّ ثورةٍ أو دولة لكان ذلك كفيلاً بانهيارها.
لِذا توهَّم بعض أعداء الثورة آنذاك وعند كلّ اغتيال أو تفجير أنَّ نظام الخميني قد انتهى!
لكن الثورة بقيت وهي مستمرة على الرغم من استمرار خِطط اغتيال القادة وبعدهم العلماء النوويون خلال هذا العقد الذي نعيش وإلى عامه الأخير هذا حيث تمّ في بدايته اغتيال الشهيد قاسم سليماني وفي نهايته الشهيد محسن فخري زاده.
لكن ماذا كانت النتيجة؟
النتيجة أنَّ الثورة تزداد قوةً وعزماً وتجذُّراً وتمضي في ما يُحقِّق أهدافها بل حتى الذين تحدَّثوا مُحذِّرين مرعوبين عن «تصدير الثورة» فإذا بها تمخُر عُباب الأمة جاذِبة ومَجذوبة لتُعيد الأمل خاصة عند تغذِيَتها بدماء شهدائها.
بل كان من إنجازاتها دولة جمهورية إسلامية لها صولات وجولات بكلّ تفاصيلها السياسية والدبلوماسية والتحرُّرية والإستقلالية يُشار إليها بالبَنَان وللأحرار عنوان في ساحة الفرادة العالمية.
ويرجع الفضلُ في كثير من هذه النتائج الباهرات لِصِدقيَّة الثورة والدولة بسبب تصدُّر قادتها ميادين ساحات العطاء والتضحيات في ظاهرة عالمية قلَّ نظيرها.
بل تقوى هذه الشجرة بأصلها الثابت وفروعها التي تشمخ في السماء عندما تُسقى بدماء كبارها وقادتها.
أكثر من أربعين سنة من العطاء اللامتناهي دون مَلَل، والعالَم يتغيَّر بأفراده وأنظمته بينما مسيرة الشهداء حِصْن حَصِين ينشر عَبَقَه على الأحبة ورُعْبه على الأعداء ويزداد قوة… والمسيرة مستمرة.