ورشة توعية من مخاطر الأمن السيبراني إبراهيم: لإيجاد منظومة حماية إلكترونية للبنان
أكد المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، أن لبنان في عين الخطر السيبراني «الذي أصبح أقوى من الحروب التقليدية»، داعياً إلى إيجاد منظومة حماية إلكترونية للبنان.
كلام إبراهيم جاء خلال رعايته ورئيس الجامعة اللبنانية الدكتور فؤاد أيوب، ورشة عمل عن «التعلّم عن بعد والتوعية من مخاطر الأمن السيبراني»، نظّمها مركز الأبحاث والدراسات في المعلوماتية القانونية – كلية الحقوق والعلوم السياسية والإدارية في الجامعة اللبنانية، بالتعاون مع المديرية العامة للأمن العام، في مبنى الإدارة المركزية للجامعة اللبنانية – المتحف.
وأشار إبراهيم في كلمته إلى أن «الخطر السيبراني ليس مستجدّاً ولا طارئاً، بل إنه كان في أساس نشأته عام 1969 لأهداف عسكرية، قبل أن يتخذ القرار بإطلاق العالم السيبراني لخدمة التواصل».
وأكد أن «الأخطار السيبرانية لا تحتاج إلى عناء لتعريفها، بل إلى جهد حثيث في كيفية الحدّ منها بعد أن تخطّت بتهديداتها الحروب العسكرية. فهذا الخطر الرقمي والخوارزمي من طبيعة أمنية، قادر على افتعال أزمات في شتى المجالات من دون استثناء، عدا عن أن الخروقات السيبرانية التي تحصل، سواء أكان المسؤول عنها دول أم عصابات وحتى أفراد، قادرة على إحداث انهيارات اقتصادية عبر مهاجمة بورصات ومؤسسات مالية وسرقة معلومات أو تغيير في مضمونها، وعلى توتير العلاقات بين الدول وداخل المجتمع الواحد».
وأكد أن «لبنان، بكل قطاعاته، في عين الخطر السيبراني، ما يعطي هذه المناسبة أهمية إستثنائية، خصوصاً أن الهدف الأساسي من هذا الحفل إطلاق ورشة عمل للتوعية من مخاطر الأمن السيبراني في الجامعة اللبنانية، وإجراءات الحماية في العملية التعليمية».
وأشار إلى أن الهجمات السيبرانية اصبحت أولوية عند أمن الدول «وأضحت غالبية الصراعات الدولية ومصالحها أسيرة تصاعد التهديدات الإلكترونية ودورها في زعزعة الاستقرار العالمي»، لافتاً إلى أن «أسوأ ما في هذه الأخطار الرقمية أنها نجحت في استدعاء المجتمع الدولي برمته إلى الاستنفار، والانخراط في حرب ومواجهات إلكترونية، شأنها شأن العالم الرقمي الذي نعيشه، على قاعدة أن الجميع يريدون أن يحموا أنفسهم من الجميع، للحدّ من الخسائر في مجالات الصناعة والتجارة والاختراعات والتعليم في حال نجاح الهجمات السيبرانية».
وأكد «أن الجامعة اللبنانية، إدارة وأساتذة ومختبرات وطلاباً، ومن موقعها الوطني، معنية بحماية نفسها وأساتذتها وطلابها وخططها التعليمية في مواجهة الخطر السيبراني الذي يستهدف كل بيانات الخصوصية وقاعدة المعلومات»، معتبراً أن «كوننا من هذا العالم فنحن أمام مسؤولية وطنية بكل معنى الكلمة لحماية لبنان ومؤسساته من أي حروب رقمية أو اختراقات سيبرانية تستطيع القيادة والسيطرة على قدراتنا».
ولفت إلى أن «الخطر يكمن في أن الحروب البرية والجوية والبحرية تنظمها قواعد القانون الدولي، لكن حتى الساعة لا توجد قواعد تنظّم فضاء العالم السيبراني وهو أكثر خطورة من الحروب التقليدية المعروفة، والتي تبقى عاجزة عن اختراق الخصوصيات، في حين أن المخاطر السيبرانية لا شيء يكبحها أو يصدها في انتهاك الخصوصية وهي احد أهم الحقوق البشرية». وتابع «لذلك فإن ما يجب التركيز عليه هو مجموع البرامج المعلوماتية على اختلاف أنواعها».
وقال مخاطباً الحضور «إن العالم، ومنذ مطلع القرن العشرين تغيّر جذرياً لصالح العالم الخوارزمي المعقّد، الذي يحتاج الولوج إليه ذكاءً بشرياً استثنائياً أنتم من أهله، وهويتكم الوطنية توجب عليكم الانخراط فيه بكل طاقاتكم الذهنية دفاعاً عن وطنكم وعن شعبكم وجامعتكم».
وأشار إلى «تغيّر دور الدولة التقليدي في الدفاع والحماية وفي الهجوم على المعتدي، وصارت في حاجة إلى شراكات جدية مع مراكز الاختصاص، وهذا بالتحديد ما اجتمعنا لأجله اليوم. حتى مفهوم السيادة تغيّر جرّاء قدرة العالم السيبراني على استباحة ما يريده بفضل التقدم التكنولوجي المذهل».
ورأى «أننا جميعاً مسؤولون عن إيجاد منظومة حماية إلكترونية للبنان، وأنتم هنا مسؤولون عن إيجاد الحلول والإجراءات اللازمة لحماية الجامعة اللبنانية وبرامجها التعليمية، خصوصاً في ظل جائحة كورونا والتعلّم عن بعد».