«القومي»: التحاق المغرب بنادي أنظمة التطبيع تآمر على فلسطين وتنكّر لمقاومة شعبنا ضدّ العدو الصهيوني
إدانة واسعة لخطوة التطبيع المغربية ودعوات للقوى السياسية والشعبية الحية لمواجهتها
أدان الحزب السوري القومي الاجتماعي التحاق المملكة المغربية بنادي الأنظمة العربية المطبّعة مع العدو الصهيوني، ورأى في هذا الالتحاق المشين تآمراً على فلسطين وتنكراً لمقاومة شعبنا ضد الاحتلال.
واعتبر في بيان أصدرته أمس عمدة الإعلام «أنّ ذهاب المملكة المغربية إلى إقامة علاقات مع العدو الصهيوني، ومسارعة العدو إلى الإعلان عن تسيير رحلات جوية بين كيانه الإغتصابي والمغرب، يكشفان حقيقة التطبيع الذي كان مستتراً، وأنّ وراء هذا التدحرج في الانتقال إلى ضفة العدو، مخطط تآمري يندرج في سياق «صفقة القرن» التي تستهدف تصفية المسألة الفلسطينية وتستهدف ايضاً كل قوى المقاومة في بلادنا.
لقد بات واضحاً، أنّ التطبيع مع العدو الصهيوني يسير بخطى متسارعة، وأنّ هناك من ينسّق ويرعى هذا التطبيع، ولذلك، فإنّ مسؤولية الشعب المغربي وكلّ الشعوب العربية، أن تتبرأ من الأنظمة المطبّعة وأن تعلن موقفاً حاسماً دعما لمقاومة شعبنا ونصرة لفلسطين والقضايا العربية العادلة.
ندعو إلى أوسع حملة تضامن مع مقاومة شعبنا ضدّ الاحتلال والإرهاب وتأييداً لنضالها المشروع من أجل التحرير والعودة. كما وندعو إلى إعادة النظر بمؤسسات العمل العربي المشترك، لتحريرها من أسر أنظمة التطبيع والهرولة.
الأحزاب العربية
من جهتها عبّرت الأمانة العامة للمؤتمر العام للأحزاب العربية عن إدانتها الشديدة لما أقدمت عليه حكومة المملكة المغربية بإعلانها انطلاق مسار التطبيع مع الكيان الصهيوني ضاربة عرض الحائط الحقوق العربية والمواثيق الدولية، مستهترة بدماء شهداء فلسطين والمغرب والأمة جمعاء.
واعتبر الأمين العام للمؤتمر العام للأحزاب العربية في بيان أصدره أمس أنّ تلك الخطوة ساقطة ومشبوهة، ولا تعبّر عن مواقف شعب المغرب وقواه الحية والفاعلة.
أضاف: انّ هذه الخطوة الخيانية وما سبقها من خطوات مماثلة من أنظمة شمولية أميرية وملكية، تعبّر عن مدى الانهيار الحاصل في المنظومة العربية والمستوى الأخلاقي الساقط الذي وصلت إليه هذه الأنظمة والتي باتت تضحّي بكرامتها وثوابتها، ضماناً للحفاظ على عروشها وأنظمتها الاستبدادية التي لا تعبّر عن إرادة شعوبها التي عبّرت عن رفضها لهذا المسار الخياني الذي سلكته هذه الأنظمة المرتبطة وظيفياً بالولايات المتحدة الأميركية وبمشاريعها المعادية للأمة وقضاياها العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وأردف صالح: لقد أثبتت هذه الإجراءات الأخيرة للاهثين وراء التطبيع السبب الحقيقي لعدم انتصار قضيتنا الفلسطينية حتى هذه اللحظة، وهي القضية التي جرت المتاجرة بها منذ عقود، وتمّت محاربتها وحصارها والتآمر على محور المقاومة وقواها المجاهدة . اننا نؤكد رفضنا الكامل لأيّ شكل من أشكال التطبيع ونعتبره جريمة موصوفة بحق الأمة وحقوقها وطعنة نجلاء في خاصرة الشعب الفلسطيني البطل الذي طمح أن يقف أشقاؤه الى جانبه، ليكتشف الخديعة الكبرى والمؤامرة المقيتة التي ارتكبها هؤلاء الخونة .
انّ حكومة المغرب لم تعد مؤهّلة لرئاسة لجنة القدس المنبثقة عن المؤتمر الإسلامي، وأصبحت ومن سبقها بالتطبيع شركاء في هدر الدم الفلسطيني وتشجيع العدو على الاستمرار بخططه الاستيطانية وبمشروع صفقة القرن الترامبي الرامي الى تصفية القضية والاعتداء على الأرض والبشر في فلسطين والجولان.
ولفت صالح إلى «أنّ ما شهده الجولان السوري المحتلّ من محاولة قوات الاحتلال إقامة مراوح عملاقة لتوليد الطاقة على أراضي المزارعين بهدف احتلالها. ومقاومة الأهالي لها بالصدور العارية ومواجهتها للرصاص الحيّ وسقوط عدد من الجرحى، يؤكد انّ الرهان الوحيد هو خيار المقاومة وإرادة الشعوب التي لن ترضى ان تكون تحت نير الاستعمار والاحتلال.
وحيّا صالح وقفة الشعب المغربي، كما حيّا انتفاضة أبناء الجولان السوري المحتلّ الذين تمسّكوا بانتمائهم الى دولتهم السورية، وقال: ثمّن مواقف الشرفاء من أبناء الأمة وندعو الأحزاب والقوى المغاربية والعربية الى إدانة هذه الخطوات التآمرية والتعبير بالوسائل كافة عن رفض ومقاومة التطبيع ودعم أهالي فلسطين والجولان.
كما نطالب منظمة المؤتمر الإسلامي بإدانة هذه الجريمة وسحب رئاسة لجنة القدس من الحكومة المغربية.
حزب الله
ودان «حزب الله» إعلان السلطات المغربية تطبيع العلاقات مع العدو »الإسرائيلي»، لافتاً إلى أنه «يأتي في سياق السقوط المتتالي الذي بدأته بعض الدول العربية تنفيذاً للرغبات الأميركية والإسرائيلية في شطب القضية الفلسطينية وتصفية مفاعيلها».
واعتبر «أنّ خضوع هذه الأنظمة لسياسة الابتزاز الأميركية والصهيونية طمعاً بتحقيق مكاسب هنا أو إلغاء عقوبات هناك، ليست سوى أوهام وسراب لن يجني المطبعون منها شيئاً وسيكتشفون سريعاً أنهم لم يحصدوا إلاّ الخيبة وأن بلادهم أصبحت مكشوفة أمام العدو الإسرائيلي ومؤامراته الخطرة».
وأشار إلى أن «الرهان الحقيقي هو على الشعب المغربي الحرّ الذي قاوم الاستعمار الفرنسي لسنوات طوال وعلى جميع شعوب أمتنا الشريفة الرافضة لكل أشكال التطبيع والتي ستسقط كل الاتفاقيات الخيانية والتي ستكون سنداً قوياً للشعب الفلسطيني المقاوم الذي لم تهزّه كل اتفاقات الذلّ والعار وسيتابع جهاده حتى تحقيق النصر والتحرير الكامل».
«جبهة العمل»
بدورها، شجبت «جبهة العمل الإسلامي» في لبنان بشدّة «عودة الاتصالات والعلاقات الدبلوماسية بين دولة المغرب والكيان الصهيوني الغاصب والتي تدخل في خانة سياسة التطبيع الخياني، ومؤامرة صفقة القرن التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وبشّر بها العالم أجمع وذلك لتصفية القضية الفلسطينية وإلغائها من الوجود، ولزيادة الضغط السياسي والمعنوي والاقتصادي على الجمهورية الإسلامية الإيرانية الداعم الأساسي اليوم للقضية وللشعب الفلسطيني المظلوم».
وقالت في بيان «إن الذين استحوا ماتوا، إذ إن ملك المغرب محمد السادس هو رئيس لجنة القدس الشريف والتصدي للمؤامرات الصهيونية الهادفة لتهويدها وطمس هويتها العربية، لذا فالتناقض فاضح وواضح وخطير، فكيف ستتم حماية القدس واسترجاع الأماكن المقدسة والتطبيع جار على قدم وساق مع العدو الصهيوني؟».
وختمت الجبهة بأن «المرحلة اليوم باتت واضحة المعالم، وأن محور المقاومة يعرف كيف يتعامل مع مجريات الأحداث المتسارعة، ولن تثنيه لا سياسة التطبيع ولا العمليات الأمنية والاغتيالات، عن المضي قدماً حتى دحر العدو وتحرير المقدسات والأراضي المحتلة كافة».