ياسمين حسامو… تحتضن النحاس فنيّاً وتزخرفه
} فاطمة حسين
تسعى الحرفيّة ياسمين حسامو لصنع بصمتها الفنية الخاصة في الضغط على النحاس وصناعة اللوحات والديكورات النحاسيّة عبر إطلاق اسم عبق على تلك الأعمال معبرة عن العمق والقدم الذي يُعطيه النحاس كتحفة تفيض بعبق الجمال.
حسامو الحاصلة على إجازة علوم جيولوجية من جامعة دمشق وتنحدر من قرية بعمرة في ريف صافيتا اتخذت من الرسم هواية لها منذ الطفولة لتعمل بعد التخرج مدرّسة علوم ورياضيات وفنون ورسم إلا أنها تفرّغت للعمل اليدويّ وشاركت في معارض عدّة حصلت خلالها على جوائز وشهادات تقدير وتعمل حالياً لإقامة صالة عرض خاصة بمنتجها مع ورشة عمل بمشاركة محبي هذا العمل لتكون نافذة لكل عمل فني.
وبيّنت حسامو أن النحاس معدن جذاب بقدر ما نعطيه من دقة وتعب يكون نتاجه ذي قيمة عالية إضافة إلى كونه صناعة عريقة في بلادنا رغم صعوبة تأمين المادة وغلاء ثمنها إلا أنها تستطيع تأمينها مع باقي المواد الأخرى من السوق المحليّة.
وتنجذب حسامو للأعمال اليدوية التي تظهر براعة اليدين وقدرتهما على الصنع والتشكيل، موضحة أنها تجد نفسها أكثر رغبة في التعامل مع النحاس من الرسم حيث يتم تلوينه بدرجات مختلفة عبر تعتيقه.
وجاءت أعمالها متنوّعة بين لوحات وزخارف وبورتريه نحاسي لشخصيات مشهورة إضافة إلى لوحات نقوش الخط العربي، حيث لفتت إلى أنها عملت على تطبيق النحاس مع الخشب الطبيعي المعتق والمعزول وربطت لوحاتها بوجود المرأة كمصدر للحب والجمال ليظهر ذلك جلياً في أعمالها.
وأشارت إلى تفاصيل أخرى على اللوحات النحاسيّة كحبات الكريستال وهي تقنية جديدة كما تعمل حالياً على إدخال الزخارف النحاسيّة على المفروشات المنزلية والمكتبية محاولة إظهار شغفها الداخلي، ضمن عمل متقن غني بالحب والاهتمام بأدقّ التفاصيل.
وشرحت حسامو مراحل هذه الحرفة التي تعلمت أصولها على يد الفنان جورج شمعون من الرسم ثم الضغط على وجهي النحاس للوصول إلى الحجم والشكل المطلوبين.
وتعبّر حسامو عن رغبتها بأن ترسم وتحفر وتنقش خطوط الجمال بسلاسة ضمن ورشتها بعيداً عن الصخب الذي أحدثته الحرب لتري الوجه المشرق للناس في سورية المتمثل بالفن والإبداع وحب الحياة.