روداكوف زار اللقاء «الأرثوذكسي»: روسيا تؤيّد مطالب الشعب البناني بالإصلاحات
أعلن السفير الروسي في لبنان ألكسندر روداكوف أن بلاده تقف بصورة متواصلة من أجل السلام المدني والوفاق في لبنان وتؤيّد مطالب الشعب المتعلقة بإجراء الإصلاحات، مشدّداً على أن «من الواجب تحقيق كل هذه الإنجازات في أجواء آمنة ومستقرّة».
مواقف روداكوف جاءت خلال زيارته أمس، مقرّ «اللقاء الأرثوذكسي» في الأشرفية في سياق الزيارات التي يقوم بها مع استلام مهامه في لبنان يرافقه الملحق في السفارة أرسيني كيريموف. وكان في استقباله كل من أمين عام اللقاء النائب السابق مروان أبو فاضل، المتروبوليت نيفون صيقيلي ممثل بطريركية أنطاكية وسائر المشرق لدى بطريرك موسكو وكل روسيا، ممثل بطريركية موسكو وسائر روسيا في لبنان الأرشمندريت فيليب فاسيلتييف، عضوا مجلس الأمناء قنصل روسيا الفخري ورئيس مجلس الأعمال اللبناني الروسي جاك صرّاف، نقيب مربّي الدواجن في لبنان المهندس موسى فريجي وأعضاء الهيئة الإدارية أمين السر سمير نعيمة، الطبيبان أسعد مقدسي وجورج تسريني، جو مطر بالإضافة إلى المدير الإداري في اللقاء جرجس سمعان.
وكانت كلمة لأبو فاضل عرض فيها لأسباب تأسيس اللقاء وتطرّق إلى الشأن السياسي قائلاً “بما أن الدولة الروسية رفعت وتيرة التنسيق مع الدولة الفرنسية لمساعدة لبنان على اجتياز هذه المرحلة الدقيقة واستيلاد حكومة جديدة، نريدكم أن تعلموا يا سعادة السفير أنّ موقعي كل من نيابة رئاسة المجلس النيابي ونيابة رئاسة الحكومة خُصّصا للطائفة الأرثوذكسية بدلاً من الرئاسة الرابعة المفقودة حتى الآن في البلد، فعلى من يتبوأ كل من هذين الموقعين أن يمثل عمقاً أرثوذكسياً قائماً بحد ذاته، حفاظاً على الطابع الرئاسي للنيابتين مجتمعتين”.
أضاف “لذلك وفي خضم تأليف الحكومة المرتقبة نتشبث برأينا بأن يكون موقع نيابة رئاسة الحكومة متحرّراً من الصفة الحزبيّة والتبعية السياسية، ونؤكد أن هذا الموقع يخضع للمعيار الذي وضعه غبطة البطريرك يوحنا العاشر، كما نرفض إخضاع تمثيلنا السياسيّ لمعيار الاستزلام لهذا وذاك”.
وثمّن أبو فاضل “الدور المتعاظم لروسيا بقيادة رئيسها فلاديمير بوتين والتأثير الإيجابي لهذا الدور على مسار السلام في المنطقة وفي كل أنحاء العالم”.
ومن ثم كانت كلمة للسفير الروسي قال فيها “يمرّ العالم الآن بمرحلة صعبة جداً، تتميّز بنشوب النزاعات والحروب وبانتشار التطرف والإرهاب وبزيادة المخاطرالتي تهدّد دولاً وشعوباً بأكملها”.
أضاف “أشير إلى هذه الوقائع المعروفة والواضحة لسبب واحد فقط، وهو للإعراب عن القناعة والثقة بأن قوى الخير تمتلك الصمود والشجاعة والذكاء والحكمة والمحبة للبشر ما يسمح لها أن تتغلب على الصعوبات والمآسي كافة، توجهاً إلى إقامة النظام العالمي الأكثر عدالةً الذي يؤمّن الشراكة المتساوية والتنمية المستدامة والتعايش في ظروف السلام وحسن الجوار”.
وأشار إلى أن سياسة روسيا بقيادة رئيسها بوتين تهدف “إلى تحقيق هذه الأهداف ويتجاوب النهج الإستراتيجي الروسي مع مصالح جوهرية لشعوب كرتنا الأرضية”.
وتابع “إننا نعمل من أجل تطبيع الأوضاع الإقليمية وإنقاذ الدول العربية من الإرهاب والحفاظ على استقلالها ووحدة أراضيها فنقف في وجه التدخلات الأجنبية غير الشرعية ونضع الحاجز أمام محاولات إشعال الفتن الطائفية والإثنية ونعزّز مبدأ حسن الجوار بين كل مكونات المجتمع العربي. وهذا العمل مهم جداً لكل من يرفض الأفكار التخريبية الرامية إلى تفكيك الدول الوطنية وتبديلها بالكانتونات الطائفية. إضافةً إلى ذلك، يتسم هذا العمل بأهمية مصيرية للحفاظ على المسيحية في الشرق الأوسط”.
وأعلن أن “روسيا تقف بصورة متواصلة من أجل السلام المدني والوفاق في لبنان وتؤيد مطالب الشعب المتعلقة بإجراء الإصلاحات في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. ومن دون أي شك من الواجب تحقيق كل هذه الإنجازات في أجواء آمنة ومستقرّة تضمن تطور العملية باتجاه صحيح ومن دون انحرافات إلى الأهداف الأخرى التي تتناقض مع طموحات الشعب الحقيقية”.