جرعتانِ
د.غصون زيتون*
– 1 –
.. أهلاً بك في الحلقة الأولى من الجحيم!.. حيث لا أطهر من ماء النار إلا النار!.. دع لقدميك حرية السجود.. سيطيل مقامنا هنا.. لا برزخ بين الأرواح المعذّبة!.. لا مطهرَ يغسل ثياب أوجاعنا!.. ما تمزّقه الفكرة ترثيه القافية!..
لا تُمطر في الجحيم،.. هي فقط تئنّ!.. و بعض الأنين إثم!… ما يحدث في السماء لا يحدث إلا على الأرض!.. لربما العكس!… ليست السماء التي فوقنا سماء كل الأفكار!.. فالدخان الذي تنفثه كلماتنا الميتة.. يرتدّ إلينا!.. تثقبنا.. لنتقيأ أياماً متشابهة!.. وأحاسيس مستهلكة!..
أهلاً بك حيث أنت.. حيث موطأ الظنون.. وموطأ الأشواك الوردية!.. لا يرتديك إلا الخوف!.. ولا ترتدي إلا الانتظار!.. ما يُخفيه الصمت تفضحه النيات!.. و النيات.. هِبات ربانية.. بعضها العقاب.. وبعضها الثواب!.. وما بينهما.. أناك.. أناك التي ترفضك وترفض كل هذا العالم!
***
– 2 –
إن أقسى أشكال المنفى.. ذاك الذي تذهب اليه بكامل قواك الفكرية!.. من دون أن تلتفت إلى أولئك الذين أقصوك.. وحاصروك.. لربما لم يجرّبوا بعد قدرتك على استيعابهم.. بل ربما استيعابك لم يقدر على استيعابهم!؟.. حيرة.. أنت تسلك بوابة لا نهائيّة من التيه.. تتخبّط بذاكرتك.. هي السبب!.. هي التي تحمل وزر خطيئة الاستيعاب!.. لا تقطع أذنيك.. تحتاج أن تصرخ ولن تسمعك الا أذناك!.. تريث قليلاً.. الهروب ليس حلاً.. لم يكن الهروب حلاً أبداً.. اركض.. لنركض.. لنسبق الذاكرة.. لا نريدها معنا.. إنها تخون لحظاتنا الحلوة.. تتكئ على جراحنا الهشّة.. تثقب شعورنا بالامتلاء.. تعايرنا بنقصاننا المنسيّ.. تتشبث بنا كشوكة تموز.. تجدف بنا إلى نفق جليديّ.. سننهار.. تهدّدنا.. سننهار..
سيرمينا صقيع التفرّد.. إلى نهايات سابقة!..
*شاعرة سورية. #Ghosoun_Zaitoun