دمشق تطالب اليونسيف بدعم القطاع المدرسيّ السوريّ الذي دمّره الإرهاب
زاخاروفا: لا خلفيّات سياسيّة لزيارة المقداد لإيران قبل روسيا.. والاحتلال التركيّ يعزّز مواقعه في ريف إدلب الجنوبيّ.. والأميركي يستمرّ بسرقة النفط
أكد الوزير فيصل المقداد، وزير الخارجية والمغتربين السوري، على: «ضرورة زيادة اليونيسف حجم أنشطتها الإنسانية في سورية وتكثيف دعمها القطاع المدرسيّ الذي دمّر الإرهاب.
جاء كلام المقداد، خلال استقباله، إدوارد شيبان، المدير الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث بحث الجانبان سبل تطوير علاقات التعاون بين الحكومة السورية ومنظمة اليونيسف.
وعبر الوزير المقداد عن تقديره للجهود التي تبذلها منظمة اليونيسف في سورية ولا سيما في مجالي التعليم والصحة، وفقاً لوكالة «سانا”.
وأكد المقداد أن: «الحكومة السورية مستعدّة لتقديم التسهيلات المطلوبة للمنظمات الدولية العاملة في سورية بما يكفل تقديم أنشطة إنسانيّة فعّالة تسهم في زيادة قدرة الشعب السوري على مواجهة التحديات الراهنة التي أوجدتها الإجراءات القسرية أحادية الجانب المفروضة عليه من قبل الولايات المتحدة الأميركيّة وبعض الدول الغربية”.
وفي هذا السياق أكد الوزير المقداد على: «ضرورة زيادة اليونيسف حجم أنشطتها الإنسانيّة في سورية وتكثيف إمكانياتها وخاصة في دعم القطاع المدرسي الذي دمر الإرهاب جزءاً كبيراً منه وفي بذل المساعي للحصول على اللقاحات المضادة لكورونا لتجاوز آثار هذه الأزمة الصعبة”.
وحضر اللقاء من الجانب السوري.. السفير ميلاد عطية مدير إدارة المنظمات والدكتور عبد الله حلاق مدير مكتب الوزير ونداء السوسي من إدارة المنظمات ويامن بدر من مكتب الوزير، ومن اليونيسف بو فيكتور نيلوند الممثل القطري لليونيسف وبشار الأطرش مسؤول العلاقات الخارجيّة والبروتوكول لدى اليونيسف.
إلى ذلك، نصحت وزارة الخارجية الروسية بعدم الذهاب إلى استنتاجات بعيدة في ما يتعلّق باختيار وزير الخارجية السوري الجديد، فيصل المقداد، إيران وليس روسيا لزيارته الخارجية الأولى.
وجاء في تعليق المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أنه «على وجه التحديد، ومباشرة بعد توليه منصب وزير خارجية سورية، أعرب المقداد عن رغبته في القيام بزيارة عمل للاتحاد الروسي، وكان ذلك طبيعياً بالنظر إلى الطبيعة الاستراتيجية والتحالفية لعلاقاتنا الثنائية».
وتعليقاً على استنتاجات صحافية تحدثت عن أن اختيار طهران له دلالة على أن «المقداد ينوي التركيز على تعزيز العلاقات معها وليس مع موسكو»، قالت زاخاروفا: «سرعان ما اتفقنا على تنظيم زيارة المقداد لروسيا في أقرب وقت مناسب لكلا الجانبين، وأخذنا بالاعتبار الجدول المزدحم لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وارتباطاته بسلسلة من اللقاءات والزيارات».
وأضافت أنه «بناءً على مبادرتنا، تم تأجيل هذه الزيارة إلى تاريخ آخر، والآن نحن في انتظار المقداد في موسكو في 16 كانون الأول/ ديسمبر».
وشددت على أنه «لا داعي للبحث بين السطور عن خلفيات سياسية غير موجودة أصلاً ولا يمكن أن تكون».
يُذكر أن المقداد وفي أول زيارة خارجية منذ تعيينه وزيراً للخارجية، توجّه إلى طهران، والتقى عدداً من المسؤولين الإيرانيين لإجراء محادثات حول العلاقات بين البلدين.
يأتي ذلك بعدما أصدر الرئيس السوري بشار الأسد في 22 تشرين الثاني/ نوفمبر، 3 مراسيم تشريعية تقضي بتسمية فيصل المقداد وزيراً للخارجية والمغتربين، وبشار الجعفري نائباً له، ونقل السفير بسام الصباغ، إلى الوفد الدائم في نيويورك واعتماده مندوباً دائماً.
هذا وأدّى وزير الخارجية السورية فيصل المقداد اليمين الدستورية أمام الرئيس بشار الأسد، في 27 من الشهر الماضي.
وجاءت تسمية المقداد خلفاً للراحل وليد المعلم الذي توفي فجر الإثنين 16 تشرين الثاني/نوفمبر، عن عمر ناهز 79 عاماً. وكان يشغل منصب نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية والمغتربين.
على الصعيد الميدانيّ، دخل رتل عسكري للاحتلال التركي بلدة البارة في جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي في سورية، محمّلاً بكتل إسمنتية وعربات مصفّحة تحمل جنوداً، ليبلغ عدد الجنود الموجودين جنوب البلدة وشرقها 350.
في المقابل، أخلى الاحتلال التركي موقعه في معمل الكوراني في الزربة في ريف حلب الجنوبي.
ووفق مصدر فقد عمد الجنود إلى حرق بعض ما تبقّى من آثارهم، وبذلك تكون هذه هي سابع نقطة تركيّة يتم إخلاؤها من الشمال السوري بعد إخلاء نقطة حي الراشدين بالكامل.
وتجدر الإشارة إلى أن عشرات الشاحنات كانت قد غادرت نقطة المراقبة العسكرية التركية في ريف حماة مؤخراً باتجاه مناطق إدلب، وذلك تمهيدًا لنشرها على طريق حلب اللاذقية.
وفي سياق متصل، أفادت وكالة «سانا» السورية بأن القوات الأميركيّة أخرجت رتلاً مؤلفاً من 85 آلية عسكرية وصهريجاً محمّلاً بالنفط السوري من ريف الحسكة إلى الأراضي العراقيّة عبر معبر الوليد غير الشرعي.
الوكالة ذكرت أن 16 مدرعة أميركية رافقت الرتل.
وأخرجت القوات الأميركية عشرات الأرتال المحملة بالنفط السوري المسروق من ريف الحسكة إلى الأراضي العراقية على مدى الأشهر الأخيرة، وذلك في إطار مخططاتها لسرقة الثروات الباطنية السورية وحرمان الشعب السوري منها.
يشار إلى أن سورية خسرت أكثر من 100 مليار دولار بصورة مباشرة وغير مباشرة، جراء فقدان السيطرة على حقول النفط، وهي تدفع حتى اليوم ثمناً مضاعفاً في ظل الحصار الأميركي وتبعات عشر سنوات من الحرب والدمار في البنى التحتية والقطاعات المنتجة، ما يجعل عودة عائدات تلك الثروات إلى الخزينة العامة أولوية قصوى تُنهي فاتورة الاستيراد ومصاعب وصول النفط إلى الموانئ السورية، وتقدّم دعماً معيشياً ضرورياً مع دخول غالبية الشعب السورية تحت خط الفقر، بحسب المعايير الدولية.
ونجحت الدولة خلال السنوات الماضية باستعادة حقول الغاز الرئيسية في بادية حمص وجنوب دير الزور، ما وفر نحو 17 مليون متر مكعب غاز يومياً.