خبير في الشؤون الأميركيّة يرجّح انهيار الولايات المتحدة
عبر طلاق سلميّ أو حتى غير سلميّ..
كتبت نتاليا ماكاروفا، في «فزغلياد»، حول تأصل المزاج الانفصالي في الولايات المتحدة، عاماً بعد عام، ما يحمل خطر تفكك أميركا.
وجاء في المقال: «دعا رئيس الحزب الجمهوري في تكساس، ألين ويست، إلى تشكيل (اتحاد ولايات) يلتزم بمبادئ الدستور الأميركي، رداً على قرار المحكمة العليا الأميركية رفض المطالبة بمراجعة نتائج انتخابات الثالث من تشرين الثاني».
وبحسب الباحث في الشؤون الأميركيّة مالك دوداكوف، فإن «الحديث عن الخروج من الولايات المتحدة ليس جديداً على أميركا. فقد كان الأمر دائماً يشبه الاستعراض السياسيّ، لإظهار أننا مستقلون، لا يعجبنا المركز الفدرالي، وسوف نبتزّه من أجل الحصول على بعض التنازلات».
وأعاد دوداكوف إلى الأذهان كيف شكلت كاليفورنيا وأوريغون وواشنطن، في بداية هذا العام، تحالفاً من الولايات الغربية، للتعامل، بصورة مستقلّة، عن المركز الفدرالي، مع فيروس كورونا. وقال: «الوضع الآن، معقد، بسبب الاستقطاب الكبير في المجتمع، ذلك أن نصف البلاد لا يؤمن بنزاهة الانتخابات الرئاسية الأخيرة».
وشدّد دوداكوف على أن «أحداً لن يسمح، في الوقت الحالي، للولايات بالانفصال، ولا يوجد خطر حالي لانهيار أميركا، لكن الحديث عن ذلك سوف يستمر ويصبح أكثر شعبية».
وقال: «فعلى سبيل المثال، ظهرت فكرة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في الثمانينيات، ثم اكتسبت شعبية خلال فترة طويلة. وبعد سنوات عديدة، أصبح انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي حقيقة واقعة. الوقت، الآن، يتسارع. لذا، فإن انفصال بعض الولايات عن الولايات المتحدة يمكن أن يحدث بشكل أسرع، وبالطبع، فقط في ظروف الاختلال الكامل للجهاز السياسي وعجز وظيفي للحكومة الفدرالية في البلاد».
وأضاف دوداكوف، أن «هذا، بالطبع، ليس السيناريو الأكثر احتمالاً. ولكن، بعد دورة أو دورتين انتخابيتين، يمكن أن يصبح هذا حقيقة. في هذه الحالة، يمكن الحديث عن طلاق سلميّ أو حتى غير سلميّ للولايات».