معرض تشكيليّ إحياء للتشكيليّ الراحل نعيم إسماعيل… نتاجٌ فنيّ ينبض بالحداثة
} بلال أحمد
استعاد جمهور الفن أعمال الفنان التشكيلي نعيم إسماعيل الذي رحل عن عالمنا عام 1979 من خلال معرض فني استضافه غاليري جورج كامل في دمشق.
المعرض الذي أقيم ضمن أيام الفن التشكيلي السوري عربون وفاء لهذا الفنان واستحضاراً للذاكرة الفنيّة التشكيليّة ضم 30 لوحة مختلفة الحجم تنوّعت أدواتها بين الزيتي على الورق أو القماش والاكريليك والمائي التي رغم أنها تنتمي لزمن الستينيات الا أنها كانت تنبض بالحداثة وكأنها سابقة لعصرها.
ريعان نعيم اسماعيل ابن الفنان بيّن أن هذه اللوحات تمثل مراحل عدة من حياة الراحل منذ بداية الستينيات وحتى وفاته وفيها تشكيل عال وتجريدية ورمزية كبيرة لأن أعماله كانت تنبض بالأمل ويرى عبرها الأشياء الجميلة في الحياة دون القاتمة منها والتي تشكل صدمة للآخرين، لافتاً إلى وجود بعض الأعمال بالحبر الصيني كدراسة مبدئية او أساس لأعمال أكبر منها نفذت كلوحات زيتية، وغير ذلك ومنها ظلت على الورق.
جورج كامل صاحب الغاليري أوضح أن هذه اللوحات تمّ جمعها منذ عام 2002 لتشكل أول معرض للفنان إسماعيل منذ رحيله بهدف إغناء الذائقة البصرية لجمهور الفن التشكيلي، معتبراً أن هذا الفنان أحدث نقطة تحول في تاريخ الفن التشكيلي السوري لأنه ذو تجربة فريدة داخل وخارج سورية.
الفنان التشكيلي سهيل بدور بين خلال تصريح لـ سانا أن الفنان إسماعيل سبق عصره بالحداثة وله أعمال ترتقي إلى العالمية مسجلا وجوده المهم في الذاكرة التشكيلية، لافتاً إلى أن إقامة معارض لهؤلاء الكبار واستحضارهم أمر مهم جدا لأنهم رغم غيابهم يشكلون منصة معرفية وإبداعية وثقافية ووجدانية وإنسانية انطلقوا منها كفنانين تشكيليين.
الشاعر الباحث بكور عاروب وصف استحضار الذاكرة التشــكيلية في الخمســينيات والســتينيات من القرن الماضي بالبادرة المهمة جداً ولا سيما ما تتضمنه لوحات فناني تلك المرحلة من فن وأصالة وعمق وحداثة كرسالة يقدمونها للحفاظ على عراقتنا ورموزنا وحضارتنا وكأننا نقول للعالم هذا هو الجمال والفن في سورية.
الروائي محمد الطاهر رأى أن إقامة هذا المعرض ضمن أيام الفن التشكيلي ظاهرة ثقافيّة جميلة، لافتاً إلى أن الفنان اسماعيل أسقط بفنه الرمزي والسوريالي لوحاته على الواقع التي تكاد تكون ناطقة فهي تحمل عبق الحاضر رغم أنها تعود إلى نحو 60 عاماً.